ولَئِنْ أَبَـوْا شعر ناصر الدسوقي
ولَئِنْ أَبَـوْا
شعر
ناصر الدسوقي
أُمَّــاهُ قُـــومِـى وأنهـضــى
فالبعـضُ ظنّـُوا أَنْ مَضَـوْا
أنتِ التى فى الدَّربِ تخْطُو
والجَمـعُ بـعــدَكِ ما حَـبـَوْا
قـد أسْـرَعَـتْ مِنْـكِ الخُطَـا
والقــومُ خَلفَـكِ ما مَشَــوْا
كالشمسِ فى وضَحِ النهارِ
وهُـمْ هُـنــالِكَ مـا غَــــدَوْا
بِالـرَّكْـبِ صِـرنَا كالـرِّيـاحِ
والبعـضُ سَـيْـرًا ما أَتَــوْا
قد صفَّقُـوا يومَ اِنكسـارِكِ
ولئِـنْ أُصِبْـتِ لَمَـا نَجَــوْا
كالنَّجمِ فى وَسَطِ السمـاءِ
لـولاكِ دَوْمـًا ما سَــــروْا
فى ظُلْمَــةِ الليـلِ الدليــلُ
لـوْلا الدليـلُ لَمَـا اِهتَـدَوْا
وَضَعْـتِ لِلبُنيـانِ أُسُـسًـا
فَـلـيُكْـمِـلُـوا لـوْ إِنْ بَنَـوْا
قد غَـرَّهُم تِلكَ الشَّواهِقُ
لَمَّـا أطــالَـتْ فى اَلعُـلُــوْ
لـو أنهُـــم أَهـلُ العُـقُـودِ
فـأنـتِ دَهـرًا إِنْ نَـسَــوْا
بل أنتِ مهـدٌ لِلحـضـارَةِ
إِنْ رَضُـــو أو إِنْ أَبَـــوْا
مَـنْ أنتِ تِرياقُ السُّمُومِ
ودِفـئُهُــم فــى كُــلِّ نَــوْ
ويَعلَمُوا أَنَّ الأبيَّةَ دارَهُم
وقـتَ الرِّيـاحِ لَمَا عَتَـوْا
وهىَ المــلاذُ لِكُـلِّ عـارٍ
أو مُـرتَـدٍ لِصَقِيـعِ جَــوْ
فالفِعـلُ يأتى بِالأصـالَةِ
لا لِـحَــنْــوٍ فِـعْــلَ عَــوْ
قد أَسمَعُوكِ القَوْلَ سُـوءً
ولا رَدَدْتِ الـقَــوْلَ كَــوْ
ولا أَردْتِ الـبُعـدَ يوْمـًا
وهُـم بِجَهـلٍ قـد قَـلَــوْا
ولئن أَدَرتِ الوجهَ عنهُم
يرمُوكِ زُورًا أو شَكَـوْا
وإذا البلايا قـد أدركتهم
إليـكِ هَرَعُـوا واِرتَجَـوْا
لِتُزلزلى أرضَ المعارِكِ
ويُـوقِـنُـوا مِمَّنْ خَلَـــوْا
فشـرارُكِ النَّجمِ الغـرندِ
مـهـــــابـةً وأَزِيـــــدُ أَوْ
خُطاكِ يعلُو صوْتِ رِعْدٍ
فيسقُطُـوا مِمَّا اِكـتَسَــوْا
فـحـالِكِ الـقــرآنُ ذَكَــرَه
وحالُهُــم ما قـد شَـــرِوْا
صـنِيعُهُـم فِعـلَ الثَّعـالِـبِ
وأَصَـبْـتِ فـى رَدِّ كَـبَـــوْ
فالأُّمُّ مـا منَعَـتْ رَضَــاعٍ
لِـصِـبـيـةٍ كِـمِـثَــالِ حَــوْ
قـد قـال ربـى أُدخُلُـوهـا
آمِـنِـيـــــنَ بِـكُــلِّ تَــــــوْ
من ديوانه الخامس
جليدٌ على حافةٌ البُركان
ناصر الدسوقي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.