مقالات ووجهات نظر

مقال × حدوته أبناء نـوح – الجزء الثانى

مقال × حدوته أبناء نـوح – الجزء الثانى

 

مقال × حدوته أبناء نـوح - الجزء الثانى

 

بقلم / هشـام سـطوحى 

 

استطاع أن ينقذ نفسه وينقذ الثلاثة أطفال ويبتعد بهم عن موقع غريق السفينة التى بدأ البحر ابتلاعها.

وبعد ساعات تشرق الشمس وهو مع الأطفال الذين غالبهم التعب والنوم ، ينظر ليجد يابسه على بعد مسافة أميال قليلة .

وبدأت الأطفال تستيقظ و بصرخات وفزع كانوا ينادون على آبائهم وأمهاتهم ،

راح يحتضنهم بكل حنان و يخبرهم أنه سوف يذهب بهم إلى أسرهم ولكن يجب عليهم الهدوء حتى يصلوا إلى مكان آمن على الشاطئ.

لحظات و أقترب منهم أحد مراكب الصيد وعليها عدد من الصيادين والذين سمعوا عن غريق السفينة ،

وعلم منهم إنهم صيادين مصريين وأن أقرب مدينة لهم هى البرلس التابعة لمحافظة دمياط ،

و بشهامة قاموا بتوصلهم إلى الشاطئ ، شكرهم بشدة وأخبرهم لا داعى لإبلاغ السلطات المصرية وأنه سيتدبر أموره هو وأطفاله بنفسه ، وسوف يتصل بأحد معارفه ليساعده.

وبرغم خبرته ومهاراته في الهروب والتخفي كان يجد صعوبة بالتحرك بالثلاثة أطفال وحرصه وخوفه أن يصيبهم أى مكروه.

ونعلم أن كل بلد يوجد بها الصالح و الطالح ، فهو بالطبيعي لا يعرف إلا الطالح فكان لدية معارف في القاهرة من تجار ومهربين تعامل معهم في بعض العمليات بالماضي ،

وأتصل بهم وطلب المساعدة ، ولم يمر وقت طويل حتى حضر رجال من معارفه وقاموا بتوصيلهم إلى أحد الشقق في ضواحي العاصمة .

وعلم وتأكد من الأخبار ومن مصادره أن أسر الأطفال لم تنجوا من غريق السفينة والثلاثة أصبحوا أيتام.

وكان كل دقيقة تمر يتعلق بالأطفال الثلاثة أكثر ، حتى الأطفال مع الوقت تعلقوا به و ببعضهم وأكثر من مرة خطط لتسليم الأولاد إلى ذويهم وأقاربهم وهذا كان سهل الوصول إليه بالطبع أو حتى للسلطات المصرية، ولكن وجد نفسه لا يستطيع أن يبتعد عنهم ، لقد أحس معهم بالأمان ،

نعم هؤلاء الأطفال الصغار جعلوه لأول مرة في حياته يشعر بالأمان الذي كان يفتقده مع حياة الجريمة وتوالى وكثرة الصراعات التى كان يعيشها.

وبعد تفكير طويل قرر وبشكل جاد ونهائي أن يعيش أب لهؤلاء الأطفال وأن يبتعد ويعتزل حياته السابقة كلياً ونهائيًا ،

ويبدأ مع الأطفال فصل جديد مريح أكتشف أنه كان في أمس الحاجة إليه ، ولكن الثلاثة أطفال على ديانات مختلفة ؟؟! .

فقرر وأصر أن يظل كل طفل على ديانته ولا يتدخل إطلاقا في معتقداتهم ،

فعلا أصبح ثلاث أخوات وثلاث ديانات مختلفة يعيشون تحت سقف منزل واحد .

وبمساعدة بعض المعارف و بالثروة التي يمتلكها ، أستخرج لهم اوراق ثبوتية ،

فأختار لهم أسماء لا تثير الشك ولكن تنتمى لديانة كل طفل ، فصاحب الديانة اليهودية أسماه سليمان والمسيحية يوسف والإسلامية إبراهيم ،

اما هو أختار لنفسه أسم نـوح فأصبحوا الثلاثة أولاده أمام الناس والقانون.

ثم أستقر في القاهرة وبدأ في أنشأ تجارة تكون بداية جديدة له و واجهة أمام المجتمع الذي أصبح يعيش فيه هو وأبنائه الثلاثة( أبناء نـوح ).

كان قرار أن يعيش أب لثلاثة أبناء صغار في حد ذاته به صعوبات كثيرة وإرادة وتضحية ومخاطر ،

ولكن التحدي الأكبر أن يربي ثلاث أبناء بثلاث ديانات مختلفة في بيت واحد فكان هذا ضرب من الخيال ، ولكن بتحدي وإصرار أقدم على التجربة وعلى حياته الجديدة …..تابع

جميع حقوق النشر والتأليف محفوظة…

 

مقال × حدوته أبناء نـوح – الجزء الثانى


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة