مقالات ووجهات نظر

آية المنافق ثلاث 

آية المنافق ثلاث 

آية المنافق ثلاث

بقلم / محمـــد الدكـــروري

آية المنافق ثلاث

اليوم : الاثنين الموافق 2 سبتمبر 2024

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، لقد أمر النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم بأداء الأمانة، والأمانة أمانتان، وهما أمانة الدين، وأمانة المال، فالواجب على كل مسلم أن يؤدي الأمانتين، أمانة الدين بأداء الواجبات عن إخلاص وصدق، وأمانة المال أن يؤديها لأهلها بأمانة وعدم تفريط وعدم تساهل ولا عدوان، هذا هو الواجب على الجميع، كل مسلم يجب عليه أن يؤدي الأمانتين، أمانة الدنيا، وأمانة الدين، وقال الله تعالى ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها ” ويعم الأمانات الدينية من أداء الفرائض، وترك المحارم، والأمانات الدنيوية المالية، وغيرها.

وألامانه شأنها عظيم لإنها تشمل الفرائض وترك المحارم، وتشمل حقوق الناس، حيث قال تعالى ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” فمن صفات أهل الإيمان أنهم يرعون الأمانة والعهود، ولا يخونون، ولهذا قال سبحانه في سورة المؤمنين وفي سورة المعارج” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” وهذه من صفات أهل الإيمان أنهم يرعون الأمانة ولا يخونوها، فالواجب على المؤمن أن يؤدي الأمانة في غسله، وفي وضوئه، وفي صلاته، وفي صومه، وفي حجه، وفي زكاته، وفي كل شيءٍ يؤدي الأمانة، ويصلي صلاة يطمئن فيها، يؤدي حقها خالصا لله جل وعلا، هذا من الأمانة، يزكّي زكاة كاملة لا يخون فيها، ويصوم كما أمر الله، ولا يخون في الصيام بالتساهل بالمعاصي، وهكذا الحج، وهكذا غيرها، ويؤدي الأمانة في الحذر من معاصي الله، من الزنا، والسرقة، وشرب المسكر، والعقوق، وقطيعة الرحم، وغير ذلك.

ويؤدي أمانات الناس، من مال، من نقود أو غير ذلك، أو أمانة في وكالة على مال أو على أيتام أو على غير ذلك، كل عليه أداء الأمانة التي أسندت إليه، فالواجب على كل مؤمن أن يراعي هذا، وأن يهتم بذلك، وأن يعنى بذلك لئلا يدخل في صفات المنافقين، فمن صفاتهم كما يقول النبي صلي الله عليه وسلم ” آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وفي اللفظ الآخر أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، فالمنافق الذي لا يبالي، يتظاهر بالإسلام وهو في الباطن مع أعداء الله، هذه من صفاته خيانة الأمانة نسأل الله العافية، وإن من صور الوفاء هو وفاء الصحابي الجليل كعب بن مالك.

وذلك عندما تخلف الصحابي الجليل كعب بن مالك عن غزوة تبوك دون عذر يعتذر به أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أنه أخذ يسوف في موعد الخروج إلى أن فاته الوقت، وأصبح من المخلفين الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمقاطعتهم، وظلت المقاطعة ما يقرب من الشهرين، حتى ضاقت عليهم أنفسهم، وظل الحال كذلك إلى أن أرسل ملك غسّان رسالة إلى الصحابي الجليل كعب بن مالك، يقول فيها “أما بعد، فقد بلغنا أن صاحبك قد جفاك، وإن الله لم يجعلك في دار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسيك” وحين قرأ كعب بن مالك هذه الرسالة، قال “وهذا أيضا من البلاء” وقال فتيممت التنور فسجرته بها، ثم لما أتم أربعين ليلة من الخمسين، جاءه أمر رسول من رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يعتزل امرأته، فلما أتم الخمسين ليلة.

جاءه البشير بالفرج من الله والتوبة، وإن هذا الصحابي الجليل لم يتغير قلبه لتعزير النبي صلى الله عليه وسلم له، ولم تخر عزيمته أو يتزعزع إيمانه أمام ما جاءه من إغراء من أعداء الله تعالى.

 

آية المنافق ثلاث


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة