طعم العيش ووجه الحياه
طعم العيش ووجه الحياه
بقلم: محمود جلال
طعم العيش ووجه الحياه
– كثيرا ما نظن أن القدر يسخر منا فى كتاباته ويهزأ بنا ، وينذرنا بيوم نرى فيه ماكنا نحسبه أمانى وآمالا أوهاما كاذبة وأحلاما باطلة ، ويرى جميع مانقدره لأنفسنا من سعادة فى الحياة وهناء أشبه شئ بالخيالات الشعرية التى يسعد بها الشعراء بتصورها ولايسعدون بوجودها ، فإن كان حقا مانظن فما أمر طعم العيش وما أظلم وجه الحياة .،
– لكننى أعتقد أن الذى غرس فى قلوبنا هذه الآمال الحسان لايعجز عن أن يتعهدها بلطفه وعنايته حتى تخرج ثمارها ، وتتلألأ أزهارها ، وأن الذى سلبنا كل مايأمل الآملون فى هذه الحياة من سرور وغبطة ، ولم يبق لنا منها إلا حلاوة الأمل ولذته ، لأعظم من أن يقسو علينا القسوة كلها فيسلبنا تلك الثمالة الباقية التى هى ملاك العيش وقوام الحياة .،
– وبعد: فأى مقدور من المقدورات تضيق به قوة الله وحكمته ، وأى عقل من العقول الإنسانية يستطيع أن يبدع فى تصوراته وتخيلاته الذهنية فوق ما تبدع يد القدرة فى مصنوعاتها وأثارها ، وهل الصور والخيالات التى تمتلئ بها أذهاننا وتموج بها عقولنا إلا رسوم ضئيلة لحقائق هذا الكون وبدائعه .،
– ومانطمع فيه من جمال هذا العالم وزخرفه هو رفيق نأنس بقربه وجواره ، ونجد لذة الكون فى العيش معه والسكون إليه ، وما الرجال كما يقولون إلا أنصاف ماثلة تطلب أنصافها الأخرى بين مخادع النساء .،
” إن اليوم الذى نشعر فيه بخيبة آمالنا وإنقطاع حبل رجائنا يجب أن يكون آخر يوم من أيام حياتنا ، فلا خير فى حياة يحياها المرء بغير قلب ، ولا خير فى قلب يخفق بغير حب “.
طعم العيش ووجه الحياه
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.