روحي مع كل جمال افتقد اللمسه الأخيرة
قلبي مع الجميل الذي لم يكتشف نفسه.. مع المشهد البديع في أرضٍ لا يسكنها أحد، مع كل حدَثٍ عظيمٍ لم يحظَ بالتوثيق، مع كل معروفٍ خفِيّ، و كل فضلٍ نُسِبَ لغير أهله، و كل عطاءٍ جاء في هيئةِ منع..
مع القصائد التي فقدت روعتها بسبب كلمةٍ وحيدةٍ في غير موضعها، مع الأغنيات الحُلوة التي قتلها فِرط الاستماع، أو ظلمها لحن النهاية، مع اللوحة التي لم يكن ليطغَى على جمالها شيءٌ لولا مغامرة في اختيار لون واحد، مع أيام السكينة التي مرَّت دون أن تُحمَد أو يُلقَى لها بالًا، مع الشُجعان الذين خسروا قبل أن تبدأ المعركة بسبب حركة صغيرة مُباغتة.،
روحي مع كل عتيقٍ أهانته ثقافة الجيل، مع الذكاء المُتَّقد المنشغل بالتوافه، مع السعادة التي هلَّت بعد أن رحلت أسبابها، و الحزن الذي أتى قبل موعده، مع العلامات التي تكررت مرارًا و لم يلق لها بالًا، مع النقاشات الأخيرة الطويلة للحفاظ على علاقة ستنتهي حتمًا، مع التفكير في الانتظار دقيقة أخرى، مع الإيماءات المرتبكة و الرسائل الخفية في لقاءات الطريق العابرة، مع الخطابات المؤجلة المخبأة في الأدراج، مع الفرص السانحة التي ضيَّعها التردد، و الجماليات المبهجة التي أفْتَرَها السُّكوت العاجز عن التعبير، مع الحكايات الجميلة التي لم تبدأ لأن أبطالها تناوبوا الصمت.. مع القلوب الطيّـبة التي ساءت أقدارها في الحب، مع النوايا النقيّـة التي دنَّسها قُبحُ العمل، مع الحب الصادق الذي أتى بعد أن تبلَّد القلب، مع الحكمة التي لا تُمنَح إلا مِن الخيبة، مع الأمل المعقود حين لم يتبقَ شيء، مع الكلمة التي تحمل أكثر مِن معنى، و يُؤخَذ أسوأها.. روحي مع كل جمالٍ افتقد اللمسة الأخيرة، و كل جميلٍ خسره التقديرُ.
روحي مع كل جمال افتقد اللمسه الأخيرة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.