قصة قصيرة جدًا بعنوان: ما بين حب وحب
بقلم د. إسراء محمد عبد الوهاب
ملك بصحبة صديقتها وأختها الصغرى مع مصفف الشعر والمسئولة عن مستحضرات التجميل داخل غرفة الفندق التي تملأها الفرحة والزغاريد، الفندق الذي سوف يقوم به مراسم حفل الزفاف، الجميع سعيد والعروس في غاية الغبطة حيث سوف تتزوج من بن خالتها حبها الوحيد من الطفولة، أينعم كان لا يكترث بينما الآن تحققَ حلم حياتها.
داخل غرفة أخرى يطغى عليها لون أسود كئيب، محمود عريس الليلة الذي أوتار قلبه تخرج موسيقى حزينة من آلة الكمان، هو مع مصفف الشعر ورفيق دربه الذي على دراية، بما يشعر به صديقه الآن؟ ارتدى هندامه و مصفف الشعر ينهي عمله، وهو متجمد الملامح مثل قطعة ثلج لا تذوب، يرتب على كتفيه صديقه عندما لاحظ دمع عينيه محبوسًا وراء قطبان الأهداب:
-هون عليك
-اطمئن، لا داعي فالليلة قمت بالتضحية لأجل عائلتي وجنيت على أخرى
محمود أثناء حفل الزفاف يصطنع الفرحة وكم هذا الشعور مؤلم خاصة عندما يرى روح الملاك التي تطوف حوله ويبكي في لحظات وهو يبتسم، ظن الجميع أن تلك دموع الفرحة.
دلفًا معًا إلى منزلهما مع صوت الزغاريد والجميع يبارك حتى أغلق الباب، وتوجها إلى غرفة النوم، تركها دون كلام ودخل دورة المياه لتغير هندامه ويتركها على راحتها لتغيير فستان الزفاف.
تحاول خلع الفستان بينما كانت تحتاج إلى مساعدته، دخل معي دون كلام، بينما لا تكترث ربما من شدة إرهاقه اليوم.
ملك انتهيت من كل شئ وقامت بتغيير ملابسها، وهو ما زال بالحمام وتساءلت، كيف أنهيت قبله، كل ذلك؟ ما علينا لا يهم أي شئ الليلة، الآن أنا ومحمود حبيب عمري تحت سقف بيت واحد.
محمود يبكي بكاءً دون صوت واضعًا يديه على ثغره، حينها ملك كانت تتفصح غرفتها وتتأكد من ترتيب كل شئ وهي سعيدة، حتى فتحت آخر درج (بالكومودينو) وجدت صندوق بقفل مفتوح، خمنت أنها هدية من محمود لها ونسى أن يغلقه، قامت بفتحه ورأت مفكرة بملصق أعلاها مكتوب به: إلى وتين الفؤاد، فتحت أول صفحة:
إلى رفيقة دربي أنا أكتب لكِ، لروحك الطاهرة أظن تشعرين بي، فقط أكتب على ورق بأذنين تسمعني وقلم يعبر عما بداخلي، لم تتحملِ إصرار أهلي للزواج من بنت خالتي التي أحبها كثيرًا بينما كأخت لي، حتى رحلتِ إلى الرفيق الأعلى، كم أكره نفسي، سوف أعيش بذلك الذب طول العمر وأنتظر تلك اللحظة التي ألتقي بكِ كزوجة هناك بمشيئة الله جل علاه، وتلك أولى خواطري.
ارتجف بدن ملك وتشعر ببرودة لا تحتمل وتعالت ضربات قلبها حتى سقطت أرضًا.
خرج محمود مهرولاً من وقع سماع السقوط، وجدها طريحة على الأرض وملقى جانب يدها المفكرة، حاول أن يسمع دقات قلبها، وقام بإنعاش قلبي رئوي حيث أن محمود يمتهن مهنة الطب بينما بلا جدوى.
أكمل بكاءه بصوتٍ عالٍ وقال : ليس لكِ ذنب يا ملك وظل يصرخ لقد قتلت اثنين ليس لهما أي أثم قاما به سوى حبهما لي، الذنب ذنبي، يا ليت يعود الزمن للخلف.
قصة قصيرة جدًا بعنوان: ما بين حب وحب
د. إسراء محمد عبد الوهاب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.