اخبار المحافظات

إحياء الجالية الجزائرية. للذكرى70 إندلاع ثورة التحرير

إحياء الجالية الجزائرية. للذكرى70 إندلاع ثورة التحرير

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون

ستراسبورغ فرنسا.

يوم وطني سعيد لكل الصحفين 22 أكتوبر كل عام وأنتم بخيرء بسم الله الرحمن الرحيم, الذي علم الإنسان ما لم يعلم. علم الإنسان بالقلم. من أي باب من أبواب الشكر والثناء سأطرقه ومن أي جهة أدخل ومن أي زاوية ألج لأصل لصرح حصنكم المنيع، ومن أي أبيات الشعر والقصيد أعبر لأحييكم. يا من كنتم كسحابة معطاءة، سقت الأرض فأخضرت بكل زرع ونبات مخالفا ألوانه ، كنتم ولا زلتم كالنخلة الشامخة الممتلئة بالأنواع، تعطي بلا حدود والجداول المتدفقة والشطئان المترامية للإطفاء ضما كل عطشان متلهف قراءة ومشاهدة شيء وسماع خير يثلج صدره ويدخل الفرحة والبسمة والسرور ,أستها الشموع المنيرة التي تطل كل صياح مشرقة و تدخل البيوت بدون إستذان. تلوح في سمائنا دوما نجوم لامعة براقة، تشع نورا لا يخفت بريقها عنا لحظة واحدة، صباحا مساء على مدار الساعة دون توقف ولا إنقطاع, مع أولى نسمات الصباح الباكر وشروق مطلع كل نهار, نترقب إضاءتها لقلوبنا المتلهفة لها، ونسعد بلمعانها في سمائنا كل ساعة وثانية. نجوم تستحق منا وبكل فخر أن يرفع إسمها عاليا. بكلمة مودة بحب وشكر بتقدير، وتحية وفاء وإخلاص، تحية ملئها كل معاني الأخوة والصداقة، تحية من القلب إلى القلب، ومن أذن إلى أذن بكل إصغاء , شكرا لكم من كل قلبي وصميم الفؤاد. فبمناسبة اليوم الوطني للصحافة الجزائرية الموافق ل22 أكتوبر من كل سنة , لا يسعني من خارج الديار بأرض المهجر عامة ومن الألزاس عاصمة الإتحاد الأوروبي بستراسبورغ شرق فرنسا, إلا أن أرفع لكم جميعا, كل بإسمه وصفته القبعة عاليا وأخك لكم هاته الأحرف البسيطة المنقحة المختارة عنوان رسالة التهنئة, أبعثها مليئة لكل واحد منكم جماعة و فرادى بما جادت به كوكبة الحروف. ولا أجد ما أقول وأضيف إلا ما قال السلف رحمهم الله (ولو أنّني أوتيت كلّ بلاغة، وأفنيت بحر النّطق في النّظم والنّثر، لما كنت بعد القول إلا مقصّراً، ومعترفاً بالعجز عن واجب الشّكر). فلكل مقام مقال ولكل مقال صحفي رجال, ولكل برنامج تلفزي جيش, ولكل إنجاز شريط , رتل مهيكل ولحصة جنود, ولكل مباشر فريق معد, ولكل بث وإرسال إذاعي عبر أمواج الأثير جنود خفاء بحناجر صادحة من وراء المكروفون، ولكل نجاح شكر وتقدير، فلكم جميعا قاطم صحافيينا برمته مكتوبة, مسموعة, مقروءة كانت ورقية أم إلكترونية, مني جزيل الشّكر أهديكم. عبر أولى نفحات نسيم الصباح، وعطر أريج الأزهار الفواح، موصول بخيوط الأصيل، أرسل تهنئتي بيومكم الوطني للصحافة, شكرا جزيلا من الأعماق لكل فرد بإسمه وشخصه ومنصبه. شكرا على عطائكم الدائم، ونشاطكم الدؤوب المتواصل وعملكم المستمر, فجميع كلمات الثناء لا توافيكم حقكم. للنجاح أناس بشهادة الجميع يقدرون معناه، وللإبداع أناس يحصدونه، لذا أقدر جهودكم المضنية، فأنتَم أهل للثاء والشّكر الجزيل والتّقدير الكبير، فوجب علينا تقديركم، بكل الحب أهديكم كلمة شكر خاص. فإن قلت شكرا فشكري لن يوفيكم حقكم، حقا ما سعيتم فكان السعي مشكورا، وإن جف حبري عن التعبير يكتبكم قلب به صفاء الحب عنوانا تاريخ اليوم الوطني في ومضة: تحتفل الأسرة الإعلامية في الجزائر في 22 أكتوبر من كل عام باليوم الوطني للصحافة، وهي المناسبة التي أقرها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رحمه منذ سنوات خلت وتحديدا يوم 03 ماي 2013 بمناسبة الإحتفالات المخلدة لليوم العالمي لحرية التعبير، حيث قرر الرئيس ترسيم تاريخ 22 أكتوبر ليكون يوما وطنيا للصحافة أسوة بالفئات المهنية والإجتماعية الأخرى، و جاء قرار تخليدا 22 أكتوبر يوم وطني وذلك لتخليد تاريخ صدور أول عدد من جريدة المقاومة الجزائرية في 22 أكتوبر 1955 والناطقة بإسم جبهة وجيش التحرير الوطني، وقد جاء القرار في رحاب إحياء الجزائر للذكرى الخمسين لإستقلالها الوطني. وجاء الإحتفال بهذا التاريخ ليكون يوما خاص للتأمل حالة الضحافة عامة والصحفي خاصة ومراجعة ذاتية لوضع الصحفي. ومنه إحصاء شامل ماذا تحقق من مكاسب لقطاع الإعلام، منذ 33 سنة من صدور إعلان حرية الإعلام؟ وما هي العقبات والمعيقات و الحواجز التي لا تزال حجر عثرة أمام تطور قطاع الصحافة و وضعية الصحفيين؟ والسماح لهم بالعمل في حرية وبكل أريحية, دون مضايقة و منع. ومنذ إعلان القرار دأبت الجزائر تحتفل به رسميا على مستوى القطر و باقي المؤسسات و المراكز الإعلامية الصحفية , خاصة المؤسسات الإعلامية الرسمية أين تقام فيه إحتفالات يتم فيها تكريم الإعلاميين، كما تنظم مسابقات في مختلف المجالات الإعلامية يكرم فيها الفائزون بالمناسبة كما هو حال جائزة رئيس الجمهورية للصحافة. يوم وطني سعيد وكل عام و ألصحفي حر سعيد بخير. عيد سعيد للجميع لكل الصحفيين في كل المجالات و لكل الصحفيين المراسلسن المحلين داخل الوطن و خارجه. يوم وطني سعيد كل عام وأنتم رجال الصحافة برمتها وأسرتها بخير حفظكم الرحمن و رب السماء يحميكم و لكم منا جزيل الشكر و التقدير دمتم أوفياء أقوياء للقلم مواصلين وللمسيرة مستمرين و لمهنة المتاعب متشبثتين بورك فيكم جميعا فردا فردا سلام عطر تحياتي و تقديري.. تهنئة زميلكم المبتدئ, الطالب المتتلمذ بمدارسكم, السائر على خطاكم المتطفل على نهجكم والمعجب بحروفكم والمبهور بأسلوبكم. تحية أخيكم العبد الله الحاج نورالدين أحمد بامون الذي دخل أبواب الصحافة من أوسع أبوائها كمحرر لمقدمة مجلة منتديات ومراسل لجريدة , ونشر مقالات بعديد الجرائد والمجلات و الصحف الجزائرية و الدولية. تقبلوا تهنئة وتحيايا وفيكم زميلكم المتطفل على مهنة المتاعب والمصاعب كما يسمونها, لكن رغم ما قيل ويقال و يتردد يبقى الصحفي شامخا صامدا صابرا لا يكل ولا يمل , دمتم أوفياء أقوياء حفظكم الرحمن ورعاكم بورك فيكم وفي مجهودكم. الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا.

إحياء الجالية الجزائرية بإشراف القنصلية العامة ستراسبورغ للذكرى70 إندلاع ثورة التحرير:

كعادتها السنوية التي لا تحيد عنها, كانت القنصلية العامة الجزائرية بستراسبورغ, حاضرة في الموعد التاريخي لإحياء هذه المحطة التاريخية الهامة في تاريخ الثورة التحريرية الجزائرية المظفرة بالخارج. وعلى غرار باقي السفارات والقنصليات والتمثيليات الدبلوماسية خارج الوطن. أحيت مناسبة الذكرى 70 لإندلاغ ثورة التحرير.

مــقـــدمــــة:

لقد شهد تاريخ البشرية القديم والحديث برمته. عديد الصراعات والنزاعات المسلحة في غاية العنف والوحشية الهمجية، والتي نتج عنها ذاكرة جد معقدة.لا يختلف إثنان على أن الأول من نوفمبر تشرين الثاني هو اليوم وطني بالجزائري ثوري تاريخي, ذكرى إندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي. ذكرى تاريخية غالية لا يمكن لها أن تمر مرور الكرام دون إحيائها والتذكير بها. إن الثورة الجزائرية من أهم الثورات الشعبية الجماهرية المعاصرة, التي كان لها الاثر البالغ في دحر و رد المحتل الغاشم. والتي كانت مثال للشعوب المضطهدة المستعمرة التي تنشد الحرية والإستقلال كما يشهد زعمائها وقادتها يومها. ونظرا لأهمية هذه الثورة المباركة. فمن الضروري كان لمسيرها ومشرفيها ومنظميها والمفكرين فيها. القيام بدراسة شاملة قبل تنفيذها لكل التطورات السياسية والجيوسويولجية. التي سبقت إندلاعها وإنطلاق شرارتها الأولى من عاصمة الأواس الأشم, بكلمة السر عقبة وفاتح منتصف ليلة الفاتح نوفمبر 1954 الموافق لليلة الأثنين 12 ربيع الأول ليلة ميلاد الحبيب المصطفى رسول الله سيدنا وحبيبنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه. إضافة إلى كيفية سر وتطبيق علميات وآليات ساعة إنطلاقها وكافة الإجراءات التي صاحبت هذه الثورة المباركة ثورة بلد المليون ونصف مليون شهيد رحمة الله عليهم جميعا. ونظرا لتذمر الشعب وتعبه من قهر المحتل كان لزاما التفكير في ثورة عارمة فكان لها ما خطط لها.

إحياء الجالية الجزائرية. للذكرى70 إندلاع ثورة التحرير

إن إحتفال الشعب الجزائري بالذكرى ال70 لإندلاع ثورة التحرير الوطني, في ظل الجزائر الجديدة مشيدة الأركان, التي إستلهمت من ماضيها المجيد مبادئ أسست على ضوئها دولة سيدة, بمؤسسات قوية وإقتصاد واعد ودبلوماسية محنكة بإطارات وكفاءات دولية عالية جد مؤثرة, وبجبهة داخلية محصنة وموحدة ومجندة لتحقيق الريادة في كل المجالات والقطاعات.إن هذه الجزائر الجديدة التي كرست في قانونها الأعلى بيان أول نوفمبر 1954 كمرجعية أساسية لا يمكن الإنحراف ولا الإبتعاد عنها وفاء لرسالة الشهداء, جعلت من تاريخ إندلاع الثورة المظفرة مناسبة لأن نوفمبر هو المعين الذي لا ينضب وذخر الأمة ومناط فخر الشعب الجزائري وعزته. مثلما ذكره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في عديد المناسبات، مؤكدا أن تضحيات الشهداء الأبرار والمجاهدين الأشاوس ومعاناة الشعب تحت هيمنة المحتل الفرنسي, ينبغي أن تكون مصدر إلهام للأمة الجزائرية ومرجعيته التي تفتخر بها الشعوب وتتخذها مثال يقتدى به.

وإنطلاقا من هذه الرمزية الخالدة, تزامنت أهم المواعيد الفاصلة في إطار بناء أسس الجزائر الجديدة, مع شهر نوفمبر فخر الثورة الجزائرية.

ثورة الفاتح أول نوفمبر1954 في ومضة:

إنطلقت على بركة الله وبإسمه الله أكبر مدوية في ليلة الفاتح من شهر نوفمبر 1954م. إولى شرارة الثورة التحريرية المجيدة من جبال الأوراس الأشم ومن مختلف جهات الوطن التي حددت يومها. والتي إستهدفت مراكز الشرطة وأماكن تواجد القوات والمصالح الإستدمارية، وقد تميزت هذه الانطلاقة بما يلي:

الوحدة الزمنية: إنطلاق الثورة في كامل نقاط التراب الوطني المحددة, حتى تعرف فرنسا والعالم بأن العملية ليست عملية عشوائية، بل منظمة ووطنية.الشمولية: أي أنها لم تقتصر على منطقة دون أخرى من الوطن بل شملت معظم جهات الوطن.المزج بين الكفاح المسلح والسياسي: إذ ما إنطلقت الثورة حتى نشر بيان أول نوفمبر، الذي حدد وضبط سير الثورة ومبادئها حيث وزع في الداخل وأذيع من إذاعة القاهرة، معلنا ميلاد الثورة التحريرية الجزائية المظفرة وموضحا أسبابها وأهدافها. وأصدر جيش التحرير الوطني الذراع المسلح للجبهة, بيانا يدعو فيه الجزائريين إلى الإلتحاق بالثورة المجيدة التي قدمت للإنسانية أروع الأمثلة في التضحية وأصبحت تعد أنموذجا في الكفاح ضد قوى الإحتلال والطغيان عبر العالم لقهر الظلم والعبودية. وقد توجت هذه التضحيات الجسام مسيرة 132 سنة من المقاومة والكفاح ضد أكبر محتل إستيطاني.

وفاء الجزائر لرسالة الشهداء الأبرار:

وقد ظلت الجزائر وفية لعهد رسالة الشهداء الأبرار وحلمهم في رؤية هذا الوطن الغالي مستقلا، مزدهرا ومستميتا في الدفاع عن بقية الشعوب المحتلة والمظلومة. عندما تحل ذكرى إندلاع ثورة التحرير الوطني, تعلن ذاكرة التاريخ نضالها لتنفض الغبار من جديد ليحكي التاريخ مجددا وبسوط عالي وبكل فخر وإعتزاز للأجيال القادمة مجد أمة صنعته بنفسها بعدما ضحت بكل غالي وبالنفس والنفيس. يأتي إحياء الذكرى السبعين 70 لثورة الفاتح من نوفمبر هذه السنة، في سياق الجزائر الجديدة وإعادة إنتخاب السيد عبد المجيد تبون لعهدة ثانية. قصد إستكمال الإنجازات الكبرى في كل القطاعات ومواصلة البناء والتشييد. وتأتي هذه الذكرى السبعون 70 لإندلاع ثورة الفاتح نوفمبر الخالدة، لتوثق الصلة بين جيل الثورة التحريرية وجيل الإستقلال من أجل إستلهام الدروس والعبر من رسالة الشهداء وكفاح المجاهدين المسلح، والحفاظ على هذه الأمانة. جيلا بعد جيل، ولن يكون إلا بنهضة قوية وشاملة في كل المجالات ومواصلة بناء الجزائر الجديدة في جميع القطاعات، ويكون المواطن الجزائري هو المعادلة الحقيقية فيها. وترجمة لهذه المعاني، تقف الجزائر عامة حكومة وشعبا بكل فعاليات أطياف المجتمع. داخل وخارج الوطن للجالية المقيمة بالخارج, إلى جانب رئيس الجمهورية مؤكدة مرة أخرى أنهم مجندين ومستعدين على أن يدافعوا عن وطنهم وسيادته. وإضافة لذلك لمواكبة لمسيرة الحافلة تجسيد معالم الجزائر الجديدة التي شرع في رسم معالمها، إلتزاما منه بتعهداته لثورة الفاتح 54، وفي مقدمتها ملف الذاكرة الذي جعل منه واجبا وطنيا مقدسا لا يقبل أي مساومة وسيظل في مقدمة إنشغالات الدولة لتحصين الشخصية الوطنية. الذي أكد عليه في العديد من المناسبات بحرصه الشديد على التعاطي مع ملف التاريخ والذاكرة بعيدا عن أي تراخ أو تنازل وبروحِ المسؤولية التي تفتضيها المعالجة الموضوعية النزيهة وفي منأ عن تأثيرات الأهواء وهيمنة الفكر الإستدماري.

ومع توالي السنوات والعقود، تبقى ثورة الفاتح نوفمبر 54 المظفرة محطة شاهدة على عظمة الجزائر وهمة شعبها وعلو شأنه الذي خط بدماء أبنائه الشهداء الأبرار ومجاهديه الأشاوس. صفحة مجيدة من تاريخ بلاده ليبرهن بها للعالم بأكمه، والتي كرست معاني المقاومة الشعبية الحقيقية في سبيل تحقيق النصر ودحر قوى الإحتلال الفرنسي الغاشم.

جزائر المواقف الثابتة والمبادئ الراسخة:

لقد جعلت القيم الإنسانية التي دافعت عنها الثورة التحريرية، من الجزائر مرجعا أساسيا قويا للدفاع عن القضايا العادلة في العالم ولتحرير الشعوب وتقرير مصيرها بيدها. ومثلت مصدر إلهام لكل الضمائر الحية والشعوب الحرة في العالم، ومثلت ثورة الفاتح 54 من جهة أخرى بصفة خاصة تجربة حاسمة لتحرر الشعوب العربية والإسلاميةّ.

عرفت الثورة التحريرية بإسم ثورة المليون ونصف المليون شهيد، ضد المحتل الفرنسي. التي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية.ً

في البداية إقتصر الكفاح المسلح على تنفيذ عمليات وهجمات معينة ومركزة بمناطق محددة. وبدءاً من سنة 1956 بعد مؤامر الصومات وتنظيم هياكل الثورة وصفوف جيش التحرير الوطني. أصبح الكفاح حربا تحريرية ضروس حقيقية موسعة. تبناها كل الشعب الجزائري على المستوى الداخلي ريفي وحضري, مدن وقرى ومداشر وعلى المستوى الخارجي، وتواصلت العمليات العسكرية، بقيادة جيش التحرير الوطني إنطلاقاً من الحدود المغربية والتونسية والليبية. وتوسعت للجهة الجنوبية الخلفية بمالي, قد شارك فيها الآف المقاتلين، الذين كانوا يمتلكون وسائل بسيطة وعتاد قليل. في الوقت الذي كان الجيش الفرنسي يتكون من قوات الكوماندوز والمظليين والمرتزقة متعددة الجنسيات، وقوات حفظ الأمن، وقوات الإحتياط، والقوات الإضافية من السكان الأصليين أو من أطلق عليهم إسم الحركة.ولكن بفضل وحنكة قيادة جيش التحرير وبسالة وشجاعة مجاهدينا الأبطال. حظيت قوات جيش التحرير الوطني التابعة للفرع العسكري من جبهة التحرير الوطني على تأييد كافة الشعب الجزائري، بل تعد خارج الحدود لوراء الضفة الأخرى وألتحقت الجالية الجزائرية في المهجر عامة، وفي فرنسا خاصة وبستراسبورغ بعاصمة الآلزاس.

وبعد سنوات طوال وكفاح مسلح أشتدت قوته, الذي دام أكثر من 7 سنوات, تمكنت الجزائر بفضل ديبلوماسيتها المحنكة من تدويل القضية الجزائرية عبر النشاط الدبلوماسي المكثف، وإدراج القضية ضمن جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إنه بفضل ثورة أول نوفمبر54 المجيدة، وتضحيات الشعب الجزائري تمكنت الجزائر من إستعادة سيادتها ونيل إستقلالها يوم 5 جويلية 1962، بعد كفاح طويل ومرير مع المحتل الفرنسي وتضحيات جسام للشعب الجزائري برمته، منذ أن وطات أقدام المحتل الفرنسي أرض الجزائر سنة 1830. فرحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته.

إن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، يجعلنا نستذكر ونقدر وقوف الشعب الجزائري وقفة رجل واحد بكل ما أوتي من شجاعة وبسالة وإمكانيات. بداخل الوطن وبخارجه لاسيما أفراد الجالية بكل جهة وبستراسبورغ بفرنسا خصوصا.

مغزى إحياء ذكرى إندلاع ثورة التحرير الفاتح نوفمبر:

إن إحياء الجالية الجزائرية بكل ربوع الوطن وخارجه عامة وبستراسبورغ بشرق فرنسا خاصة الذكرى 70 لإندلاع حرب التحرير, كبقية الجزائريين, وتخليد الذكرى, لكون يعد هذا اليوم من كل عام يوم تاريخي محض, يوم إستذكارا لوقائع محطات فترة الإحتلال الفرنسي للجزائر دامت قرن وإثنان وثلاثون 132سنة, كللت في نهايتها بحرب ضروس, جد طويلة لسبع سنوات ونصف نتيجة تركمات فاقت حقيبتها أكبر الجراح والحرص على إستئصالها وقلعها من جذورها.

غرس حب الوطن وقيم ومبادي ثورة أول نوفمبر في نفوس أطفال أبناء الجالية للتشبع بها.

حرصا على غرس الروح الوطنية لأطفال أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر قيم و مبادئ ثور نوفمبر وأصولها عن كابر والتي لا يحيد عنها أي جزائري. فكرت لجنة تحضير الإحتفالات بإحياء الذكرى السبعين70 لإندلاع ثورة الفاتح نوفمبر في تنظيم وإجراء مسابقة تاريخية ثقافية فنية لصالح أطفال أبناء أفراد الجزائرية الموجودون في منطقة الدائرة القنصلية الجزائرية العامة بستراسبورغ. حول تاريخ حركات المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة الأول من نوفمبر 1954 الجزائرية. الأولى تمثلت في مسابقة البحث التاريخي وتحرير مقال من 2صفحتين أو 3ثلاثة لفئة الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 12 و16سنة. والمسابقة الثانية لفن الرسم لفئة الأطفال ما بين سبعة7 ولإحدى11عشرة سنة, مسابقتين في غاية الأهمية إستقطبت عدد كبير من الجنسين بنات و ذكور, ومشاركة واسعة بمواضيع جد مهمة ذات قيمة علمية وأدبية من حيث المضمون والصياغة. والتي إستقبلتها لجنة التحكيم المكونة من أعضاء فعاليات المجتمع العزيز لآفراد الجالية وطاقم القنصلية العامة. والتي أفرزت نتائجها على منح الجائزة الأولى للطالبة بخروبة هند, أصيلة مدينة هيليوبوليس بولاية قالمة التاريخية شرق الجزائر وسليلة عائلة بخروبة الثورية. عن مقالها التاريخي بعنون رسالة إلى الشهداء والمرتبة الثانية للطالب درار بوشليقة, والمرتبة الأولى في مسابقة الرسم للأخوة الطالبين بن خيرات رسيم وإسراء, أصيلا الشرق الدزائري سلسلي أشاوس الشاوية الأحرار, والمرتبة الثانية للطالبة ثابت تسبيح الجنة, أصيلة مدينة قسنطينة مدينة الجسور المعلقة و العلم والفكر و التاريخ مدينة العلامة الإمام عبدالحميد بن باديس رائد الحركة الإصلاحية. والتي سبق لها وأن فازت بالمرتبة الأولى في مسابقة عيد الإستقلال 5جويلية والتي كرمت شخصيا من طرف السيد القنصل العام يومها. مسابقة أعطت أهمية وقيمة علمية للعمل البحثي التاريخي.

فقرات برنامج إحياء الذكرى 70 لإندلاع ثورة التحرير المجيدة:

تضمنت فقرات برنامج الحفل برنامج ثريا وزاخر, أستهل بإستقبال الضيوف بقاعة الأورونجري بفندق هيلتون بستراسبورغ، وتوجيههم لقاعة العرض لزيارة المعروضات والتمتع بروائع اللباس التقليدي الجزائري لمختلف مناطقه من بلوزة وهرانية وشدة تلمسانية وقفطان وكركاو وغيرهم. إضافة إلى أبرز الصناعة التقليدية من حلي و أكسورات زينة والأدوات النحاسية خاصة طبق الحنة للعروس ليلة زفافها. معرض لقي إستحسان العديد من الزوار لاسيما الفة النسوية من العازبات والمقبلات على الزواج. معرض منظم من إعداد وإشراف الأنسة زكاري لينا ووالدتها أصيلات مدينة الورود ولاية البليدة التاريخية، وبكلمة ترحيبية وعرض الفقرات ثم الإستماع إلى النشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت، وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار الطاهرة، تلها كلمة القنصل العام الأستاذ منير بوربة التي ذكر فيها بثورة الفاتح نوفمبر 1954 وأهدافها وما قدمه مجاهدينا الأشاوس. وعلى فانورة ضحايا حرب التحرير بداية من المقاومة الشعبية, مذكرا بأبطالها بداية من الأمير عبدالقادر مؤسس الدولة الجزائرية وإبنه الأمير خالد مرورا بالمقراني ولالة فاطمة نسومر وبالشيخ بوعمامة وباقي أبطال المقاومات الشعبية بكل ربوع الجزائر بدون إستثناء.والتي ختمتها ثورة الفاتح نوفمبر من تنظيم مجمعة 22 ومجموعة السنة6 مفجري الثورة عيشة الفاتح من جبال الأوراس الأشم. وعن تضحيات الشعب الجزائري وإلتفافه حول ثورة التحرير وإحتضانه لها في بداية مهدها وتمسكه بمبادي بيان أول نوفمير ومساعدة الجيش ومرافقته في كل مراحل كفاحه المسلح, لغاية وقف إطلاق النا وإستقلال الجزائر, كلمة كانت عميقة في مضمونها بمعناها الباطني والجوهري والتي شرح فيها مجمل عناصر تفاصيل ثورة التحرير الوطنية على مدى سنوات الحرب التحريرية السبعة ونصف وعلى مدة الإحتلال لقرن وإثنان وثلاثون سنة خلت كما يشهد العالم بأسره. وختامها شرع في توزيع الجوائز المقررة على الأطفال الفائزين في مسابقة المقال والبحث التاريخي ومسابقة الرسم حول تاريخ الثورات الشعبية والحركة الوطنية وثورة الفاتح نوفمبر 54 المظفرة التي نظمتها القنصلية العامة بداية شهر أكتوبر الجاري إلى غاية يوم 29 أكتوبر كأخر أجل لتسليم الأعمال للجنة المسابقة بالقنصلية. ومسك ختامها مأدبة عشاء على شرف الحضور، وأغلقت فقرات برنامج الحفل. وفي ختام الكلمة هنأ القنصل العام بإسمه الخاص ونيابة عن طاقم القنصلية العامة بستراسبورغ تهانيه الخالصة إلى الشعب الجزائري وإلى مجاهدين الأساوش وإلى أفراد الجالية بكل فعاليتها وأطيافها شاكرا الجميع على تلبية الدعوى والحضور والذي يعتبر مكسبا للوطن وبرهان عرفان على وفاء أبناء الوطن نحو بلدهم الجزائر الوطن الأم الذي لا مفر منه إلا إليه ولا ملجأ إلى إليه. هذا الوطن الغالي الذي يسع الجميع وبدون إستثناء. وما جاء في كلمته الختامية إنه لمن دواعي الفرح والغبطة والسرور، أن أتقدم إليكم جميعا في هذا اليوم الأغر وهاته المناسبة الوطنية المجيدة واللحظات السعيدة، بخالص الشكر والعرفان والإٌمتنان، على كرم تلبيكم للدعوة وحضوركم المشرف لمشاركتنا الإحتفال الوطني بالذكرى السبعين 70 لإندلاع ثورة التحرير المظفرة الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة. وأسمحولي أن أخص بجزيل الشكر مجموعة القائمين من عناصر طاقم القنصلية العامة, والعمال الساهرين على تنظم هذا الحفل البهيج والحرص على خدمتكم وتوفير سبل الراحة لكم في هاته الأمسية التاريخية، متمنيا للجميع المزيد من النجاح والسعادة الدائمة.

وعلى إرتشاف كؤوس الشاي والقهوة وألذ أطباق الحلويات الجزائرية من أنامل حرائر الجالية الجزائرية وتبادل أطراف الحديث بين أفراد الجالية وإسترجاع ذكريات السنين لاسيما بين أفراد الأسرة الثورية وذويهم من عائلاتهم وأبنائهم وأحفادهم المرافقين لهم وقداء المهاجرين وبالصور التذكارية أسدل الستار على إحياء الذكرى السبعين 70.

عاشت الجزائر حرة أبية المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وحفظ الله أبنائنا مجادينا.

 

إحياء الجالية الجزائرية. للذكرى70 إندلاع ثورة التحرير


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading