اخبار المحافظات

في ساحة ولي النعم

في ساحة ولي النعم

في ساحة ولي النعم

كتب / نجوى راغب & مصطفى قطب

في الثامن والعشرون من شهر جمادي الأولى من كل عام ، يكون هناك إحتفالاً دينياً لدى الشعب المصري مختلفاً عن كل المناسبات التي يمر بها .

أنه إحتفالاً تتأهب له العديد من الهيئات الحكومية من قبل ميعاده إستعداداً له 

وتكون حالة الطوارئ في كل وسائل النقل من كل محافظات مصر إتجاهاً لمحافظة القاهرة .

أنه أحتفالاً تشارك فيه كل فئات الشعب وبكل طبقاته .

ولما لا وهو الأحتفال بمولد سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة ، أنه الأحتفال بحبيب الحبيب صلوات الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم .

كيف لا وهو الأحتفال بالإمام بن الإمام بن أم أبيها زهراء السموات والأرض .

أنه الأحتفال الذي ينتظره الجميع ، ليخرج فيه كلاً منا من نفسه لتحلق روحه في رحاب آل البيت ، وليمد كلاً منا جسور الوصال بينه وبين الأطهار وأحباب الحبيب الذين تشرفت بهم مصر وأرضها وشعبها منذ أن وطأت أقدامهم فوق ترابها وأزدهر عشقهم فوق ثراها ..

أنه الأحتفال بمولد ولي النعم

سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب 

قِبلة العاشقين وحج المريدين وملاذ المهمومين …

إحتفالاً تسعد به الأرض وتحضره ملائكة السماء وتفتح فيه أبواب الأحباب كلها في المحروسة بكل أنحائها .

فيه يتسابق الجميع في تقديم الخدمات والتي تكون موائد تشبه موائد الرحمن في شهر رمضان تتصف بأنه مصدر رزقاً وخيراً وبركة ، حيث أنها تكون مستمرة على مدار أيام الأحتفال والتي تكون مدتها خمسة عشر يوماً ، يستمر فيها تقديم الطعام طوال الأربع وعشرون ساعة اليومية .

وجبات الفطور والغداء والعشاء بكل أنواعها تقدم في الشارع للمارة حتى وأن كانوا موظفين أو طلاب مدارس أو عمال أو عابري السبيل .

كل من يسير في الشارع يقدم له الأكل مجاناً بجانب المشروبات السخنة والباردة ، كلاً حسب طلبه ورغبته .

وليس بالشارع فقط

بل أنهم يأخذون ما يكفي من كل الأنواع لأولادهم بالبيت .

حتى الحيوانات الضالة بالشارع ، لها نصيب كبير من هذه الخدمات فالرحمة لا تقتصر على الأنسان فقط ….

كميات من الأكل بمختلف أنواعه ليس لها حدود .

تعكس صورة مختلفة تماماً عن ما يروجه الآخرون بصعوبة الحال بمصر والذي أدى إلى سوء أحوال الأسر البسيطة ..

أما ما نراه على أرض الواقع في الأحتفال بمولد سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه وأرضاه يؤكد بالدليل القاطع أن مصر هي بلد الأمن والأمان فعلاً وليس قولاً وأن بها خزائن الأرض حقاً وصدقاً .

فهم من يطعمون الطعام على حبه يتيما” ومسكيناً وأسيراً ..

يتوافد على منطقة الحسين الشعب المصري من جميع أنحاء الجمهورية بل ومن جميع أنحاء العالم هذا وأن دل على شيء خاصة هذه الفترة الزمنية الحرجة والتي تحيط الح ر وب مصر من جميع الإتجاهات فأنما يدل على الأمن وعلى الأمان وعلى الخير والحب والكرم وحسن الضيافة وكل ما يتمتع به الشعب المصري من بين كل الشعوب ..

الآلاف من البشر يتوافدون على قاهرة المعز من أجل الأحتفال الذي ينسى فيه جموع الشعب أي شيء آخر يعكر صفو أرواحهم ..

وبجانب الخدمات الغذائية المقدمة من الجميع بالشارع القاهري ، ينتشر الباعة في كل مكان وتنتشر كل الأصناف التي تشتهر بها هذه المناسبة وهي الفول السوداني والحمص والحلويات بكل أنواعها ، بل أنه ينتشر من يحمل الماء وبيده أكواب ليقدم ماء الشرب للمارة بالشوارع بكل حب ومودة وروح جميلة وأبتسامة أجمل ..

الجميع يتحمل سفر ومعاناة بالساعات وباليوم الكامل ومشقة وأرهاق وعدم للنوم دون تردد لحظة واحدة ، بل بطيب خاطر وبحب جارف وعطاء ليس له حدود ، دون مقابل مادي ودون هدف شخصي ودون أي حسابات دنيوية لكنه فقط حباً لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

إذا أردنا تسجيل وتوثيق كل مظاهر الأحتفال بآل البيت في مصر ، لن يكفينا مجلدات أو أيام بل أو سنوات حتى نستطيع إرسال الصورة الحقيقية الرائعة للشعب المصري وعشقه للسادة الكرام ..

ولما لا وهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما لا وهم بضعة من الحبيب المصطفى ، هم الأقمار التي أضاءت مصر بكل ربوعها منذ تشريفها بقدومهم إلى يوم القيامة ..

وإلى لقاءِ آخر من ساحات الأقمار النبوية .

في ساحة ولي النعم


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading