إحياء الذكرى السبعين 70, لثورة القاتح نوفمبر 1954
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا.
إحياء الذكرى السبعين 70, لثورة القاتح نوفمبر 1954
حرائر الجزائر بزيورخ بسويسرا, تشاركن في إحياء الذكرى السبعين 70, لثورة القاتح نوفمبر 1954، بمعية القنصلية الجزائرية العامة بزرويخ.
بتنظيم معرض فن الطبخ التقليدي الجزائري
تــمـهـــيــــــــــد:
إنضمت المرأة الجزائرية إلى الثورة التحريرية منذ إنطلاقتها. وشاركت فيها بصفة تلقائية. و وفقت جنب إلى جنب مع أخيها الرجل لتحرير هذا الوطن، حيث تحملت مسؤولية الكفاح في المدن والأرياف لكسر الحصار الذي كان يشكله المحتل الفرنسي عليها، ولم تكن المرأة في معزل عن الثورة الجزائرية. فقد تقلدت دور الممرضة التي تعالج المجاهدين في الجبال وتحضر لهم المؤونة لهم. والمناضلة ترسل الرسائل وتشارك في الإضرابات، وتوزيع المناشير. كما شاركت فيها كمسبلة، تقوم بإيواء المجاهدين وطباخة تعد لهم الطعام. وحتى حراستهم وتأمبن الطريق لهم. لتكلّف بمهام أخرى تمثلت في جمع الإشتراكات ونقل السلاح والأدوية من منطقة إلى أخرى.
ولما رأت القيادة الثورية جدارة المرأة الجزائرية في تنفيذ المهام التي أوكلت إليها،عمدت إلى تدريبها لتقوم بأعمال أكثر أهمية وتتطلب الكثير من الحيطة والحذر وتمثل ذلك في جمع المعلومات حول جنود العدو وإدارته. وكذا أعوانهم من الجزائريين، فظهرت عون الإستعلامات والمراقبة السياسية، فأعطت دفعا قويا للثورة الجزائرية وزادتها جرعة قوة. كانت وفية لو طنها. مضحية بكل غال ونفيس حتى تسترجع كرامتها وسيادتها.
مـــقــدمــــــة :
مزال الشعب الجزائري داخل وخارج الوطن نساء ورجال, يحيي مناسبة الذكرى السبعين 70 إندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954. تلك الثورة المجيدة التي كانت نقطة تحول حاسمة في تاريخ الجزائر، وبداية مسيرة النضال الطويلة من أجل إستقلال الجزائر وتقرير مصيرها. لقد كانت ثورتنا صرخة في وجه الإحتلال البغيض، ورفضا قاطعا لكل محاولات سلب هويتنا وتهميش لغتنا وثقافتنا، لقد كانت ثورة شعب بأكمله ضد الظلم والإضطهاد، ثورة أبناء الجزائر الذين قرروا النهوض لإسترداد حقوقهم المسلوبة، لقد كان صدى صرخة الجزائر في وجه المحتل الغاشم بمثابة نار مضيئة أشعلت فتيل ثورات التحرر في كل بقاع العالم.
ها هو الشعب الجزائري برمته داخل وخارج الوطن, بجدد اليوم وغدا العهد مع شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بالنفس والنفيس وقدموا فاتورة باهضة. في سبيل الحرية، ولنذكر تضحيات المجاهدين الذين خاضوا معركة التحرير الطويلة والمضنية حتى تحقق النصر ورفرف علم الجزائر فوق أرض الوطن في تاريخ خالد يوم الخامس5 من جويلية 1962، ليبقى نضال شعبنا البطل خالدا في الذاكرة، مصدر إلهام للأجيال الحالية والقادمة وسيظل نوفمبر مصدر إلهام لكل الشعوب التي ما زالت تكافح من أجل إستقلالها وحريتها.
إننا اليوم أحوج من الأمس لنستخلص العبر من الدروس التي تعلمانها ودرسناها من تاريخنا النضالي الحافل بالبطولات. فلنجدد جميعا نساء ورجال شيوخ وشباب. العهد مع شهدائنا الأبرار بمواصلة النضال من أجل رفعة الوطن وإزدهاره، ولنذكّر أنفسنا دوما بأن ثمن الحرية والإستقلال كان باهظا ولم يمنح بالمجان، وأن علينا واجب المحافظة على مكتسبات ثورتنا المظفرة، والسير قدما نحو مستقبل أفضل لشعبنا العظيم.
وها هي المراة الجزائرية المهاجرة خارج الوطن تحديدا بوزيريخ بسويسرا تدخل بدورها معرك المنافسة في إحياء مناسبة الذكرى السبعين لإندلاع ثورة الفاتح التحرير 1954. كما شاركت أختها الحرة الأبية إبان الحرب التحريرية وطوال نضال الشعب الجزائري. وشاركت بمعرضها الخاص وما إستطاعت توفيره وجادت به لتثبت وجودها وتنقش بصمتها للتاريخ.
إستمرارية إحتفالات إحياء الذكرى 70 لإتدلاع ثورة الفاتح نوفمبر1954 المجيدة:
إستمرارية إحياء الذكرى 70 لثورة الفاتح نوفمبر 1954. نظمت ثمانية 08 أمهات العائلات الجالية الجزائرية المقيمة بزوريخ بسويسرا, اللواتي أطلقن إسم حرائر الجزائر على المجموعة , المنحدرين من مختلف ربوع الوطن الغالي الجزائر الحبيبة .بحيث قررن إبراز قدراتهن ومواهبين بمشاركتهن في إحياء هاته المناسبة الثورية التاريخة.
واختارت للمناسبة تنظبم معرض فن الطبخ التقليدي الجزائري ومعرض ألبسة تقليدية وإكستسورات مجوهرات و صورة لشهدء الجزائر ومجاهديها و لوحات فنية من ترات الجزائر المتنوع.
أنواع الأطباق التقليدية والحلويات:
وتمثلت مشاركتهن في تنظيم معرض لفن الطبخ التقليدي الجزائري, لمختلف الأطبالق التقليدية والكلات الشعبية لعديد الأنواع والأضناف, فقمت بطبخ أشهى وأطيب ما هو معروف في فن الطبخ الجزائري من كسكسي، رشتا، مثوم، طجين الزيتون، بوراك، شربة فريك باللحم الغنمي و مرقة حلوة. إضافة إلى أضناف الحلويات التقليدية من بقلاوة و تشاراك، رفيس ولبراج و تمور دفلة نور المبهرة بألوانها الساحرة وكؤوس الشاي بالنعناع الذي لا تخلوا الموائد منه ومن نكهته.
تم تقديم المعرض في أبهى حلته ديكورا وذوقا. في وسط معرض فني من صور و ملابس تقليدية للرجال كالقشبية والعمامة الشاش والبرنوس. وملابس النساء التقليدية ذات سمعة وجودة عالية ومكانة إجتماعية مرموقة. من قفطان و فرقاني و أخرى تقليدية من مختلف ربوع الوطن. متبوعة بالمجوهرات الفضية للزينة من مختلف أرض الجزائر. مجوهرات من الحلي القديمة و العصرية الحديثة تماشيا و الموضة.
مشاركة القنصلية الجزائرية العامة بزويريخ:
قامت القنصلية الجزائرية العامة بزوريخ من جهتها, بمشاركتها في المعرض بصور لشهداء ثورة التحرير الجزائرية ولمجاهدينا الأشاوش. رجال ونساء الذين ضحوا بأنفسهن وبالنفس والنفيس في سبيل تحرير أرض الجزائر المغتصبة وإسترجاع سيدتها الوطنية. معرض الصور بإبداع تنقل من مرحلة تحرير الإرض و إبداعات الحفاظ على موروثنا الأدب و اللا مادي .
حضور مميز ة جمهور غفير:
إستقطب المعرض حضور مميز لأفراد الجالية و لباقي الضيوف في وسط بهيج وفرحة لا توصف بتشريف المجموعة بحضور ودعم سعادة القنصل العام في سويسرا الأستاذ بلعسل محمد رضا وحرمه.
حضور فاق كل التوقعات. حيث حضر أكثر من 250 فرد أبناء الجالية و عدد من الجاليات الأخرى المقيمة بزوريخ , إضافة إلى المواطنين السويسريين , الذين شاركوا في هذا الحدث الثقافي الفني التاريخي, للتعريف بثورة الفاتح نوفمبر 1954 من خلال معرض صور الشهداء الأبرار والمجاهدين الأبطال. وبالموروث الثقافي الجزائري عبر التاريخ من خلال ألذ وأشهى الأطباق المقدمة بالمناسبة. وبالتراث المتنوع من خلال معرض الآلبسة والمجوهرات وغيرهم. ومعرض الكتب الخاصة بتاريخ الجزائر و التعريف بتراثها وغيره.
نجاح مبهر بتحدي بأفاق مستقبلية لمعارض أخرى:
على هامش نجاخ معرض فن الطبخ التقليدي الجزائري الذي لقي إقبالا واسعا وشهرة لم تكون في الحسبان ساعتها. ورفع للتحدي بكل ثقة وعزيمة وإصرار على المواصلة والإستمرايرية في هذا المنوال. أعلنت مجموعة حرائر الجزائر, أنها تعتزم تنظيم ملتقى وحدث آخر, بمناسبة يوم يناير, المعروف في الجزائر بالراس السنة الفلاحية. حيث معظم جهات الجزائر القارة تكون حاضرة, بحكم أنه يوم الخير واليمن. من أجل سنة فلاحية جيدة, راجين من الله عز وجل, أن يكون عام خير على الجزائر وعموم البلدان حيث يعم السلم والسلام والبركات .
المعرض كان فرصة للتعريف بفن الطبخ التقليدي الجزائري. الذي يحرص على الحفاظ على التراث الجزائري وإبراز ما يترتب عليه من أهداف يجب تحقيقها. لأنها جزء من ثقافتنا التي يمكننا أن نفخر ونعتز بها. والذي عرف تحقيق نجاح كبير في الترويج لفن الطبخ التقليدي الجزائري وتنوعه. الأمر الذي تجسد من خلال الإقبال الكبير الذي عرفه بحضور مختلف الجنسيات وعلى رأسهم أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بزوريخ وضواحبها.
نجاح المعرض فن الطبخ التقليدي الجزائري, كان الهدف الأسمى منه إلى درجة كبيرة, تعريف السوسيرين وغيرهم من باقي الجنسيات المقيمة بوزريخ. بالتراث الجزائري وموروثه الثقافي المتنوع. كان أكبر تحدي, وكانت التظاهرة فرصة كبيرة لغير الجزائريين من التعرف عن قرب عن تشكيلة مختارة من الأطباق والحلويات الجزائرية الممثلة لعادات وتقاليد مختلف ولايات الوطن. وإبراز الجوانب الغنية لتراث تذوق الطعام والإلتزام بالإستثمار في إستدامة هذا الإرث الثقافي الغني بكنوزه المتعددة.
كما سجل العارضون فخرهم بكل شموخ, بالمعروضات المقدمة والتي تعكس حسهم الغنى والتنوع الذي يميز به تراث بلدهم الأم، الأمر الذي بدا واضحا من خلال تفاعلهم مع جمهور الزوار وإرتياحهم الواضح وهم يؤدون مهمة الترويج لتراث فن الطهي لبلدنا الجزائر. إن التعريف بثراء تنوع تراث فن الطبخ التقليدي الجزائري عموما, وما يتمتع به المطبخ الجزائري خصوصا, هو تحدي من نوعه حلم كانت ترغب فيه مجموعة حرائر الجزائر منذ زمن بعيد وحلم يراودهن منذ مدة.
تحدي بمجهودة مبذول لا يقدر بثمن في وقت قياسي:
تنفيذ للوعد اللذي قطعته مجموعة حرائر الجزائر على أنفسهن لتكون في الموعد المحدد. كان لزاما عليهن التحضير لهذا المعرض في وقت جد قياسي ليل نهار،ببذل كل مجهوداتهن, وتسخير إمكانياتهن, وتفاديا لأي طارئ لاسمح الله. أجبرن على مضاعفة جهودنا عشرة أضعاف للوصول إلى اليوم المنتظر.
بالحق قد برهنت مجموعة حرائر الجزائر عن جدارة وإستحقاق. بـأنهن بكل فخر ولا منازع سفبرات فن الطبخ التقليدي الجزائري في المهجر عموما و بسويسرا خصوصا.
خاصة بعدما عرفت التظاهرة تمثيل جميع مناطق البلاد، بحماس شديد للترويج لفن الطبخ التقليدي الجزائري أمام الزوار المبتهجين بالحدث.
جاء هذا العطاء الثقافي التاريخي في هذا الشهر النوفمبري. ليكون جسر للتواصل بين أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في سويسرا عموما وفي زوريخ بالخصوص وبين الوطن الأم الجزائر من جهة، وكمرآة تعكس جوانب عديدة تكون واجهة لعرض أوجه الثقافة والعادات والتقاليد الجزائرية التي لا يعرفها السويسريين والأجانب المقيمين في زوريخ عامة وللراغبين في التعرف على الجزائر خصوصا،
اختتمت فعاليات المعرض بفرحة عارمة وبهجة, للجميع منظمين و زوار. ولا سيما للمتذوقينن مما لذا وطاب مما عرض, ومالفت إنتباه الجمهور لاسيما السويسري هو حضور اللباس التقليدي الجزائري والديكور المنزلي لاسيما لصالونات الجلوس وأرائكها المطروزة والمزركشة.
بذات الشأن أفاد الجميع بأن الطبعة الأولى للمعرض فن الطبع التقليدي الجزائري, كانت جد ناجحة ويطمحون أن تصبح الطبعة متوصلة مُستقبلا. لإبراز ما تزخر به الجزائر من طاقات في فن الطبخ الذي يعتبر هو الآخر عنصرا مهما لا يستهان به ولا يستغنى عنه. للترويج الثقافي التاريخي ومنه السياحي والإقتصادي. كون السائح عند زيارة أي منطقة من ربوع الوطن يطلب الأطباق التقليدية والأكلات العشبية.
للعلم والتذكير قد صنف قن الطبخ التقليدي الجزائري بين أفضل قنون الطبخ عالميا سنة 2022، حسب ترتيب حديث لموقع “Taste Atlas” المتخصّص في فنون الطبخ العالمية. وعقبى لمزيد التصنيفات العالمية مستقبلا.
عاشت الجزائر حرة أبية وعاش الشعب الجزائري الأصيل محافظا على وحدة وتماسك الوطن من جميع أبنائه برمتهم.
إحياء الذكرى السبعين 70, لثورة القاتح نوفمبر 1954
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.