الذكرى ال 36 لوفاة صاحب الحنجرة الذهبية، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
تقرير : محمد مدين
إذا كان الإسلام بدأ في أرض الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية ، إلا أنه يتم تدريسه وتعلمه في بلد الأزهر الشريف، في مصر ، حيث العلوم الدينية والشرعية والفقهية ، وعلوم القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتفسيرا وتجويدا ، واليوم السبت الموافق 30 نوفمبر 2024م، هو الذكرى ال 36 لأحد شيوخ القرآن الكريم، البارزين في هذا المجال ، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، صاحب الحنجرة الذهبية، والملقب بصوت مكة ، وفي هذا التقرير سنتناول ابرز المحطات في حياة شيخنا الجليل ،،
من هو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ؟
هو عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داوود ، ولد في 26 جمادى الآخرة 1345هـ ، الموافق 1 يناير 1927م، في قرية أرمنت بمحافظة قنا في جنوب مصر ، حيث نشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا.
حيث أن جده هو الشيخ عبد الصمد ،واحد من الحفظة المعروفين بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، ووالده هو الشيخ محمد عبد الصمد، أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظًا وتجويدًا.
أما شقيقاه محمود وعبد الحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب، ولحق بهما أخوهما الأصغر سنًّا عبد الباسط وهو في السادسة من عمره ،وعندما التحق الطفل الموهوب عبد الباسط بكتاب الشيخ الأمير بأرمنت، استقبله شيخه استقبالا مميزا ؛
لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي تؤهله ليكون أحد حفظة وقراء القرآن الكريم المتميزين ،،
يقول الشيخ عبد الباسط في مذكراته :
«كانت سنّي عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفًا بوزارة المواصلات، وكان جَدّي من العلماء فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا عليَّ أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات
على يد الشيخ (محمد سليم) ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وبين طنطا إحدى مدن الوجه البحري كانت بعيدة جدًا، ولكن الأمر كان متعلقًا بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر،
وقبل التوجه إلى طنطا بيومٍ واحدٍ علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (أرمنت) ليستقر بها مدرسًا للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت، واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به؛
لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن، وكأن القدر قد سَاقَه إلينا في الوقت المناسب. وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن ، فكان يُحَفْظ القرآن ويُعَلْم علومه والقراءات. فذهبت إليهِ وراجعت عليه القرآن كله،
وبعدما اتم الشيخ عبد الباسط الثانية عشرة من العمر انهالت عليهِ الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا ، ليذهب إليها، وكانت شهادة الشيخ سليم محل ثقة الناس جميعًا ، مما زاد من شعبيته ،،
وفي نهاية عام 1951م طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبد الباسط أن يتقدم إلى الإذاعة كقارئ معتمد بها ، وتقدم بالفعل.
وانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن واعتُمِد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد قرائها. وبعد الشهرة التي حققها الشيخ عبد الباسط في بضعة أشهر كان لابد من إقامة دائمة في القاهرة مع أسرته التي نقلها معهُ إلى حي السيدة زينب ،،
اشتهر الشيخ عبد الباسط عالميا ، وكانت له رحلات حول العالم في رحاب القرآن الكريم وانهالت عليه الدعوات من شنى بقاع الأرض،
كانت أول زيارة للشيخ عبد الباسط خارج مصر بعد التحاقهِ بالإذاعة عام 1952م، حيث زار خلالها السعودية لأداء فريضة الحج ومعهُ والده.
واعتبر السعوديون هذه الزيارة مهيأة من قبل الله فهي فرصة يجب أن تجنى منها الثمار، وطلبوا منه تسجيل بعض التسجيلات الصوتية للقرآن الكريم ليتم اذاعتها في الإذاعة السعودية، ووافق الشيخ بكل ترحاب
ومن اهم الدول التي زارها الشيخ عبد الباسط الهند وباكستان وجنوب افريقيا وامريكا وفرنسا وألمانيا، ومن اهم زياراته زيارته للقدس ، حيث احيا ليالي شهر رمضان المبارك بالمسجد الأقصى، وسط الآلاف من المصلين ،،
أُصيب الشيخ عبد الباسط بمرض السكري، وعانى من مضاعفاته في أواخر أيامهِ ، وكان يحاول مقاومة المرض بالحرص الشديد والالتزام في تناول الطعام والمشروبات،
ولكن تزامن الكسل الكبدي مع مرض السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين معًا، ودخل المستشفى إلا أن صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحهِ بالسفر ليعالج مرضه في مستشفيات لندن، ولقد مكث بها أسبوعًا، ثم عاد إلى مصر
وفي يوم الأربعاء 21 ربيع الآخر 1409هـ ، الموافق 30 نوفمبر 1988م، انتقل الشيخ عبد الباسط إلى جوار ربه ،
وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي، فحضر تشييع الجنازة جمع غفير من الناس يتضمنهم سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديرًا لدورهِ في مجال الدعوة الإسلامية محايا وعالميا ،،
رحم الله الشيخ عبد الباسط صاحب الحنجرة الذهبية ، وقاريء عموم المصريين ،،
الذكرى ال 36 لوفاة صاحب الحنجرة الذهبية، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.