رشيده المجدوبي تكتب للمساء العربي
أسير
يخلد للنوم محاولا الهروب من حيرة،من شكوك،من أنين تارة وحنين تارة أخرى
فواأسفاه من قرين أقسم أن لن يترك له خلودا لنوم بعمق وإحساس بموتة صغرى تحلم بجنة تجودبالخضرة،بخرير المياه،بزقزقة العصافير
وويلاته وآهاته من قرين أقسم أن يرمي به كيفما يشاء وأينما يشاء،إما جهنم تعذب بشتى الألوان ،
أو صراع مع شياطين يشاطرها جولات مجتهدا في الحصول على الانتصار،ومنتظرا وقت الإعلان عن نهاية الهلوسة والخروج من الحلبة غير منهزم،بالإستيقاظ بميلاذ جديد
بقدر لايسعه فيه سوى التفكير بأمل ورجاء،بطلب ودعاء
أسير يحاول تظميض جرحه وتسكين آلامه بترياق يظن أنه علاجا فيجده يزيد في نزيفه،لأنه هو عبارة فقط عن مسحوق لايشفي العلة بل يزيدها تدهورا
ولأنه أسير ليست له القدرة لرفض مايسمى علاجا أو الإستنكار لتركه،ينزف بشجن وحزن
هو في وضع الضعف
هو في وضع التقهقر
في وضع المحكوم عليه بالإنصياع والردوخ
الأسير ليس فقط من هو مكبل بالأصفاد ليزج به في سجن ذا أربعة جدران بباب من حديد وحراس يؤدون مهمتهم ليؤجرو عليها مع أنهم هم أيظا أسرى معه لكن في سبيل لقمة العيش سموا موظفون أو حراسا
بل الأسير أيظا من هو تحت سيطرة فكرة تؤرقه ندما أو حسرة أو تأسفا على أحداث،قرارات،أو تطوعا للتضحية،والوقوف ضد تيارات رياح عاتية أولها صفير وإنذارات لثورة وغضبة طبيعة كونية
وآخرها جلوس على ركام من دمار وتشتت ووقوف لحسابات رياضية جمع وضرب وطرح فنتيجة سلبية .
أسير
بقلم : رشيدة المجدوبي
المملكة المغربية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
