روح العمل وسعادة الإنجاز
أصدقائي الأحباء، هذه المقالة بعنوان: [ روح العمل وسعادة الإنجاز].
أبدأ كلمتي بعبارةٍ، للأسف الشديد، أن روح العمل في أمتنا العربية ليست فقط في حالة حرجة، بل في حالة احتضار مستمر. فقد أصبحنا أمةً مستهلكةً لا تنتج حتى أقل احتياجاتها من أي شيء.
ويعتقد المتفائلون أننا في سباق قطار العالم، لكن الحقيقة أن وجهتنا في الاتجاه المضاد، لأن بوصلتنا معطلة منذ زمن طويل، بثقافاتٍ عقيمة وأفكارٍ خاطئة. فلو أن الصين فكرت في ثروتها البشرية على أنها انفجار سكاني، لكانت في مؤخرة دول العالم.
وللمصداقية، بدأت مصر وبعض الدول العربية في الاتجاه الصحيح ولكن لا تكفي آمال الدول بالمشاريع العملاقة والرخاء بدون العمل بجدية وإخلاص.أصدقائي الأحباء، ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو توقفّي عند كلمةٍ في أغلب لغات العالم، وليس لها مرادف في لغتنا العربية اثرى لغات العالم الكلمة بالإنجليزية
Carriera وبالإيطالية career
وهي تعني الاجتهاد والتدرج في العمل للوصول إلى المناصب الرفيعة. ربما لأننا لم نفكر فيها أو في احتياجنا إليها، وعندنا البدائل مثل الفهلوة، “مشي حالك “، “خف تعوم”، وكلها بدائل هدامة
ومن العجيب أن العالم كله، بمؤمنيه وملحديه، متفق على قداسة العمل بالفعل، إلا نحن، فنحن نقدس العمل بالكلام وليس بالفعل، رغم أننا خير العارفين بوصايا الله سبحانه وتعالى. فأرضنا هي مهد الرسالات السماوية، وكلها تشرح أن العبادة بدون عمل باطلة. يقول الوحي الإلهي في اليهودية موضحًا الناجح في عمله: “يسر كالأجير بانتهاء يومه”، وهنا تأكيد على أن أقصى درجات السعادة هي النجاح بإنجاز العمل، وهذه السعادة لا يعرفها إلا من يمارسها لأنها وصية إلهية.
منذ أن أخطأ آدم، قضى عدل الله بالحكم عليه أن يأكل خبزه بعرق جبينه، وحواء تحبل وتلد بالألم، ولكن رحمة الله لطفت بالحكم وحولته إلى سعادةٍ منقطعة النظير. فلنا أن نتخيل أننا نأكل ونشرب في هذه الحياة دون عمل. ربما للوهلة الأولى يبدو الأمر جميلاً، لكن الحقيقة سيكون مللاً قاتلًا أشد من العقاب. أما عن حواء، فهي تتألم ساعة الولادة، وتنعم بالأمومة طوال العمر.
وفي المسيحية، النص يقول: “وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب، وليس للناس”، وهنا تأكيد على أن الإخلاص في العمل ليس لمدير أو صاحب عمل بل إلى الله لأننا ننفذ وصيته. وفي المسيحية أيضًا، التشبيه للكسول بالاجتهاد بما أعطاه الله من مواهب أنه عبد شرير وبطال.
وفي الإسلام، النص: “وَقُل اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” وهنا تأكيد على أهمية العمل، وأيضًا في الإسلام: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ”.
وللأسف نجد ملايين من هذه العبارة في أماكن العمل، لكن للأسف هي فقط للزينة.
الخلاصة: قد يقول البعض: “أنا لست قادرًا، ليس لدي مؤهلات، أنا معاق”. الحقيقة أنها حجج واهية، لأن النجاح والتميز في جذورنا قبل أن نولد. فكل منا قد تغلب على أربعة ملايين تقريبًا من أمثاله، وانطلق في المقدمة كبطل ماراثون ليخصب بويضة الأم.
وهذه ليست صدفة، لأن إرادة الله لا تعمل فيها الصدفة، بل فضلتك عن أربعة ملايين، وربما المفهوم الروحي للرقم أربعة هو الاتجاهات الأربعة للعالم، أي فضلك عن عالم بأكمله لتستحق أن تولد وتعمّر الأرض وتنتج، حتى لو بنسبة واحد في المئة فقط. المهم أن تبذل جهدك، وتخلص في عملك، لتسعد بتنفيذ وصية الله.
– قصيدة المقالة العامية
مصر يا حب مدفينا ———— ياساكنة القلب فينا
غلاوتك عشق مالينا ———— كرامتك كل ما لينا
————————————————-
ياللي جمالك سابينا ————- سكر نيلك ساقينا
هواكي الروح فينا ————– بلسم جروح شافينا
————————————————-
حق بناكي علينا ————— نشق الصخر بإيدينا
نصنع يا بلدنا أمانينا ———- وأماني ولادنا بعدينا
————————————————-
ضي الممالك يا عروسة ——– زي شمس شموسة
عظمة إبداعك ملموسة —– في كل تاريخ مدروسة
————————————————-
حرفة صناعك موروثة ——- همة عمالك ممسوسة
الفتنة بجمالك مرؤسة —– وبعشق رجالك محروسة
————————————————-
هواكي جنة محسوسة —– فداكي ملاين مرصوصة
أرواحنا في حبك مغروسة – كفاحنا على جبينك بوسة
روح العمل وسعادة الإنجاز
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.