أحدث جلبه من الغرب ثم هاجم بشدة من الشرق

أحدث جلبه من الغرب ثم هاجم بشدة من الشرق

بقلم/ أحمد الجرف

كانت تلك إحدى كلمات العبقري صن تزو صاحب كتاب فن الحرب حيث اعتمد نظريات وتكتيكات عسكرية سابقة لعصره بقرون عديدة حيث وضع ذلك العبقري في كتابه اسس وتكتيكات عسكرية ماتزال تستخدم حتى الان .

الدرس الرئيسي فيها طريقة كسب الحروب بدون الحرب أو بأقل خسائر ممكنة أو بالهزيمة النفسية للعدو وتعتمد في معظمها على الجمع بين الارهاق الذهني للعدو وقراءته بدقة وتحديد الهدف بدقة أكبر وقبل كل ذلك قراءة الامكانيات الذاتية للمهاجم ثم التخطيط الدقيق للحرب لكسبها وفق الامكانيات المتيسرة برؤية ثاقبة وبأقل الامكانات المتاحة

ان عبقرية الرجل تخطت كل الحدود في فهم الصراع النفسي الذى يعيشه متخذ القرار وقت الحرب بينما يكتب البقاء لأكثر الفريقين صبرا وادراكاً لتوظيف الامكانيات للضغط على نقاط ضعف الطرف الاخر .

إن تشتيت جهود الدولة على أكثر من اتجاه هي إحدى النظريات التي وضعها ذلك صن تزو وهى التي تحدث الان في المنطقة وتظهر وكأنها عشوائية غير أنها فى الحقيقة منظمة وبدقة في نظرية أسميها الخطط المختلطة وهى وضع كل الخطط والبدائل في موجه واحدة والنجاح يكون لأكثرهم تقدما مع عدم ايقاف باقي الخطط في ترتيب منسق للغاية من المخطط وارتباك شديد من المتلقي .

حيث تظهر الخطط وكأنها عشوائية غير أنها في حقيقة الامر مرتبة للغاية وبدقة شديدة . 

في المنطقة العربية في محيط مصر تتحرك خطط الزعزعة للاستقرار في جميع المحاور من الغرب والشرق والجنوب لمحاولة للوصول الى القلب .

كل الخطط قابلة للتنفيذ غير أن عقلية صانع القرار و المفكر المصري سابقة في هذا المجال فقد أدرك خطر الاتجاه الغربي

ووضع خطوطاً حمراء يوم قرر أن سرت الجفرة خط أحمر بل وأثبت ذلك على الارض في ملحمة سياسية قوية أوقفت لفترة ذلك التهديد .

ويشتعل الشرق في السابع من أكتوبر 2023 في موجه جارفة احترقت فيها كل الثوابت وتغيرت جغرافيا المنطقة ,

هنا تجلت عبقرية المفكر المصري وظهرت جلية في وقف مخطط النزوح القسرى فى موقف سياسي صارم واستعداد للقوة الصلبة والرأي العام أثبت خلاله ادراك المغزي من مخطط الشرق ليتوقف ذلك الموقف بشكل مؤقت .

ومن قبله يتحرك الجنوب في رعونه وفى تزامن لينقسم النسيج الواحد لأبناء الوطن السوداني الواحد الذى يعانى من كل شيء تقريبا الى فرقاء وأيضاً فى تهديد واضح وصريح للعمق المصري .ليعود المفكر المصري الى ضبط إيقاع الميزان لصالح صاحب الحق .

كل هذا يدار وسط إرهاق متعمد للاقتصاد المصري ليصل الوهن للداخل لكى يأن من الغلاء وصعوبة المعيشة . 

ولكن وسط كل هذا الصخب والضغط يظهر معدن المواطن المصري البسيط ذلك العبقري البسيط صاحب التركيبة المعقدة للغاية التي تمتد جذور ثقافته العتيقة الى الاف السنين التي تستعلى على آلمها وقت المحن وتتذكر الوطن تنسي المعايش وتلجأ الى حصن الوطن.

تشتد وقت الازمة ويظهر البريق اللامع الأصيل فى الاوقات الملتهبة . إننى أراهن على وعى ذلك المواطن البسيط الذى يدرك متى يتألم ومتى يتجاوز الالم الى الامل والدروس المعاصرة كثيرة والتاريخية أكثر .

إننا أمام لحظه فارقة من لحظات العمل المجتمعي الذى يتعالى على التهور والاندفاع في التصرفات .

الوطن هو العرض هو الارض هو الامل فيه نحيا وفية ندفن وفيه فرحنا وسنفرح وفيه عشنا وسيعيش أولادنا من ذرية الملوك والفراعنة والناصرين والزعماء والمجددين والعلماء والعباقرة .

إننى أقول للجميع ليس لنا إلا ذلك الوطن نحميه من كله خطر ونسمو على كل ألم قريباً ييأس أصحاب الاغراض من صلابة الشعب المصري وتتبدد أحلامهم على صخرة التماسك والمعدن الاصيل . 

إن الدولة المصرية الان في حاجة الى الوعى أكثر من أي وقت مضى من التماسك من الإيثار . دور المثقفين والعلماء ورجال الدين والسياسة والاعلام الوطني أن يزرعوا الامل أن يستدعوا روح المصري الاصيل الصامد الواعي المعتز بكرامة أرضة المدافع عن عرضه .

أقول للمصريين شدوا حيازيمكم فقد آن أوان الشد إلى أن ييأس المغرضون ويهدأ أصحاب الخطط السيئة المشبوهة .

قريباً سيكون عيد الميلاد المجيد وعيد الربيع ورمضان وأعيادنا التي تجمعنا دائما إجعلوها فرصة للتلاحم للتماسك للوعى لصلة الارحام وليوصى كل أب ولده بوطنه،

أيها المصري دافع عن وطنك بثباتك على ثوابت بلدك الوطنية وهيبتها ومقدراتها ومن خلفك ومن أمامك يد الله القادر الذى حفظها وأمنها وجعلها أرض الامان والإستقرار والملجا . حفظ الله مصر من كل شر وسوء وجعل راية الوطن عالية خفاقة .

أحدث جلبه من الغرب ثم هاجم بشدة من الشرق