سيمفونية شتوية
عبهر نادي
المدينة المنورة
زائراً طال انتظاره أطل علينا بإيقاعه الفريد معلناً عن حضوره بتوقيع خاص ليترك بصمته على كل شيء من حولنا . يأتينا متوجاً بعباءة الهيبة والسكون وكأنه يحمل بين طياته سراً طال غيابه عنا .
تخفض فيه الشمس أشعتها لتمسح جبين الأرض وكأنها تعانقها بعد غياب طويل . يأتينا حاملاً معه حقائب ممتلئة بكثير من الحكايا التي ترويها السماء على أرض عطشى لقطرات مطر تروي ظمأ حر الصيف وتزيل كآبة أيام الخريف وكأن تلك القطرات تهمس في آذاننا
بصوت خافت (تفائلوا مازالت الحياة مستمرة ومازال الأمل موجود ) .
تكتسي فيه الأرجاء بياضاً يُسحر الأنظار وتزداد الأرض جمالاً بألوان أشجارها الخضراء وروائح زهورها العطرة.
ماأجمل الشتاء بنسائم صباحه الباردة التي نتلذذ بلسعاتها وهي تسري داخلنا وكأنها الحياة تدخل أجسامنا .
ماأجمل الشتاء برياحه القوية حين تحرك ستائر غرفتي ،ماأجمل برقه ورعده وغيومه حين يتبعهم سقوط أمطاره ، ما أجمله بهدوئه الغريب الذي يوقظ المشاعر وتبحث فيه الأرواح عن الدفء لتستكين .
لَيلُهُ طويل يُريح المتعبين ويؤنس المحبين ويتيح للعابدين لحظات مناجاة أطول ،يُغازل الحنين فيه ذكريات الماضي فتتناثر القصص التي تحمل الحب والألم.
في الشتاء أشعر وكأن كل شئ من حولنا له بريق ، وبرغم برودته إلا أنني أشعر بدفء العالم كله بقربي وأنا أجتمع بأفراد أسرتي في بيتنا الحنون.
فصل الشتاء هو نبض الفصول بالنسبة لي ،هو فصل الأناقة ورائحة الكستناء ومرح العائلة والحكايات -في فصل الشتاء أكون في ذروة حيويتي ، كم أتمنى لو كان نصف السنة شتاءً .
أعشق الشتاء بكل تفاصيله ..صغيرها قبل كبيرها ..من سكون الصباح وحتى هدوء الليل . ومن غروب الشمس إلى وقت السحر يبقى جمال الشتاء ..
ويطول الحديث عنه .
سيمفونية شتوية
عبهر نادي
المدينة المنورة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.