إنحرافات أخلاقية تهدد جيل المستقبل…كيف نواجهها؟
في شوارعنا، مدارسنا، وعلى منصات التواصل الإجتماعى تزايدت الظواهر السلبية التي تثير الاشمئزاز والقرف، مثل سب الدين وإنتشار الشتائم،والفيديوهات المنحدرة والمحتوى المنحل على منصات “تيك توك” و”ريلز” وما شابه ذلك، وأيًضا الشخرة (النخر أو الصوت الصادر من الأنف) الذي أصبحت تْستخدم أحيانًا للسخرية أو التنمر، بالإضافة إلى ظواهر أخرى كثيرة.
أولًا.. سب الدين وإنتشار الشتائم: إذا كانت الشخرة تُمثل إهانة خفيفة، فإن السب والتطاول على الدين والمقدسات يُعد أمرًا أخطر للأسف…نشاهد إنتشار الشتائم على منصات التواصل الإجتماعى حيث يُعرض البعض فيديوهات تحتوي على محتوى لا يتناسب مع القيم الدينية والإنسانية.
حكم الدين في سب الدين: في الإسلام، سب الدين أو السخرية من المقدسات يُعتبر من الكبائر. الله سبحانه وتعالى حذر من السخرية بالآيات القرآنية أو الأنبياء، حيث قال في القرآن الكريم: “أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ” (التوبة: 65).
ثانيًا…الشخرة هي الصوت الناتج عن النخر أو التهوية السريعة عبر الأنف، قد يراها البعض مجرد مزحة، لكن استخدامها بشكل متكرر في مواقف إجتماعية يؤدي إلى السخرية من الآخرين وإهانتهم، ما يعكس قلة إحترام للذوق العام.
هذه السلوكيات كانت في الماضي مقتصرة على فئات محددة في بعض البيئات، مثل بعض الحرفيين،وبعض السائقين، أو بعض العاملين في الورش.
حيث كانت تُستخدم كوسيلة للتعبير عن التذمر أو الاستهزاء لكن مع ظهور وسائل التواصل الإجتماعى مثل “تيك توك”، تحولت إلى “تريند” بين الأطفال والشباب، وأصبحت جزءًا من المزاح اليومي وسمة من سمات العصر، وأصبحت تُمارس بشكل غير مقبول في الأماكن العامة ووسائل التواصل الإجتماعى.
هذا الفعل لا يعكس فقط قلة الأحترام بل يؤدي إلى تفكك العلاقات الإجتماعية ويزرع الكراهية بين الناس. في حال ارتكاب هذه المعصية يجب على الشخص التوبة الصادقة والاعتراف بخطئه والتوجه إلى الله بطلب المغفرة.
منصات الميديا وتأثيرها عل الأجيال مثل “تيك توك” و”ريلز” وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعى أصبحت منصات تروج لثقافة السخرية والتمرد على القيم الإجتماعيه الفيديوهات التي تظهر فيها هذه السلوكيات غير اللائقة تساهم في نشرها على نطاق واسع مما يزيد من احتمالية تقليد الأطفال والشباب لهذه السلوكيات.
#كيف نربي أبناءنا في ظل هذه الانحرافات الأخلاقية؟
الأسرة هى أول من يمكنهم التأثير في تربية أبنائهم يجب أن يكون هناك نقاش مستمر حول الأخلاق والإحترام وتعليم القيم داخل الأسرة وتوضيح عواقب السلوكيات مثل الشخرة والسب.
وجود القدوة الحسنة داخل الأسرة والذين يتعاملون مع الآخرين بإحترام ويبتعدون عن السخرية والألفاظ الجارحة يُعتبرون نموذجًا يُحتذى به.
التوجيه المناسب من خلال الحوار الهادئ والمباشر مع الأبناء، يمكن توعيتهم بخطورة هذه السلوكيات وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية.
#يجب الرقابة على المحتوى الإعلامي الذي يتعرض له الأبناء عبر وسائل الإعلام، خصوصًا على منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام”، وتوجيههم نحو محتوى هادف يساهم في تطوير شخصياتهم.
#تحديد وقت معقول لاستخدام هذه المنصات، ومنع الوصول إلى المحتوى الذي يعزز هذه السلوكيات السلبية.
#التربية في المدرسة والمجتمع بأنتشار برامج توعية من المهم أن تقوم المدارس بإدخال برامج تعليمية تركز على أهمية الاحترام المتبادل والنقد البناء وكذلك توعية الطلاب بخطورة التنمر والشخرة والالفاظ البذيئه وأنها ليست ترند .
#مشاركة المجتمع على تكثيف حملات التوعية المجتمعية حول تأثير هذه الظواهر على التنشئة الإجتماعيه وإشراك المؤسسات الثقافية والإعلامية في توعية الجمهور.
#دور الإعلام والمجتمع فى هذة الظاهره كبير جدًا في
تشكيل المفاهيم والسلوكيات، مما يجعل من الضروري العمل على تعزيز القيم الأخلاقية من خلال تقديم محتوى يركز على الإحترام والتفاهم بين الأفراد.
يجب فرض رقابة فعالة على المحتوى المنشور عبر منصات التواصل الإجتماعى، خاصة وأن الأجيال الجديدة تتعرض لهذه التأثيرات بشكل مستمر.
كذلك… من المهم المطالبة بسن قوانين صارمة لمواجهة من يروجون لمحتوى يفتقر إلى القيم والأخلاقيات، بما يضمن حماية المجتمع من هذه التأثيرات السلبية.
#فى ختامى أحب أقدم رسالة للأهالي والمجتمع
قد يبدو العالم من حولنا مليئًا بالتحديات، لكن تربية الأبناء تبدأ من المنزل. لا تنتظروا أن تُصلح المدارس أو المجتمع أخطاء السلوك، بل كونوا أنتم حجر الأساس في بناء شخصية أبنائكم. علّموهم أن الكلمة الطيبة والاحترام لا يقلان أهمية عن العلم والعمل.
كما أن التحديات التي نواجهها اليوم، مثل الشخرة والسب وإنتشار التنمر والفيديوهات المخلة والألفاظ البذيئة على منصات التواصل الإجتماعى، تتطلب تضافر الجهود من الجميع.
إذا كان الأبناء يتعلمون من المواقف التي يمرون بها، فإننا بحاجة لأن نكون حذرين فيما نعرضه لهم من محتوى، وكيف نتصرف معهم في الحياة اليومية.
إن مواجهة هذه الانحرافات الأخلاقية ليست مسؤولية فرد أو مؤسسة، بل هي مسؤوليتنا جميعًا. فلنبدأ بأنفسنا وأسرنا، ولنعلّم أبناءنا أن الأخلاق هي أساس بناء المجتمعات.
#علينا أن نكون قدوة لأبنائنا في التفاهم والإحترام لنساهم في بناء مجتمع خالٍ من الانحرافات الأخلاقية
“لنرتقِ بتصرفاتنا، لنرتقِ بمجتمعنا”
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.