الدين والحياة

( يومٌ تُولدُ فيه الأرواح ) بقلم: د/ ثناء العمده

د ثناء العمدة

 

في عرفاتٍ، الروحُ خفَّ ضجيجُها
وسَكَتْ حديثُ البُعدِ والتشويشِا

ومضتْ إلى نورِ الرجوعِ تلوذُ بي
والدمعُ يشهدُ صحوةَ التقديسِ

يا ربُّ، في عرفاتَ صوتُ تبتّلي
يرجوكَ… فاقبلْ خافقي المكسورِ

في حضرةِ الغفرانِ ذابَ تكلّفي
فامسحْ على قلبي بجُودكَ نُورِ

كلّ الذنوبِ على الرمالِ بعثَرتْ
كلّ العيونِ بذكركَ مُستحييّة

حتى الذي ما جاءَ، قلبي جاءَهُ
ورجاؤهُ فيكَ ارتقى علويّا

في عرفاتٍ، العفوُ يمشي واسعًا
والغيمُ يهمسُ: ها هنا الرضويّا

غفرتَ… من لم يلتجئْ إلّا إليك
يرجو لِقـاكَ… ومَسَّةً أبديّا

يا واقفًا والكونُ حولكَ صامتٌ
هل تسمعُ الأرواحَ؟ هل تدري مَنِيّا؟

كلُّ الحكايا تنتهي في لحظةٍ
حينَ الهُدى في القلبِ صار جليّا

يا ربّ، لا تجعلْ لعرفاتَ انتهى
طَهرُ التقاءِكَ في الوريدِ نسيّا

خلِّ الغروبَ رسالةً في أضلعي
أنّي عرفتكَ… واللقاءُ قضيّة

هذا الوقوفُ… مَهابةٌ وسكينةٌ،
ولكَ انحنتْ كلّ الجبالِ شجيّة
يا ربُّ، عُدني بعد هذا واقفًا
بكَ لا بغيرِكَ، شامخًا أبديّا

 

( يومٌ تُولدُ فيه الأرواح )

بقلم: د/ ثناء العمده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى