مقالة × حدوته “عبقرينو”

مقالة × حدوته “عبقرينو”

مقالة × حدوته “عبقرينو”

شاب يتخرج من إحدى كليات التكنولوجيا والبرمجيات بتفوق. الجميع يشهد له بالعبقرية والنبوغ في مجاله .. ولسمعته الطيبة التي اكتسبها ..

تلقي عروض عمل من كبرى الشركات التي تعمل في هذا المجال. يختار إحدى الشركات ويلتحق بها ويبدأ حياته العملية.

جميع من حوله يطلبون منه تحديث وتعديل أجهزتهم .. كان يقوم بهذا بمنتهى الإحترافية والأتقان حتى أصبح يلقب بين معارفه وأقاربه وجيرانه “عبقرينو”.

 تمر الأيام ويصبح صاحب سمعة طيبة في محيطه وبين الشركات المعنية بطبيعة هذا المجال.

وتنتهى الأيام الهادئة و يبدأ بتلقي رسائل من مجهول يطلب منه أشياء محددة تخص أختراق شبكات الشركات أثناء قيامه بتحديث أو تعديل أو تركيب شبكات لهم ..

في البداية كان لا يهتم بهذه الرسائل وأعتبرها مجرد مزاح .. ولكن بدأ المجهول يرسل له تفاصيل عن حياته الشخصية مثل صور شخصية له ولحبيبته .. مواعيد عمل تخصه .. أنواع أدوية تتناولها أمه المريضة وكأنه يريد أن يخبره أنه قريب منه ويعلم عنه الكثير.

وبرغم أن بطلنا شك أنه مخترق بشكل ما .. لم يجد أي دليل أو معلومة تأكد شكوكه بعد فحص جميع أجهزته .. ويتجاهل رسائل المجهول ويستمر في حياته بشكل طبيعي. ولكن بدأ المجهول يطور من أنتقامه ويسبب له مشاكل مع العملاء وأسرته ومعارفه.

كان عبقرينو يذهب إلى شركة ما لتحديث أو تركيب شبكة .. وبعد الإنتهاء من عمله دقائق معدودة ويحدث خلل في أجهزة وأنظمة هذه الشركة ..

يكون على إثره خسائر فادحة من خسارة عملاء أو تسريب معلومات تخصهم أو تقديم عروض وهمية لزبائنهم وكانت هذه الشركات تلقي اللوم دائمًا على عبقرينو كونه آخر من تعامل مع هذه الشبكات.

وقد تأكد بطلنا أخيرًا أن المجهول هو السبب .. ولكن لا يستطيع أيقافه أو معرفة هويته .. وعن غصب وخوفًا من الكوارث التي لحقت به أصبح مطيعًا وأسيرًا ينفذ كل شيء يطلب منه ..

كأختراق أنظمة الحماية .. تعديل وتحديث البرامج على نحو يجعله يتحكم في الشبكات .. وبسبب تنفيذه هذه الطلبات ..

أصبح المجهول يتحكم في جزء كبير من مفاصل سوق المال والتجارة .. وأصبح بطلنا مهددًا من الجميع.

كل هذا ولا نعلم من المجهول وما غرضه من إثارة هذه الفوضى.

وبعد أحداث كارثية تسبب بها .. وبعد أن أصبح بطلنا مطاردًا من الجميع .. أستطلاع أن يكشف هوية المجهول وكانت صدمة له. المجهول هو فيروس من صنع الذكاء الأصطناعي نعم ذكاء اصطناعي وليس إنسانًا.

وأستطاع أن يطور نفسه بشكل مخيف ويصبح صاحب فكر وسياسة .. وأستغل بطلنا في التسلل إلى الشبكات والتحكم بها.

هنا تنتهي قصتنا .. وأعلم أنكم متأكدين أنها قصة من نسج الخيال. ولكن أردت أن أطلق جرس إنذار على ما ينتظرنا في المستقبل من التطور الرهيب في استخدامنا للشبكة العنكبوتية .. وأصبحت من أساسيات الحياة .. بل ومن الأولويات.

لا أعلم ولا عندي أقتراح كيف نتعامل أو نحمي أنفسنا من هذا التطور التكنولوجي السريع الرهيب .. ولكن للأسف أرى أن المستقبل غير مريح ..

لأن الأعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبح ملفتًا للنظر .. وأتوقع أن الكثير الأشخاص سيخسرون وظائفهم بسبب استبدالهم بالذكاء الاصطناعي الذي أصبح يدخل في جميع نواحى الحياة.

تشغيل والتحكم في خطوط انتاج مصانع قيادة ذاتية للطائرات والسيارات .. حتى الأشياء التى كانت تعتمد على الموهبة والابداع مثل التأليف والرسم والابتكار اصبحنا نعتمد عليه.. وأشياء كثيرة أخرى ليس في صدد حصرها.

وأعتقد أنه سوف يكون له أثر بغيض على المجتمع وأستقراره في المستقبل القريب .. القريب جدًا

مقالة × حدوته “عبقرينو”