قصائد شعرية وأدب

أَنَا الْغَزَّاوِي

لِلشَّاعِر مُحَمَّدْيُوسُفَ مَنْدُور

أَنَا الْغَزَّاوِي

 

أَنَاالْغَزْوَايُ الطُّوفَانُ هَدَفِي وَهْمِي

…. عَلَى دَرْبِ الْمَخَاطِرِ ِوَالْمَنَايَا

حَمَلْتُ سِلَاحِي مَعِي خَلْفَ ظَهْرِي

…. دَعَسَتُ الذُّلَ فَاتَّزَنَتْ خُطَايَا

سَلُوا صَهْيُّونَ يَحْكِي عَنْ شَجْعَتِي

…. وَعَنْ النِّيرَانِ الَّتِي مِنْ أَمَامِي وَورَايَا

هَدَمْتُ السُّورَ فِي وَقْتٍ قَصِيرٍ

…. وَوَجّهَتُ الْكَتَائِبَ وحدي وَالسَّرَايَا

أَنَا الْغَزَّاوِي

وَأَسَرّتْ مِنْهُمْ أَعْدَادٌ وَجُنُودٌ كَثِيرَةٌ

…. وَشَتَّتْ شَمْلُهُمْ وَفَرَّقَتُهُمْ بِالزَّوَايَا

أَنَا جَيْشٌ تَدَرَّبَ فِي الْمَخَابِي

…. وَلَا جَيْشًا بالكون يُضَارِعُ مُسْتَوَايَا

أَنَا طِفْلٌ قَدْ ظَلَمَ وَتَهَدَّمْتُ مَدْرَسَتَهُ

…. الصَّارُوخُ حَشْوَتُهُ فَوْقِيَ شَضَايَا

أَنَا إِعْصَارٌ قد تَوَحَّشَ فِي الصَّحَارِي

…. وَسَاعَةُ إِسْتِشْهَادِيٍّ لَمْ يَأْخُذْ عَزَايَا

انَا مَنْ. يَزْعُمُ الْكُفَّارُ. قَتْلِي

…. وَلَكِنِّي شَهِيدُبَالِجَنَّهُ عِنْدَ رَبِّ الْبَرَايَا

إِنِ اسْتَشْهَدْتُ وقَدْ لَاقَيْتُ رَبِّي

…. وَقَدْ تَحَقَّقَتْ كُلُّ أَمَانِي وَمُبْتَغَايَا

أَنَا سِجِينٌ قَدْ صَبَرْتُ وَتَحَطَّمُ سِجْنِي

…. وَكُسِرَتْ الْقُيُودُ وَالسَّلَاسِلُ مِنْ يَدَايَا

وَقَدْ شَابَ شِعْرِيٌّ بِسَرَادِيبَ سِجْنِي

…. وَلَمْ تُضْعِفْ قُوَّتِي وَعَزِيمَتِي أَوْ قَوَايَا

أَنَا طِفْلًا وَجِّهُونِي لِلْمُخَيَّمَاتِ الْأَمْنَهُ

…. وَلَمَّا ذَهَبَتْ رَمُونِي بِالنِّيرَانِ وَالرِّمَايِهِ

أَنَا أَمٌ قد بَكْتْ مِنْ فَقْدِ طِفْلٍ

…. وَطَائِرَةُ الْأَبَاتْشِي فَوْقَ تَحَلُّقُ بِسَمَايَا

أَنَا. بَيْتٌ قد تَهَدَّمُ إِثْرَ. قَصْفٍ

…. وَبِالْأَمْسِ الْقَرِيبِ كَانَ الْبَيْتُ سَرَايَا

أَنَا هُنَيْهُ وَالسِّنْوَارُ وَالشَّيْخُ يَاسِينُ

…. وَقُدَشَهِدَتْ لِأَمْجَادِنَا كُلُّ الْخَلَايَا

أَنَا مِنْ حَارَب وَدَافَعْتُ عَنْ قُدْسِي

…. وَقَدْ سَالَتْ فِي بَاحَةِ الِاقْصِيِّ دَمَايَا

أَنَا دِرْعٌ دائم. عَلَى الِاقْصَى مَنِيعٌ

…. بِأَرْضِ الْقُدْسِ بكل وقت مَرْفُوعًالَوَايَا

وَمِنْ تَحْتِ الْأَنْفَاقِ قَدْ نَبَتَتْ جَزُورِي

…. وَحُبُ الْقُدْسِ يَنْبِضُ دَومٌ بِحَشَايَا

وَلَافَرْقَ بَيْنَ تِرَامْبْ وَبَايْدِنْ وَذَاكَ

…. كُلُّهُمْ سَوَاسِيَةٌ بِالْمَصَائِبِ وَالضَّحَايَا

وَهُمْ كَالنِّعَام تَرْعِي وَتَأْكُلُ بِالْمَرَاعِي

…. وَتَبْعُرُ وتُزغل فِي مَضَاجِعِهَا نَفَايَا

أَنَاالْغَاضِبُ بِشِدَّةَمِنْ إِخْوَانِي الْعَرَبِ

…. أَنَادِيهِمْ فَمَا سَمِعُوا يوماً نَدَايَا

وَلِمِصْرَ أُمُّ الدُّنْيَا وَشَعْبُهَا الْحَرُّ الْأَبِيِّ

…. عَلَيَّ مَرَّ الزَّمَانِ هُمْ لَنَا سَنَدٌ وَحِمَايَا

وهاهو شعبها الحرالكريم بالمعابر

…. أتي من كل ربوع مصريساندالقضايا

وَلِشَعْبِ الْيَمَنِ وَالْعِرَاقِ وَالسُّعُودِيِّهِ

…. وَلِجَمِيعِ الشُّعُوبِ لَهُمْ كُلُّ التَّحَايَا

وَلَا وَ مِلْيُونٍ لَا لِتَهْجِيرِنَا مِنْ بَلَدِنَا

…الْقُدْسُ قُدْسُنَا وَلَاأْحَدَّ لَهُ عَلَيْنَا وَصَايَا

وَالْإِسْلَامُ عَزِيزٌ وَسَيَاتِي يَوْمٌ وَيَنْتَصِرُ

…. وَرَبُّ الْكَوْنِ مَعَنَا بِكُلِّ وَقْتٍ وَغَايَا

 

أَنَا الْغَزَّاوِي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading