عدنان العطار.. نجم يتلألأ في سماء المهرجان الدولي لملوك التميز والإبداع

بقلم: نورهان عابد

بإرادة صلبة وإيمان عميق بموهبته، شقّ عدنان العطار طريقه نحو التميز في عالم الإنشاد الديني والخطابة، مؤمنًا بأن الصوت هبة من الله، وأمانة يجب أن تُوظَّف في الخير والرسالة الهادفة.

البداية.. من هنا انطلقت الحكاية

وُلد عدنان محمود عبد اللاه محمود محمد، والشهير بـ عدنان العطار، في إحدى قرى محافظة سوهاج، حيث نما صوته بين أروقة معهد السلاموني الابتدائي الأزهري. كان لا يزال طالبًا في الصف الخامس الابتدائي عندما بدأ رحلته مع الإنشاد الديني، متأثرًا بعمه أحمد العطار، الذي كتب له أول أنشوداته بعنوان “الله الله اشفع يا رسول الله”.

بفضل صوته المميز، طرق أبواب الإعلام مبكرًا، فاستضافته الإعلامية شيرين الماجد عبر أثير إذاعة البرنامج العام في برنامج حلمك، ثم ظهر في برنامج كلام كبير. ومع كل ظهور، كان عدنان يثبت أن صوته رسالة، وليس مجرد موهبة.

المسابقات.. خطوات نحو القمة

لم يكن المشوار سهلًا، لكنه كان مليئًا بالتحديات التي صنع منها عدنان سلالم يرتقي بها نحو النجاح. بدأ بالمشاركة في مسابقة مركز رؤية لذوي الإعاقة البصرية بسوهاج، حيث حصل على المركز الثاني في الإنشاد الديني، ثم تألق في مسابقة الإنشاد الأزهري، محققًا المركز الأول على مستوى معهده والمركز الثاني على مستوى محافظة سوهاج.

ولم يتوقف عند ذلك، فقد اتجه إلى الخطابة، وأبدع فيها بنفس الشغف، ليحصد المركز الأول في المسابقة الخاصة بمعهده الأزهري، مؤكدًا أن صوته ليس مجرد لحن، بل منبر يحمل فكرًا ورسالة.

طموح لا يعرف المستحيل

رغم أن الحياة في القرى الصعيدية قد تفتقر أحيانًا إلى الاهتمام الكافي بالمواهب، إلا أن عدنان لم يتوقف عن الكفاح، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: أن يصبح منشدًا دينيًا وخطيبًا مؤثرًا، ينقل رسالة الإسلام بصوته العذب وكلماته الصادقة، مستشهدًا بقول الله ورسوله في كل حرف ينطقه.

التتويج في المهرجان الدولي لملوك التميز والإبداع

عندما علم عدنان بترشيحه للمشاركة في مسابقة الإنشاد الديني والخطابة ضمن المهرجان الدولي لملوك التميز والإبداع لمواهب الوطن العربي والإسلامي، غمرته الفرحة، لكنه لم يكتفِ بالحلم، بل عمل بجد لتحقيقه. وبفضل الله، تحقق أمله، وفاز بالمسابقة، ليؤكد أن الاجتهاد والإيمان بالموهبة قادران على تجاوز أي عقبات.

كلمة شكر وامتنان

في لحظة التتويج، لم ينسَ عدنان من كانوا السبب في وصوله إلى هذه المرحلة، فتوجه بالشكر إلى والديه، اللذين دعماه منذ البداية، وإلى المعاهد الأزهرية التي احتضنت موهبته، وإلى أهل قريته الذين آمنوا بقدراته. كما وجه شكرًا خاصًا للمستشار الإعلامي مازن يسري، رئيس المهرجان، على دعمه لكافة المواهب الهادفة، مؤكدًا أن النجاح لا يأتي بمفرده، بل بصحبة من يؤمنون بالإنسان ويدفعونه للأمام.

رسالة إلى أصحاب المواهب

بكلماته المليئة بالحكمة، يوجه عدنان رسالة لكل من يمتلك موهبة صوتية، قائلاً:
“موهبة الصوت ليست مجرد غناء، بل هي نعمة من الله، فاجعلوا أصواتكم رسالة للخير، وأحسنوا استخدامها فيما ينفع ويساهم في بناء المجتمع.”

بهذا الإصرار، يستمر عدنان العطار في رحلته، واضعًا بصمة مميزة في عالم الإنشاد والخطابة، ليكون نموذجًا للشباب الطموح الذي لا يعرف المستحيل.