
عرض مسرحية مشعلو الحرائق على مسرح قصر ثقافة الانفوشي
كتب وصور/ عبد القادر حسنين
مسرحية مشعلو الحرائق من إخراج المخرج . محمد زغلول، وقد تم عرضها على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي في الإسكندرية.
تُعد هذه المسرحية واحدة من العروض البارزة التي قدمتها فرقة بيت ثقافة بولكلي ضمن الموسم المسرحي للهيئة العامة لقصور الثقافة.
تدور أحداث المسرحية حول موضوعات إنسانية عميقة، وقد تم تنفيذها بجهود فريق عمل متكامل، حيث قام الدكتور محمود أبو دومة بدور الدراماتورجيا،
وكتب الأشعار محمود خليل، وتولى هيثم مدحت بسيوني تأليف الموسيقى والألحان، وصممت مارينا مجدي الديكور، بينما أبدع تامر صبري في تصميم الإضاءة،
وقام محمد المأمون بتصميم الفيديو بروجيكشن، ومحمد مسعد بتصميم الكيروجراف، وكان محمد زغلول المخرج المساعد، وأحمد أمين في الهندسة الصوتية، وصمم حسام مصطفى البوستر.
تمثيل الفنانين . محمد حماده . عبدالله رفعت . شيري المصري. حسام الهواري. اسماء خالد . يسري سامي .
هذا التعاون المثمر بين أعضاء الفريق أخرج عملاً فنياً نال استحسان الجمهور والنقاد، وعكس قدرة المخرج محمد زغلول على قيادة فريقه نحو تحقيق رؤية فنية متكاملة ومبدعة. مستوحاة من المؤلف ماكس فريش تفاصيل مسرحية مشعلو الحرائق
روعة فكرة المؤلف وحدة من أبرز المسرحيات الرمزية التي كتبها المؤلف ماكس فريش والتي نشرت لاول مرة عام 1953
و التي قام بتنفيذها بالشكل المبدع المخرج محمد زغلول و فريق العمل تحمل هذه المسرحية رسالة عميقة حول خطر اللامبالاة الاجتماعية تجاه التهديدات المحتملة وتجسد فكرة التواطؤ غير المقصود مع الشر من خلال الحبكة و الشخصيات
تدور أحداث المسرحية حول رجل قضاء بارز و ناجح يعيش فى مدينة تتعرض لحرائق متكررة بفعل مشعلين محترفين يتسللون إلى المنازل
رغم إدراكه للخطر يسمح القاضي بدخول اثنين من المشعلين إلى منزله واحد تلو الآخر و يعاملهم بلطف ظاهري معتقدا أنه قادر على السيطرة عليهم
لكنه فى النهاية يصبح متواطئا فى دمار منزله تنتهي المسرحية بنهاية مأساوية تبرز كيف أن التجاهل و التهاون يمكن أن يؤديا إلى كارثة
استطاع المؤلف ببراعة أن يحول هذه القصة إلى مجاز سياسي و إجتماعي يعكس أن الناس غالباً ما يتجاهلون علامات الخطر الواضحة
سواء فى السياسة أو الحياة اليومية المسرحية تظهر كيف يمكن للخوف من المواجهة و الرغبة فى الحفاظ على المظاهر أن يجعلا الأفراد يتواطؤون مع الشر دون وعي
تعكس المسرحية أيضا فلسفة فريش حول المسؤولية الفردية و الجماعية و تظهر كيف أن الشر لا ينمو فى الظلام بل تحت أنظار الجميع
بسبب الجهل أو الجبن أو النفاق الاجتماعي و هذا يجعل المسرحية ذات صلة دائمة سواء فى سياق الأنظمة الديكتاتورية أو الأزمات الاجتماعية و السياسية الحديثة
مشعلو الحرائق ليس مجرد مسرحية درامية بل تحفة فكرية تدعو الجمهور إلى التفكير العميق فى مسؤولياتهم تجاه مجتمعاتهم
قدم مكس فريش تحزيرا واضحاً حول مخاطر اللامبالاة مما يجعل المسرحية درساً مستمرا فى الوعي و اليقظة
عرض مسرحية مشعلو الحرائق على مسرح قصر ثقافة الانفوشي
تغطية صحفية جريدة المساء العربي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.