سقوط بغداد 656هـ نهاية الخلافة العباسية على يد هولاكو
يعد سقوط بغداد في 21 رمضان 656 هـ (الموافق 10 فبراير 1258 م) من الأحداث الكبرى التي غيرت مسار التاريخ الإسلامي. فقد سقطت عاصمة الخلافة العباسية، التي كانت مزدهرة بالعلم والثقافة والحضارة، على يد الجيش المغولي بقيادة هولاكو خان، مما أدى إلى إنهاء حكم العباسيين في بغداد بعد أكثر من خمسة قرون
الأوضاع قبل الغزو المغولي
بحلول منتصف القرن السابع الهجري، كانت الدولة العباسية قد ضعفت بشكل كبير، وأصبحت سلطتها محصورة في بغداد ومحيطها، بينما سيطرت قوى أخرى على بقية أنحاء العالم الإسلامي. في هذه الفترة، ظهر المغول كقوة عسكرية هائلة اجتاحت العديد من المناطق الإسلامية، بقيادة جنكيز خان ثم خلفائه. وكان هولاكو، حفيد جنكيز خان، مكلفًا من قِبَل الإمبراطور المغولي مونكو خان بتوسيع سيطرة المغول غربًا، فبدأ بالهجوم على فارس ثم توجه إلى العراق.
حصار بغداد وسقوطها
وصلت جيوش هولاكو إلى مشارف بغداد في أواخر محرم 656 هـ (يناير 1258 م)، وبدأت حصار المدينة. حاول الخليفة العباسي المستعصم بالله التفاوض، لكنه لم يتخذ الاحتياطات الكافية للدفاع عن بغداد. ومع ضعف الجيوش العباسية وسوء إدارة الأزمة، تمكن المغول من اقتحام المدينة بعد حصار دام أقل من أسبوعين.
دخل هولاكو بغداد في 21 رمضان 656 هـ وارتكب جيشه واحدة من أبشع المجازر في التاريخ، حيث قُتل عشرات الآلاف من سكان المدينة، وأُحرقت مكتباتها ومساجدها، ودُمرت معالمها الحضارية. كما قُتل الخليفة المستعصم بالله بعد أن أسره المغول، وبذلك انتهت الخلافة العباسية في بغداد.
سقوط بغداد
نهاية الخلافة العباسية في بغداد: على الرغم من أن الخلافة العباسية استمرت لاحقًا في القاهرة تحت حماية المماليك، إلا أنها لم تستعد قوتها السابقة.
تدمير الحضارة الإسلامية في بغداد: احترقت دار الحكمة، التي كانت من أعظم المكتبات في العالم، وقيل إن مياه نهر دجلة أصبحت سوداء من كثرة الحبر المنسكب من الكتب المدمرة.
تعزيز النفوذ المغولي في المنطقة: أصبحت العراق جزءًا من الإمبراطورية المغولية، وشهدت سنوات من الدمار وعدم الاستقرار.
الكارثة الكبري
كان سقوط بغداد كارثة حلت بالعالم الإسلامي، لكنها لم تكن نهاية الحضارة الإسلامية، إذ استمرت في أماكن أخرى مثل مصر وبلاد الشام والأندلس. ومع مرور الزمن، تمكنت القوى الإسلامية، مثل المماليك والعثمانيين، من التصدي للمغول واستعادة الهيمنة الإسلامية في المنطقة. ومع ذلك، يبقى سقوط بغداد درسًا في أهمية الوحدة والقوة لمواجهة الأخطار الخارجية.
اسماء قادة المغول في هجوم بغداد
شارك في هجوم المغول على بغداد عام 656هـ عدد من القادة العسكريين البارزين تحت قيادة هولاكو خان. من أبرزهم:
هولاكو خان – القائد العام للحملة المغولية والمسؤول عن إسقاط الخلافة العباسية
كتبغا نويان – قائد عسكري مغولي من أصول نسطورية، وكان أحد كبار القادة في جيش هولاكو
بيدو نويان – قائد مغولي بارز ساهم في الهجوم على المدينة.
بايجو نويان أحد القادة
المخضرمين في الجيش المغولي، وكان له دور في الحملات العسكرية في المنطقة.
الأمراء الجورجيون والأرمن الحلفاء للمغول حيث شاركت بعض القوات المسيحية من جورجيا وأرمينيا في الهجوم تحت راية المغول.
كان هؤلاء القادة مسؤولين عن إدارة الحصار وقيادة القوات التي اقتحمت المدينة، مما أدى إلى سقوط بغداد ونهاية الخلافة العباسية.
خلال الهجوم المغولي على بغداد عام 656هـ، قُتل عدد كبير من القادة والعلماء والوجهاء المسلمين، سواء في المعارك أو بعد استسلام المدينة. من أبرز القادة الذين قُتلوا:
1. الخليفة المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين في بغداد، أسره هولاكو وقُتل لاحقًا، ويقال إنه أُعدم رفسًا حتى الموت أو خنقًا لمنع سفك “دم ملكي” وفقًا للتقاليد المغولية.
2. مجاهد الدين أيبك أحد القادة العسكريين للخلافة العباسية، وكان من القادة الذين حاولوا تنظيم الدفاع عن المدينة.
3. دويدار الصغير قائد الجيوش العباسية، قُتل أثناء محاولته التصدي للمغول.
4. فخر الدين بن الدامغاني وزير الخليفة، وكان من الشخصيات المؤثرة في الدولة، لكنه لم يتمكن من
محاولة إنقاذها فشلت
5. عدد كبير من قادة الجيش والحامية العباسية– الذين قُتلوا أثناء الدفاع عن المدينة أو أُعدموا بعد سقوطها.
إضافةً إلى القادة العسكريين، قُتل آلاف العلماء والفقهاء والأعيان، كما تعرضت المدينة لمجازر مروعة أودت بحياة عدد كبير من سكانها.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
