الأزمنة المتوازية والعوالم الاخرى
الأزمنة المتوازية والعوالم الاخرى
خلق الله العظيم ذلك الكون بدقة مذهلة يعجز العقل البشرى القاصر أن يدرك كيفية عمله بشكل دقيق .
غير أن الله أخبرنا عبر رسله من البشر والملائكة ببعض المعلومات التي تتحدث عن الماضي والمستقبل بإستخدام صياغات زمنية مختلفة تعبر عن أحداث حدثت بالفعل وأخرى مستقبلية .
إن المتأمل لمفهوم الزمن يدرك أنه متغير من مكان لآخر فمثلا في عالمنا الأرضي ومجموعتنا الشمسية مرتبط إرتباطاً وثيقاً بحركة الشمس والقمر .
إن الغرض الواضح لنا نحن البشر على هذا الكوكب هو لنعلم عدد السنين والحساب . قال تعالى ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) الاية (5) سورة يونس .
إن اللغط في فهم الصيغ الزمنية (الماضى – الحاضر – المستقبل ) فى الحديث يكمن فى تطبيق قوانين الأزمنة كلها على مقياس واحد هو المقياس الأرضى
. فمثلاً اليوم فى الأرض مقدارة 24 ساعة بينما اليوم على كوكب المريخ يعادل 24ساعه و37 دقيقة وعلى كوكب المشترى 10 ساعات فقط بينما يستغرق اليوم على كوكب الزهرة 234 يوماً أرضيا والغريب ان السنه هناك اقصر من اليوم حيث تبلغ 225 يوماً .
إن طريقة فهم الصيغ الزمنية تكمن فى محاور ثلاثة أولهم المتحدث حيث لو أن المتحدث مقيد بنفس قانون الوقت للمتلقى فإن الزمن متطابق بمعنى أن ماضى المتحدث هو ماضى المتلقى للحديث وكذلك المستقبل والحاضر .
المحور الثانى إذا كان المتحدث من زمن والمتلقى من زمن أخر فليس شرطاً أن تتوافق الأزمنة فى التعبير .فلو إفترضنا جدلياً أن رائد فضاء على سطح القمر يتحدث عبر اللا سلكى الى محطة الأرض فى وكالة ناسا
مثلاً عن يوم قمرى فعلية طوال الوقت أن يترجم الزمن بمعنى أن يقول إننى أجد الساعة كذا هنا وهو وقت الغروب بينما فى الارض تعادل الساعة كذا بتوقيت الأرض .
حتى على نفس الكوكب الواحد تختلف الصيغ الزمنية فالتوقيت فى أمريكا يختلف عن مصر وعلى المتحدث والمتلقى أن يراعوا ذلك التباين والتعبير عن الازمنة أثناء الحديث .
المحور الثالث هو أن المتحدث لا يتقيد بأى زمن أثناء الحديث ومن هنا تكون إشكالية المتلقى فى فهم الحديث من المتحدث الا أن يؤمن بطلاقة قدرة المتحدث .
المولى عز وجل لا يتقيد بقوانيين زمنية بل أنه هو من خلق الأزمة وأسبابها . فتراه عز وجل يتحدث بأزمنة مختلفة . فنراه عز وجل يتحدث بصيغة الماضى عن أمور مستقبلية لكونه هو من حسم وقوعها وليس هناك من يستطيع تغيير ذلك المخطط .
قال تعالى متحدثاً عن يوم القيامة ( أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الاية (1) سورة النحل .
إن التحرك عبر الزمن بين الماضى والمستقبل والحاضر يظل مرتبطاً بقدرة المتحدث ومدى خضوعه من عدمة لقوانين الزمن .
وهناك صوراً قدمها القران الكريم لإختراق الأزمنه والتحدث بينها بشكل مختلف كما حدث فى رحلة الاسرء والمعراج حيث سافر فيها بشر من الأرض عبر بوابات
ومعارج السماء ليدخل عالم لا نعرف عنه شيء ويعود ليروى لنا بالادلة والبراهين على رحلة السرعه الفائقة للسفر عبر الازمنة والعروج عبر البوابات السماوية الى السموات السبع .
كما أعطى الله لنبيه سليمان قدرات السفر عبر الزمن لمسافات عجيبه بإستخدام الريح فكان يتنقل بسرعات فائقة .
وإننى أرى أن الكون يتحرك بأزمنه متوازية ومتجانسة فى آن واحد فى دقة عجيبة .وأن مخلوق الزمن متغير القوانين عبر الاكوان الكثيرة
وأن الزمن يرتبط إرتباطً وثيقاً بالجاذبية والتى من خلالها تؤثر فى السرعة والتى من شأنها أن تلغى الحواجز بين الأزمان والأكوان .
إن الصاروخ الذى يحمل القمر الصناعي ما هو الا وسيلة لمقاومه الجاذبية لدفع القمر الصناعى عبر زمن مختلف ومكان مختلف عبر كسر قانون الجذب الارضى ليصل الى قانون جاذبية جديد وزمن جديد فى مدار جديد حول الارض .
إن حلم الانسان بالعودة للماضى والسفر عبر المستقبل لا يعد درباً من الجنون أو من عدم الواقعية . إنما هو حلم يمكن تحقيقه عبر تفهم قوانين الازمة .
إننا نحيى بجينات موروثة من لدن أدم عليه السلام وهذه الجينات تحمل ذاكرة لا يمكنها النسيان ، بعضها نشط كالأمور الفطرية الموروثه مثل الغرائز ( الجوع – العطش – التكاثر – الخوف – ..) هى بالفعل موجودة عبر ذاكرة الجينات وهى جزء نشط يتفاعل ويتحرك وبعضها يحتاج الى تنشيط .
يوماً ما سيصل العالم الى طريقة للسفر عبر الزمن من خلال ذاكرة الجينات والدليل على ذلك من القران موقف الشهادة لله على الالوهية عبر ذرية أدم من لدن أدم الى أخر من يولد على هذه الارض .
قال تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) الاية 172 سورة الاعراف .
كل بشر قد شهد ذلك الموقف وجيناته محفوظ بها تسجيل ذلك الموقف الذى اقره الله ولكن كيف يمكن استدعائه فلا أعرف الطريقه وسيصل اليها العلم يوما ً .
وانت نائم تهيم الروح عبر عوالم ومسافات لا يعلمها الا الله فهى تتنقل بين الحاضر والماضى والمستقبل بقوانيين مختلفة وتعرف بعضها بعضاً بل تحب وتكره بل وتستجلى المستقبل وتخبرنا عبر رؤيا صادقة بأمر الله بأمور مستقبلية .
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي ﷺ، يقول: ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) .
يوماً ما سيتقارب الزمان ماضيه وحاضرة ومستقبله عبر تكنولوجيا قادمة تستدعى المواقف الماضية والمستقبلية من اكثر من ذاكرة من ذاكرة الجينات الموروثه وذاكرة الروح الهائمة فى الكون
ولكنه سيحدث يوما ما فلو استطاع الانسان توجيه روحة حين ينام بتدريب معين فسيخترق كل الازمة وترفع الحجب ويبصر الغيب
كما يحدث للميت أثناء الموت فإن الحجب تزول الى عالم الاخرة ويرى مقعدة من النار والجنة بل ويعرض عليه كل اعمالة من خلال مرور شريط الذكريات .
• اننى ارى ان الامكانية للسفر عبر الازمنة موجودة ولكن ينقصنا سلطان العلم من الله صاحب العلم والقادر على ذلك .
وأن إمكانيات الانسان مازالت تحتفظ بالكثير من الاسرار التى لا يعلمها الا الله . قال تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ الايه (53) سورة فصلت .
الأزمنة المتوازية والعوالم الاخرى
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.