مقالات ووجهات نظر

حرمة الإنسان في لحظاته الأخيرة الستر أولى من النشر

بقلم/أميره قنديل

حرمة الإنسان في لحظاته الأخيرة الستر أولى من النشر

حرمة الإنسان في لحظاته الأخيرة الستر أولى من النشرفي زمن أصبح كل شيء قابلاً للتوثيق والمشاركة، نحتاج أن نتوقف قليلًا لنتأمل حرمة الإنسان،

خاصة في لحظاته الأخيرة. فمشاهد النهاية ليست لحظات عادية، بل هي لحظات لها هيبتها، ويكفي أنها اللحظات التي يسلِّم فيها العبد روحه إلى بارئها.

انتشرت مؤخرًا صور لأشخاص على فراش الموت، بعضهم في غيبوبة، وبعضهم تظهر عليه ملامح الضعف والانطفاء.

ورغم أن النية لدى البعض قد تكون مشاركة لحظات مؤثرة أو طلب دعاء، إلا أن النتيجة قد تكون انتهاكًا لخصوصية لا يستطيع المتوفي الدفاع عنها.

يقول الله تعالى:“وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”هذا التكريم يشمل حياته وموته، جسده وخصوصيته، لحظاته القوية ولحظاته الضعيفة.

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:“من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة” 

فكيف بمن يكشف عن مسلم وهو على فراش المرض أو في سكرات الموت، وقد غابت عنه إرادته وكلمته؟

الستر قيمة عظيمة، لا تُمارس فقط في العيوب، بل في الضعف أيضًا. والضعف لحظة الموت أضعف ما يكون فيه الإنسان، فإن لم يجد فيها من يصون هيبته، فمتى؟

إنه يطلب الدعاء لا يطلب تصويرة،لا يحتاج الي ترند ولقطه   يكفي أن نقول “اللهم اشفِ فلانًا” أو “اللهم ارحم عبدك”، وسيسمعنا من لا تخفى عليه خافيةرسالة للمحبين والمقربين ومحبين الترند:

اعلم أن من تحبه وتبكي عليه الآن، كان سيختار أن يظهر قويًا في عينيك، لا منطفئًا على فراش الموت. فصنْ صورته، واحتفظ بها في قلبك، ولا تُخرجها إلى العلن. وهو في اللحظات الأخيرة 

ختامًا، لنجعل من ديننا نورًا نهتدي به في كل تفاصيل حياتنا، حتى في لحظات الوداع الأخيرة.

وفي الختاملا أحد منا يتمنى أن تُلتقط له صورة وهو ضعيف، عاجز، بين الحياة والموت. لا أحد يتمنى أن تكون لحظته الأخيرة على الأرض هي صورة تنتشر بين الناس بدل أن تكون دعوة صادقة ترتفع للسماء.

فلنُحسن وداع من نحب، ولنُكرمهم في رحيلهم كما أحببناهم في حياتهم. ولنُدرك أن الستر في تلك اللحظات ليس فقط واجبًا دينيًا، بل هو قمة الرحمة، وقمة الحب.

رحم الله من رحلوا، وشفى من يعانون، وجعلنا وإياكم من السترين لا الكاشفين، من الداعين لا المصورين.

حرمة الإنسان في لحظاته الأخيرة الستر أولى من النشر

 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading