مقالات ووجهات نظر

رحله داخل أعماق فكر الكاتبه مني جمال

رحله داخل أعماق فكر الكاتبه مني جمال

رحله داخل أعماق فكر الكاتبه مني جمال

كعادة موقعنا نهتم بالشباب المصري المجتهد ونبرزه لكي يكون مثال واضح يحتذي بها   لباقي الشباب المصري الذي يتطلع إلي الارتقاء بنفسه لينفع نفسه والمجتمع حوله حديثنا اليوم مع كاتبه

أجرت الحوار/  مروة جمال

ألتقيت مع الكاتبه الجميله مني جمال وسألتها لكي ادخل داخل أعماق فكرها

1. حدثني عن سيرتك الذاتية؟ كيف كانت البداية معك في مجال الكتابة؟

مرحباً، أنا منى جمال. إنسانة بسيطة، لكن قلبي لم يكن بسيطٌ أبدا ؛ فقلبي أكبر مني يتسع لكل ما هو نقي ونادر؛ قلبٌ ممتليء بالفضول الكبير والتساؤلات اللا متناهيه ؛بدأت رحلتي مع الكتابة منذ سن الثالثة عشرة، حين وجدت في القلم رفيقاً يعوّضني عن صمت داخلي وغربة شعرت بها وسط الزحام؛ فأصبحت أدون كل مايراودني . لم تكن لي صداقات كثيرة، لذا أصبحت الصفحات عالمي الأوفى.

القراءة كانت عشقي الأول، ربما لأنها ميراث جيني ونفسي و نبيل من والدي، الرجل الذي كان وما يزال بطلي وداعمي الأول. كنت أتسلل إلى مكتبته بشغف الطفلة وفضول الكاتبة التي لم تولد بعد؛ ولا أنكر كم أفسدت كتب بدافع فضول طفلة صغيرة ؛

وهكذا نضجت البدايات حتى جاءت لحظة إصدار أول كتبي “تاء مكسورة ةِ “، الذي ترددت كثيراً في نشره، لولا دفعة الأمان التي منحني إياها أبي. ثم توالت الخطوات، وصدر لي رواية “مارونيت بخيوط الواقع” عن دار فصحى، والتي تمثل مرحلة أعمق وأكثر نضجاً في تجربتي.

2. ما الصفات التي يجب أن يتحلى بها الكاتب الناجح برأيك؟

الكاتب الناجح ليس مجرد ناقل كلمات، بل هو كائن حساس يرى ما لا يُرى، ويشعر بما لا يُقال. يحتاج إلى قلبين؛ أحدهما يلتقط نبض العالم، والآخر يزن المعنى بعقلٍ متأمل. لكن ما لا يقل أهمية عن الحس والذكاء هو الصدق—الصدق مع ذاته أولًا، لأن القلم لا يمكنه أن يخدع طويلاً.

الكتابة مسؤولية قبل أن تكون موهبة، وهي فعل تأثير لا استعراض. على الكاتب أن يدرك أن كلماته ليست مجرد حروف، بل أدوات تشكيل، قد تترك أثرًا في فكر قارئ، أو تغير اتجاه روح. لذلك، أؤمن أن الكاتب يجب أن يكون أمينًا، لا يكتب إلا عن قناعة، حتى في خياله، يجب أن يتنفس صدقًا.

أنا لا أؤمن بالكتابة التي تُملِي على القارئ كيف يفكر أو يشعر، بل أفضل تلك التي تشاركه الفكرة، وتفتح له باب التأمل. لا أحبذ الانقياد الأعمى، ولا تصفيق القطيع لمجرد الاسم أو الانتماء. فالكاتب، مهما بلغ، ليس معصومًا عن الخطأ، والنص الجيد لا يقاس بشهرة صاحبه، بل بقدرته على إحداث صدى في العقل والوجدان.

أما عن الشهرة والربح، فهي أشياء ثانوية، لا تعني شيئًا إن خلت من أثر. أنا لا أكتب لأُخلّد اسمي، بل لأترك فكرة حيّة، قادرة على أن تُلهم أو توقظ أو تعيد ترتيب الفوضى داخل إنسان.

3. هل وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا عامل مساعد للمبدعين؟

نعم، ولكن بوعي. فالتكنولوجيا كالسيف، لا تملك نفعها أو ضررها إلا بيد من يستخدمها. وسائل التواصل منحت المبدعين فرصة الانتشار والتفاعل بشكل غير مسبوق، لكنها في الوقت ذاته، جعلت الساحة مزدحمة بالضجيج والادعاء.

مع بروز ظواهر مثل “البوك توكر”، باتت بعض الأعمال تُروّج بسطحية، وتُمنح صفات لا تستحقها تحت لافتة الجذب والإثارة، بينما تغيب الأمانة في التقييم. هذا لا ينفي وجود تجارب حقيقية وجادة، لكنه يفرض على المتلقي أن يكون أكثر وعيًا، وأقل انبهارًا.

وفي المقابل، لا يمكن إنكار أن هذه الوسائل ساعدت كثيرًا في كسر العزلة، وفتحت آفاقًا جديدة للتعبير والتواصل، لكنها تشبه ساحة معركة ناعمة، لا يكفي أن تصرخ فيها لتُسمع، بل عليك أن تكون صادقًا، مختلفًا، ومؤمنًا بما تقدم.

5. أيهما أكثر تأثيرًا: القصة أم الرواية؟

هذا السؤال يشبه أن تسأل: أيهما أعمق… البحر أم النهر؟ وكلاهما ماء، وكلاهما حياة، لكن أحدهما يُبهر، والآخر يحتضن بتأنٍ. القصة تشبه وميض البرق، لحظة ضوء خاطفة، قد لا تطول، لكنها تكشف ما كان مستترًا في العتمة. هي لحظة انكشاف، صاعقة، تترك أثرًا سريعًا ومركزًا، وقد تختزل في سطور قليلة ما تعجز عنه صفحات طويلة.

أما الرواية، فهي شروق يتسلل برفق، لا يُفاجئ، لكنه يحتضن العالم بتفاصيله، يتدرّج بك من ظلمة لظلمة أقل، حتى تكتمل الرؤية. الرواية لا تكتفي بتقديم الحقيقة، بل ترافقك إلى أن تفهمها، تُنضجك معها، وتمنحك وقتًا لتتأمل، وتعيد ترتيب داخلك.

الفرق ليس في القيمة، بل في الطبع والغاية. القصة لحظة مكثفة من الوعي، كأن الزمن فيها يختزل نفسه ليقول كل شيء دفعة واحدة. بينما الرواية تفتح مسارًا طويلًا، تمنحك حق التورط، والتعلق، والانفصال التدريجي.

التأثير ليس في النوع، بل في الصدق. قد تغيّرك قصة، وقد تخلّصك رواية. لكن المؤكد أن كليهما—إن كُتب بإخلاص—يملك القدرة على أن يوقظ شيئًا خافتًا في روحك، ويمنحك مرآة ترى فيها ما لم تكن تعرف أنك تحمله.

6.هل تفضلين الكتابة في موضوعات معينة أم تعتبرين نفسك متنوعة في اهتماماتك؟

“أنا لا أحب حصر نفسي في نوع معين من المواضيع، لأن الكتابة بالنسبة لي وسيلة لفهم الحياة والتعبير عنها. أكتب في كل ما يلمسني أو يحرك داخلي تساؤلًا أو شعورًا حقيقيًا. أحيانًا أكتب عن الألم، لأنني رأيته في موقف عابر، وأحيانًا عن الحب، لأن جملة في كتاب أثارت فيّ شيئًا عميقًا.

الموضوع لا يهم بقدر ما تهم الفكرة ، والمغزى الذي يمكن أن يصل للآخرين. الكتابة عندي ليست اختيار موضوع، بل استجابة لنداء داخلي لا أستطيع تجاهله.

في النهاية، الكتابة هي محاولة لإبراز ما لا يمكن قوله بكلمات عادية، هي رحلة تبحث عن الإجابة في كل لحظة وتعيش في قلب كل فكرة.”

 

أيه الأعمال الا شركت بيها فى معرض الكتاب وياترى فى عمل جديد؟تشرفتُ بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 من خلال عملين صدرا عن دار فصحى للنشر والتوزيع.

الأول كان “تاء مكسورة”، كتاب خواطر نثرية حمل شيئًا من الروح وشيئًا من وجع الكلمات.شاركت به فعليا منفرداً ،

أما الثاني، فهي روايتي الأحدث “ماريونيت بخيوط الواقع”، والتي حاولت من خلالها أن أسرد صراعات الإنسان بين ما يُراد له وما يريده حقًا.

 

وفي الوقت الراهن، أعمل على عملين أدبيين جديدين؛

أولهما “مرثية قديسة”، وهي ملحمة تسير بخُطى واثقة نحو النور، ومن المنتظر صدورها قريبًا بإذن الله.

أما العمل الثاني، فلا يزال في طور التشكل، وقد تقرر أن يرى النور في معرض الكتاب القادم، إذا شاء الله واكتملت فصوله كما أرتضي لها أن تكون.

فى نهاية الحوار نشكر سيادتكم على اتاحة الفرصة لنا للتعرف عليكم

 

رحله داخل أعماق فكر الكاتبه مني جمال

 

أحمد حمدي

نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى