“الطريقة المصرية” السيسي يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد
“الطريقة المصرية” السيسي يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد
بقلم/ المستشار جمال أبوالخير.
عضو اتحاد شباب المصريين بالخارج.
وقف العالم منبهراً أمام الاستقبال الأسطوري للزعيم القائد عبدالفتاح السيسي خلال جولته الأخيرة لبعض الدول الخليجية على المستويين الرسمي والشعبي،
والذي يعكس كرم الضيافة وحفاوة الترحيب بالضيف الكبير إدراكا من الأشقاء بمكانة مصر وشعبها وأنها الشقيقة الكبرى للدول العربية وحصنها المنيع،
حيث أستهل جولته بالدوحة القطرية وانتهت بمحطتها الأخيرة في دولة الكويت في زيارة دولة يجرى خلالها مباحثات رسمية مع أخيه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ،
ولن نتحدث هنا عن الثمار والنتائج الكبيرة التي حققها الرئيس السيسي والتي انتهت بعدة صفقات في شتى المجالات التجارية والصناعية والاقتصادية لضخ حزمة استثمارية جديدة تبلغ 14 مليار دولار في محاولة منه لإنعاش الاقتصاد المصري
الذي يعاني من حر_ب اقتصادية شرسة بدأت منذ عدة سنوات بهدف اضعاف مصر وتركيعها للقبول بما يطلق عليه صفقة القرن في ظل صراعات إقليمية ودولية شديدة التعقيد قد تؤدي إلى إعادة رسم موازين القوى العالمية للسيطرة على الاقتصاد العالمي ومصادر الثروات والمياه حول العالم
ولم تعد الدول العربية بمنأى عن هذا الصراع وتلك المخططات التي تستهدف تفكيكها وإسقاطها من الداخل بأيدي شعوبها دون مواجهات عسكرية،
وأصبح اللعب فيها على المكشوف بدعم صهيو أمريكي لامحدود من خلال اذرعها ووكلائها في المنطقة لاستكمال تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد بالتقسيم واسقاط الجيوش في العراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين وليبيا والسودان والصومال وأثيوبيا ،
واطلاق العنان للكيان الصهيو_ني لاحتلا-ل الأراضي العربية وهو ما تؤكده تحركات قوات الاحتلال الإسر_ائيلي على الأرض مستغلة احداث 7 أكتوبر وما يتعرض له المدنيين في قطاع غز_ة من حر_ب إبادة وعدو_ان وحشي مستمر بهدف تهجير الشعب الفلسطيني والقضاء على القضية الفلسطينية،
ومحاولة فرض حصار اقتصادي شديد على مصر من جميع الاتجاهات شمالا في البحر المتوسط وشرقا وغربا وجنوبا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ،
إلا أن تلك المحاولات والتحركات الاستعمارية التي يريد الكيان الإسر-ائيلي فرضها بالقوة على أرض الواقع في منطقة الشرق الأوسط قد تحطمت على صخرة الإرادة المصرية وذهبت ادراج الرياح،
حيث استطاع الزعيم عبدالفتاح السيسي أن يصفع الكيان الصهيو_ني وحول الدفة نحو مسارها الصحيح بعد ان جنحت السفينة بالأمة العربية الى طريق التقسيم والتفتيت وسعى السيسي بخطوات ثابتة لإعادة الوضع إلى ما قبل 7 أكتوبر
ففي الوقت الذي أعلنت فيه إسرا_ئيل وأمريكا سعيهم لتفريغ قطاع غزة من سكانه وأعلن تر_امب نيته عن تحويل قطاع غز_ة الى منتجع سياحي مملوك له أعلن السيسي أمام العالم أن التهجير بالنسبة لمصر خط أحمر ولن يسمح بتهديد أمنها القومي متحديا بذلك الهيمنة الأمريكية والغطرسة الإسرا_ئيلية،
وهو ما قد ينذر بحدوث صدام عسكر_ي بين الجيش المصري وعصابات الكيان الإسرا_ئيلي بدعم امريكي وفقا لتقديرات الخبراء العسكريين لاسيما بعد تحريك أمريكا لنصف قواتها البحرية ولأول مرة منذ الحر_ب العالمية الثانية تجاه الشرق الأوسط،
لم ولم يكتف الزعيم السيسي بذلك بل إنه رفض دعوة البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي ترامب وهو ما اعتبره الكونجرس الأمريكي إهانة لرئيس أكبر دولة عظمى في العالم
وكان للدبلوماسية المصرية صولات وجولات انطلاقا من قناعتها بأن ما لم يتحقق بالحر_ب يتحقق بالمفاوضات وأن مالم يتحقق من داخل غز_ة يتحقق من خارجها واتبعت نهجا سياسيا واضحا لعزل إسرا_ئيل ومن خلفها عن العالم فتحول الدعم الأوروبي لإسرا_ئيل الى سخط واستنكار بعد الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي ماكرون اكبر زعماء أوروبا،
حيث يتمتع بعلاقات وتأثير قوى لدى دول أوروبا ولم تنتهي زيارته للرئيس لمصر حتى تحول الموقف الفرنسي بإعلان الموافقة على المقترح المصري ورفضه لتهجير المدنيين من قطاع غز_ة
ونية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر يوليو القادم وهو ما يعد صفعة للسياسة الأمريكية والكيان الصهيو_ني بفقد الدعم الأوروبي لبلادهم
ولم تقتصر جهود مصر على توحيد الصف العربي تجاه القضية الفلسطينة من خلال الجولة الخليجية للرئيس السيسي في قطر ثم الكويت في ظل تطابق مواقف قيادتي البلدين الشقيقين لدعم الخطة المصرية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النا_ر وإعادة إعمار قطاع غز_ة ،
بل استمرت تلك الجهود لعزل إسرا_ئيل دوليا فلم يمضي 72 ساعة على اعلان الرئيس الأندونيسي استعداد بلاده استقبال الفلسطينيين المهجرين من قطاع غز_ة حتى تراجع عن ذلك الموقف خلال زيارته للقاهرة وأعلن رفض بلاده لتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه وبذلك تلقت إسرا_ئيل وامريكا صفعة أخرى زادت من عزلتها الخارجية
ومع تلقي الكيان الصهيو_ني العديد من الضربات ومن خلفه أمريكا ما أدي لتراجع الدعم الأمريكي اللامحدود وظهر ذلك خلال الزيارة الأخيرة لنتنياهو في أمريكا حيث تم الغاء المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب الذي أبلغ رئيس وزراء الكيان الصهيو_ني انه يتعين على إسرا_ئيل انهاء الحر_ب في غز_ه وإيقاف التمدد في سوريا ثم تبعه قرار إغلاق القواعد الامريكية في سوريا والاحتفاظ بقوات رمزية لا تتعدى (500) جندي امريكي وهو ما يؤكد سحب البساط من تحت اقدام إسرائيل في الملف الفلسطيني
كما ان اتجاه مصر نحو العملاق الصيني كقوة عسكر_ية واقتصادية كبرى وإعلان عزمها القيام بمناورات جوية مشتركة للمرة الأولى بداية من منتصف شهر ابريل الجاري يعكس قوية للعالم اجمع أن الزعيم السيسي لن يتراجع عن تنويع القدرات العسكر_ية المصرية لاسيما مع امتلاكها لمنظومة الدفاع الجوي الصيني المتطور HQ-9B
والذي يعد من اقوى أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في العالم الذي يمكنه حمل ثمانية صوار_يخ في ذات الوقت ويصل مداه الى ثلاثمائة كيلو متر وهو ما اثار الرعب للكيان الصهيوني بحسب الصحف العبر_ية
وفي ذات الوقت قيام القو_ات البحر_ية المصرية بإجراء مناورات مشتركة مع البحرية الروسية لذا فإن التلويح باستخدام القوة الغاشمة تارة واستخدام القوة الناعمة تارة أخرى تعد رسائل واضحة لكل من تسول له نفسه المساس بحدود مصر وأمنها وأن عيونها الساهرة على أمن الوطن والمواطنين تدرك كل تلك المخاطر وتتعامل معها في وقت واحد دون تهاون ولن تقبل بفرض سياسة الأمر الواقع .
وخلاصة القول فإن مصر بحكم مكانتها وقدراتها تمتلك الكثير من الأوراق التي تمكنها من تغيير قواعد اللعبة في محيطها الإقليمي والدولي ،
وسوف يسجل التاريخ أن مصر خلف زعيمها القائد البطل عبدالفتاح السيسي حال دون تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ، وقضى على آخر ما تبقى من أحلامهم في شرق أوسطهم الجديد ، وسوف يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد على الطريقة المصرية ، وسوف تقود العالم إلى السلام .
“الطريقة المصرية” السيسي يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد