مقالات ووجهات نظر

شخص متاح بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

د ثناء العمددة

 

هل تسألت يوماً عن …
أهمية الإنسان المتاح في حياتنا؟!

في خضم صخب الحياة اليومية، وتزايد وتيرة التكنولوجيا الرقمية، قد نغفل عن كنز حقيقي يحيط بنا: الإنسان المتاح. هذا الشخص، الذي يمنحنا وقته واهتمامه دون قيد أو شرط، يمثل دعامة أساسية في نسيج حياتنا الاجتماعية والعاطفية.

إن وجود شخص متاح في حياتنا يعني وجود أذن صاغية وقلب متفهم. هو الشخص الذي نستطيع اللجوء إليه في لحظات الفرح والضيق، الذي يشاركنا انتصاراتنا ويخفف عنا أحزاننا. لا يقتصر الأمر على مجرد التواجد الجسدي، بل يتعداه إلى الاستعداد النفسي والعاطفي لتقديم الدعم والمساندة.

تتجلى أهمية الإنسان المتاح في جوانب عديدة من حياتنا. فعلى الصعيد العاطفي، يمنحنا شعورًا بالأمان والاحتواء، ويقلل من الإحساس بالوحدة والعزلة. إن مجرد معرفتنا بوجود شخص يهتم لأمرنا ويستمع إلينا، يمكن أن يكون له تأثير مهدئ وقوي على صحتنا النفسية.

أما على الصعيد العملي، فإن الإنسان المتاح يمكن أن يقدم لنا يد العون في أوقات الحاجة، سواء كان ذلك بتقديم نصيحة قيمة، أو مساعدة في إنجاز مهمة ما، أو حتى مجرد توفير بعض الوقت والجهد. هذه المساعدة، مهما بدت بسيطة، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في قدرتنا على تجاوز التحديات وتحقيق أهدافنا.

علاوة على ذلك، يلعب الإنسان المتاح دورًا هامًا في تعزيز النمو الشخصي. من خلال تفاعلاتنا معه، نتعلم قيمًا مثل التعاطف والكرم والإيثار. كما أنه يوفر لنا مرآة تعكس جوانب من شخصيتنا قد لا نكون واعين بها، مما يساعدنا على فهم أنفسنا بشكل أفضل والتطور نحو الأفضل.

في عالم يسوده الانشغال والمادية، يصبح الإنسان المتاح عملة نادرة وثمينة. لذا، من واجبنا أن نقدر هؤلاء الأشخاص في حياتنا، وأن نرد لهم هذا العطاء بالاهتمام والتقدير المتبادل.

يقول النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

إن بناء والحفاظ على علاقات صحية وقوية مع الأشخاص المتاحين يثري حياتنا ويجعلنا أكثر قدرة على مواجهة تقلبات الزمن.
فلنتذكر دائمًا أن أغلى ما نملكه ليس الأشياء المادية فقط، بل أيضاً العلاقات الإنسانية الصادقة والدعم غير المشروط الذي نتلقاه من الأشخاص المتاحين في حياتنا. وذلك لأن هؤلاء هم السند الحقيقي الذي نستند إليه في رحلة الحياة.
دمتم بخير فى صحبة من تحبون.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading