
شم النسيم من عبق الحضارة الفرعونية إلى العصر الحديث
شم النسيم من عبق الحضارة الفرعونية إلى العصر الحديث يُعد شم النسيم من أقدم الأعياد التي عرفها الإنسان حيث يرجع تاريخه إلى أكثر من 4500 عام إلى أيام الفراعنة القدماء كان المصريون القدماء يحتفلون به في اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار في بداية فصل الربيع وقد سُجّل في البرديات الفرعونية باسم “عيد شمو” والذي يعني بعث الحياة حيث كان يمثل بداية جديدة للطبيعة بعد برد الشتاء.البيض الملوّن رمز الحياة والخلق كان المصريون يقدسون البيض كرمز للخلق والبعث إذ كانت إحدى معتقداتهم أن العالم خُلق من بيضة. لذا كانوا يقومون بتلوين البيض بألوان طبيعية مستخرجة من النباتات ويكتبون عليه الأمنيات والدعوات. وقد استمرت هذه العادة حتى اليوم حيث يقوم الأطفال والكبار بتلوين البيض بألوان زاهية تعكس فرحتهم بالربيع.
الخبز المخصوص من المخابز المقدسة إلى موائد المصريين كان الفراعنة يخبزون أنواعًا خاصة من الخبز في هذا اليوم، تُصنع على هيئة قرص الشمس في إشارة لتقديسهم لها وكانت بعض أنواع هذا الخبز تُحشى بالتمر أو تُنكّه بالعسل هذه العادة تطورت عبر الزمن لتشمل أنواعًا مختلفة من المخبوزات التي تعدّ خصيصًا للاحتفال وإن لم تعد مرتبطة بشكل مباشر بالرموز الدينية القديمة لكنها بقيت حاضرة في الطقوس الاحتفالية.
الفسيخ والأسماك المملحة من طقوس التطهير إلى تقاليد المائدة تُعتبر عادة تناول الفسيخ والأسماك المملحة من أبرز طقوس شم النسيم وهي أيضًا تعود للعصر الفرعوني. فقد كان المصريون القدماء يقدسون النيل وما يخرجه من خيرات
وكانوا يعتبرون تمليح السمك وسيلة للحفاظ عليه. وربما كان تناول هذه الأسماك رمزًا للتطهير أو لتخزين البركة ومع مرور الزمن أصبحت هذه العادة جزءًا لا يتجزأ من تقاليد شم النسيم رغم التحذيرات الطبية التي تصاحبها أحيانًا.
التحول عبر العصور
على مر القرون اندمج شم النسيم مع الثقافات والأديان المختلفة فأصبح يحتفل به المصريون من مختلف الديانات وتحوّلت بعض الطقوس إلى ممارسات اجتماعية خالصة مثل التنزه في الحدائق وتبادل الأطعمة المميزة واللعب بالبيض الملون دون الارتباط بالمعتقدات الأصلية.
ورغم التغيرات التي طرأت على شكل الاحتفال إلا أن روح شم النسيم بقيت كما هي عيد للفرح للربيع وللأمل ببداية جديدة.