
في عالم يموج بالصراعات والتحديات، يظل صاحب القلب السليم نموذجًا نادرًا ومضيئًا للإنسانية في أرقى صورها. فصاحب القلب السليم هو الذي لا يعرف للغل طريقًا، ولا يسمح للحقد أن يسكن صدره، ولا يحمل في نفسه ضغينة أو حسدًا تجاه أحد. إنه شخص يسعى للخير للناس جميعًا، ويتمنى السعادة لغيره كما يتمناها لنفسه.
تُجمع الفطرة السليمة والأديان السماوية على تمجيد نقاء القلب، لما له من أثر عظيم في بناء مجتمعات يسودها الحب والسلام. فالقلب السليم لا يؤذي، ولا يظلم، ولا يفرح بمصيبة أحد، بل يعيش في طمأنينة داخلية، ويُشيع من حوله الطمأنينة والراحة.
وقد وصف القرآن الكريم القلب السليم بأنه القلب الذي يلقى به العبد ربه خاليًا من الشرك والحقد والحسد، قال الله تعالى:
“يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم” [سورة الشعراء: 88-89].
صاحب القلب السليم يدرك أن الحقد لا يضر إلا صاحبه، وأن الغل ينهك الروح قبل أن يمس الآخرين. لذا، يعيش متحررًا من أثقال الضغائن، يملأه الصفاء، ويتعامل مع الآخرين برحمة ورفق، دون انتظار مقابل أو مصلحة.
إن انتشار القلوب السليمة بين الناس يعني مجتمعات أكثر ترابطًا وسلامًا، خالية من الكراهية والانتقام، تُبنى على أسس من التسامح والتعاون الصادق. فصاحب القلب السليم لا ينتصر لنفسه، بل ينتصر للقيم والمبادئ التي تؤمن بأن العفو والتغافل سبيل إلى رفعة النفس وسموها.
ختامًا، فإن السعي إلى امتلاك قلب سليم ليس خيارًا رفاهيًا، بل هو ضرورة إنسانية وأخلاقية، تسهم في سلام الفرد وسعادة المجتمع. ومن امتلك قلبًا سليمًا، امتلك سعادة الدنيا ونال رضا الله في الآخرة.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.