مقالات ووجهات نظر

إذا لم تسمع طبول الحرب فأنت أصم 

بقلم/ أحمد الجرف

إذا لم تسمع طبول الحرب فأنت أصم إذا لم تسمع طبول الحرب فأنت أصم 

إذا لم تسمع طبول الحرب فأنت أصم 

كانت تلك الكلمات لعراب السياسة الأمريكية هنرى كيسينجر عام 2012 حين سئل عن المستقبل القريب والاحداث المستقبلية المتوقعه .

لم تكن تلك العبارة مبنية على وجهه نظر شخصية متشائمة وإنما على قراءة مستنيرة للواقع العالمى .

بدأت تلك الحرب فعلياً منذ غزو العراق بتاريخ 17 يناير 1991 (عملية عاصفة الصحراء ) وهى حرب قادتها الولايات المتحده الأمريكية مع أكثر من 34 دولة بمباركة وتأيد المجتمع الدولى وقرار مجلس الأمن

بإطلاق عملية عسكرية دولية لتحرير الكويت وهى تلك الحرب التى سبقت مباشرة إنزال العلم الاحمر عن مبنى الكريملين والإعلان عن إنهيار الإتحاد السوفيتى .

لم يكم هذا السقوط المروع مفاجئة بل كان نتيجه لترتيب أمريكى مسبق وبتعاون مخابراتى وتعاون الداخل الروسي العميل مع الجانب الامريكى المستفيد من هذا السقوط .

كان هذا اليوم هو يوم جلوس الولايات المتحده الامريكية على العرش منفردة كقوة عظمى وحيدة بدون منافس كبير للهيمنه الامريكية .

بدأ التخطيط الامريكى منذ تلك الحرب بتواجد أزرعه العسكرية فى العالم فى شكل قواعد عسكرية فى خطوة سابقة للسيطرة بالقوة

حيث تواجدت القوى العسكرية بأسباب مصطنعة للتواجد فى أماكن النفط والمنافذ البحرية والممرات التجارية فى العالم لفرض الهيمنه العسكرية الامريكية .

أدرك العالم الأوربي الخطر بالتعامل مع قوة عسكرية إقتصادية منفردة فأسرع الخطى فى الاعلان عن قيام الاتحاد الاوروبي فى محاولة للتكتل لحماية المصالح الأوروبية

فأعلن قيام الاتحاد الاوروبي بناء عللى إتفاقية معروفة بإسم معاهدة ماسخريت الموقعه عام 1992 رغم وجود تلك الافكار من خمسينيات القرن الماضى .

كان من اهم مبادئ الإتحاد الاوروبي نقل صلاحيات الدول القومية الاوروبية الى المؤسسات الدولية الاوروبية .

بينما كان التنين الصينى ينمو فى هدوء ويتطور داخلياً فى محاولة للتواجد فى الاعصاب والمفاصل التجارية الدولية فى الصناعات الصغيرة

والتى وصلت كل بيت فى العالم مقدمة البديل البسيط للمنتجات رخيصة الثمن نتيجة الايدى العاملة الرخيصة والمدربة فى آن واحد .

على الجانب الاخر بدأت روسيا الاتحادية فى محاولة لم الشمل للجمهوريات الروسية القديمة على أنقاض الإتحاد السوفيتى وبدأت فى محاولة الظهور من جديد كقوى مؤثرة فى العالم

نتيجة لسياسات القيصر الروسي بوتين الذى أدرك عوامل القوى وإستطاع أن يلملم الشمل بل ويصبح مؤثراً من جديد .

بدت السياسة الامريكية تتطلع لإضعاف المنافسين الجدد قبل تحولهم لمنافس كبير ( الصين – روسيا – الاتحاد الاوربي) .

حاولت الولايات المتحدة إيجاد الزرائع لإضعاف التنين الصينى من خلال التحكم فى الطرق والمنافذ البحرية من خلال فرض السياسات بالتواجد العسكري البحري فى جميع المنافذ والطرق البرية .

بينما سعت لإضعاف روسيا من خلال توريطها فى حروب متعدده فى شبه جزيرة القرم وفرض العقوبات الدولية لكبح جماح عودتها للساحة الدولية كمنافس .

غير أن طموح هذا القوى لم يتوقف بل وإنتصرت روسيا وضمت اليها شبه جزيرة القرم . وعززت من قدرتها الدولية .بينما سعت الصين للتحرر من القيود التجارية الامريكية

وأعلنت خطتها التجاريه الجديدة المسماه بالحزام والطريق فى عام 2017 . والتى تسعى لتعزيز البنية التحتية المادية من خلال الممرات البرية التى تعادل تقريبا طريق الحريرالقديم .

فى محاولة لتقليل تأثير سيطرة الولايات المتحده الامريكية على طرق التجارة والمنافذ البحرية .

فى نفس التوقيت فإن الصناعات الاوروبية بدأت فى التعافى وذاد التعاون الاوروبى الافريقى والاوروبي الاسيوى مما شكل ضغطاً على الولايات المتحدة .

قررت الولايات المتحده الدفع بنسق جديد للحرب يتلخص فى ضرب القوى المنافسة بعضها ببعض فى محاولة لإنهاك الجميع لصالح بقائها كقوة بلا منافس قوى .

فى محاولة للنيل من سيادة روسيا حركت مطالب أوكرانيا للإنضمام للاتحاد الاوروبي بل والتخطيط لوضع أسلحة أوروبية فى أوكرانيا

لتهديد روسيا الامر الذى رفضته روسيا وأصرت عليه بل وأنكرته اوكرانيا مما ادى فى النهاية الى قيام روسيا بشن عملية عسكرية ضد الاراضى الأوكرانية لتامين الدولة .

ونتيجة لتلك الحرب إستنفرت الولايات المتحدة الاتحاد الاوروبى للوقوف مع أوكرانيا ضد الخطر الروسي مما أدى الى تورط الاتحاد الاوروبي فى النهاية فى حرب

لم يجنى منها حتى الان الا الانهاك العسكرى والاقتصادى وبذلك نجحت الولايات المتحده فى تاخير تطور ونمو الدولتين الى حد كبير ولو بشكل مؤقت .

وفى نهاية الحرب ستنتهى بإنتصار روسيا المنهكة على أوكرانيا المخدوعة باحلام الانضمام للاتحاد الاوروبي المنهك أيضا .

بينما شنت الولايات المتحدة فى الشهر الماضى حملة موجهه الى الصين لمحاولة عرقلة حركتها التجارية من خلال رفع الضرائب بشكل غريب على المنتجات الصينية فى الاراضى الامريكية .

أيضا حركت الولايات المتحدة زراعها الاقليمى للقيام بعملية عسكرية للسيطرة على قطاع غزة لتحويلة الى اكبر منطقة لوجسيتية على ساحل البحر المتوسط ولو على حساب هؤلاء البؤساء أصحاب الارض .

كل تلك الخطوات الممنهجة سبقها تمهيد الارض فى مكان الحرب القادمة من خلال الثورات المحلية ( ما يسمى بثورات الربيع العربي ) عام 2011 المدفوعه

لتمهيد الارض لغياب القوميات على تلك الارض لتكون فقط ساحة للحرب دون تاثر . مجرد أرض او مصادر للطاقة أو منافذ بحرية بلا سيادة .

لم يتبقى غير إعلان الوجهه القبيح للحرب وذلك باستخدام القوى العسكرية المباشرة والتى اعتقد بالفعل انها قد بدأت بتحطيم أزرع ايران فى جميع الدول

ثم سيكون ضرب إيران مباشرة الامر الذى سيكون شرارة البدء فى تلك الحرب والتى أظنها لا تبقى ولا تزر . 

فى الحلم الامريكى ستدخل الدول المنهكه إقتصاديا وعسكريا حربا ضروساً مع قوى تسيطر على المنافذ والطرق ومصادر الطاقة وأسلحة لم يعرف العالم لها مثيلاً والمنتشرة حول العالم .

أعلم ان الجميع يستمع الى صوت الحرب العالمية الثالثة فى تغافل أو خوف أو تردد لكن للاسف انها الواقع القادم لا محالة .

إن الدول المنفردة لن يكون لها فرصه فى النجاه الامل الوحيد يكمن فى الاتحاد السريع لابناء اللغه الواحدة والدين الواحد والتاريخ الواحد والمستقبل الواحد غير أن هذا الامل يضعف كل يوم .

آن لجميع الدول العربية أن تقف مع مصر رؤية وقراراً لكى يكتب لنا النجاة جميعا فى حرب قادمة لن ترحم أحدا ولن تعير إهتماماً الا للقوى .

حفظ الله مصر سيدة الاقدار و الكبيرة إذا ما جدت المهام الجسام ولكم فى تاريخها ما يقرأ فهى قاهرة التتار والصليبيون و…وهى حصن الامة وعمود الخيمة وقلب العروبة النابض .حفظ الله مصر وحفظ بها العرب .

 

إذا لم تسمع طبول الحرب فأنت أصم 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى