
وداعًا محلات ملك حفني.. وأهلاً بمحور ملك حفني الجديد أسفل مترو الإسكندرية العلوي كتب مينا فايز
وداعًا محلات ملك حفني.. وأهلاً بمحور ملك حفني الجديد
في لحظة تختلط فيها مشاعر الحنين بالأمل، تودّع الإسكندرية اليوم معلمًا شعبيًا طالما كان شاهدًا على تفاصيل حياة آلاف السكندريين:محلات ملك حفني.
تلك البقعة الحيوية التي لطالما نبضت بالحركة والتجارة أصبحت الآن مسرحًا لمشروع تنموي ضخم يفتح أفقًا جديدًا للنقل والحركة داخل المدينة الساحلية العريقة.
فمع انطلاق العمل في مشروع مترو الإسكندرية العلوي، جاء القرار بإزالة المحلات المقامة على طول محور ملك حفني، لإفساح المجال لإنشاء محور مروري حديث يربط شرق المدينة بغربها تحت مسار المترو الجديد.
هذا المشروع يأتي ضمن خطة طموحة لتحسين السيولة المرورية، وتقليل زمن الرحلات اليومية، وتعزيز التنمية العمرانية في مناطق كانت تعاني من الازدحام الشديد.
وبينما يشعر البعض بالحزن على فقدان جزء من ذاكرة المكان، يرى آخرون أن التغيير كان ضروريًا لمواكبة متطلبات العصر وتخفيف معاناة التنقل اليومية.
وقد تعالت أصوات أصحاب المحلات المتأثرة الذي يريدون الحصول تعويضات مناسبة أو تسكينهم في أماكن بديلة،
لضمان عدم تضرر مصالحهم الاقتصادية لكن حتي الآن لا يوجد خبر مؤكد من عدمه بوجود تعويضات حيث أن هذه المحلات كانت بنظام حق الانتفاع والذي من شاءن الدولة أن تسترد هذه الأماكن في اي وقت حسب المنفعة العامة.
محور ملك حفني الجديد لن يكون مجرد طريق عادي، بل سيشكل شريانًا حيويًا تحت مترو الإسكندرية العلوي،
مصممًا وفق أعلى المعايير الهندسية ليخدم أحياء سيدي بشر والعصافرة والمنتزه بشكل مباشر. ومن المتوقع أن يسهم المحور في تقليل زمن العبور من شرق الإسكندرية إلى وسطها بنسبة قد تصل إلى 40%.
وبين الوداع والبدايات الجديدة، تسطر الإسكندرية اليوم فصلًا جديدًا في تاريخها، حيث تفسح الذاكرة المجال لطموحات المستقبل، وتثبت من جديد أنها مدينة تعرف كيف تجمع بين الأصالة والتطور.