
مصطفى درويش.. فنان الخير والقلوب الطيبة
تحل اليوم، 1 مايو 2025، الذكرى الثانية لوفاة الفنان الشاب مصطفى درويش، الذي ترك بصمة فنية وإنسانية نادرة، رغم مسيرته الفنية القصيرة نسبيًا. لم يكن مجرد ممثل موهوب، بل كان أيضًا إنسانًا صاحب قلب كبير، يسعى لفعل الخير في الخفاء، ويترك أثرًا طيبًا في قلوب كل من تعامل معه مصطفى درويش.. فنان الخير والقلوب الطيبة
البداية غير المتوقعة: من ضابط شرطة إلى نجم
درامي وُلد مصطفى درويش في 11 يناير 1980، ولم يكن التمثيل يومًا هدفه الأول، بل جاءته الفرصة صدفة عندما التقى بالمخرج خالد يوسف أثناء تصوير فيلم كف القمر عام 2011، فعرض عليه دور ضابط شرطة. لم يتردد درويش، وقرر خوض التجربة التي غيرت مجرى حياته.مصطفى درويش.. فنان الخير والقلوب الطيبة
مسيرة فنية قصيرة.. ولكن مؤثرة
وعلى مدار أكثر من 20 عملًا دراميًا، قدم مصطفى أدوارًا متنوعة تركت بصمة لدى الجمهور. أبرزها كان دور “فتحي” في مسلسل بـ100 وش، الذي جسّد فيه شخصية مدرب كمال أجسام بمزيج من الكوميديا والإنسانية، ما جعله أحد أبرز الشخصيات التي تعلق بها المشاهدون في رمضان 2020.

كما شارك في أعمال ناجحة مثل فوق مستوى الشبهات، نصيبي وقسمتك، خيانة عهد، سوتس بالعربي، وأخيرًا كامل العدد، حيث جسد دورًا إنسانيًا أثّر في جمهور العمل.
إنسان في صمت.. مصطفى درويش والعمل الخيري
بعيدًا عن الأضواء، كان درويش معروفًا بمساعدته للناس، لكن بهدوء لا يعرفه الكثيرون. نشرت عبير عبدالستار، إحدى المقربات منه، شهادات عن مشاركته في توفير وجبات للصائمين، وتوزيع الأدوية، وتقديم إعانات شهرية، وصولًا لشراء ملابس الأيتام والسماح لهم باختيارها بأنفسهم “عشان يفرحوا”.
كما روت واقعة إنسانية لطبيبه بمستشفى مصر القديمة، زاره فيها درويش فقط ليُدخل السرور على مريض لا يعرفه، تطبيقًا لحديث نبوي شريف. تلك التفاصيل كشفت عن روح نادرة، قلّما نجدها في الوسط الفني أو غيره.
لحظة الوداع.. منشور قصير ووفاة مفاجئة
رحل مصطفى درويش فجأة في 1 مايو 2023، بعد ساعات من تدوينة نشرها على “فيسبوك” قال فيها: “هل أنا الوحيد الذي لم يعد قادرًا على النوم؟”. منشور بسيط، لكنه ترك قلوب المتابعين تتساءل: هل كان يشعر باقتراب الرحيل؟
وتوفي نتيجة توقف مفاجئ في عضلة القلب عن عمر ناهز 43 عامًا، في لحظة صادمة لكل من عرفه أو تابع فنه.
ذكراه باقية.. في الأعمال والقلوب
حرص صُنّاع مسلسل كامل العدد في موسمه الثاني على تخليد ذكراه، عبر عرض صورته في عدة مشاهد. كما تتداول صفحاته على “فيسبوك” يوميًا منشورات من محبيه يروون فيها مواقفه الطيبة.
ويكفي أنه بعد وفاته، قال عنه زملاؤه في الوسط الفني: “مصطفى درويش لم يكن ممثلًا فقط، بل كان إنسانًا يسبق طيبته موهبته”.
ربما لم يمتلك مصطفى درويش عشرات البطولات المطلقة، ولم يُمنح الفرصة كاملة ليصبح نجم شباك، لكن ما فعله في سنوات قليلة، يكفي ليُخلَّد في قلوب الناس، كرمز للفن النظيف، والنية الطيبة، والضمير الحي مصطفى درويش.. فنان الخير والقلوب الطيبة
رحل مصطفى، لكن ذكراه لا تزال تنبض بالحياة..
مصطفى درويش.. فنان الخير والقلوب الطيبة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.