الأم نور البيت
الأم نور البيت
بقلم / بليغ بدوي
الأم نور البيت
إذا أردت أن تنسي الشيب تذكر أمك. عند عتبة الأم تشعر بالطفولة و تستعيد ذكريات مخبأة في ذهنك و الام هي الوحيدة التي تستطيع تقليب تلك الذكريات لتفور و تخرج إلي سطح عقلك لكي تري كل شيء بوضوح و كأنك تعيشها. الأم ملكة مملكتك فهي من ربت و سهرت و تابعت و عالجت و اهتمت. هي بئر أسرارك و طبيبة روحك. ابتسامتها لك تعني الرضي و مصدر سعادة لك. نظرة الغضب منها تعني الشقاء و عدم الراحة، فمن منا لم يزعجه حزن امه؟!
الأم نور البيت و ضياءه، فهي القنديل الذي لا يطفيء أبدا و مشعل النور الذي يرشد و يوجه، و هي نهر الحنان الذي بفيض ليغمر حياة الأبناء بالسعادة و الخير. هي الجندي و رجل الأمن الذي يحرس و عينه لا تغفل عن أمن صغارها. نعيش الأم حالة قلق دائمه علي أبنائها و هم صغار و تستكمل الرحلة و هم كبار أيضا، تنام و هي تفكر في أمنهم و أثناء نومها تحلم بهم و عندما تستيقظ تسرع للإطمئنان عليهم، تمسك بهاتفها و دقات قلبها تدق قبل رنين الهاتف، و إن تأخروا في الرد، يتسارع نبض قلبها و كأنه يريد أن يمزق صدرها، و تسرع و تطرق باب أبنائها لتطمئن عليهم.
إنها الأم يا سادة…..ما أعظمها! فهي من تملك الجنة تحت أقدامها، و هي مستودع المعاني الجميلة و طوق النجاة من مصائب الدهر. هي البلسم للجروح و بسمة الأمل، و هي الوطن في وقت المحن.،فحينما تنحني لتقبل يدها، و تسكب دموع ضعفك فوق صدرها، و تستجدي نظرات الرضا من عينيها، حينها فقط تشعر باكتمال رجولتك، فالرجولة فقط هي الشعور بقوة ضعفك أمام من ضحت براحتها من أجل راحتك انت فقط.
الأم نور البيت