فنفن ونجوم
أخر الأخبار

محمد عبد الوهاب.. موسيقار الأجيال الذي عبر الزمن

كتب/مريم مصطفى

في مثل هذا اليوم، الرابع من مايو، نُحيي الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، أحد أعمدة الموسيقى العربية الذي ترك بصمة خالدة في وجدان الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج،لم يكن عبد الوهاب مجرد موسيقي أو مطرب، بل كان حالة فنية استثنائية استطاعت أن تجاري مختلف الأجيال وتعبر الزمن بمرونة وابتكار، حتى لُقب عن جدارة بـ”موسيقار الأجيال”.محمد عبد الوهاب.. موسيقار الأجيال الذي عبر الزمن

النشأة والبدايات

وُلد محمد عبد الوهاب عام 1904 بحي باب الشعرية في القاهرة، في أسرة دينية حيث كان والده مؤذنًا، ما جعله يحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ومنذ طفولته، أبدى شغفًا بالغناء، وكان يهرب لحضور حفلات كبار المطربين مثل الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي،واجه رفضًا من أسرته لطموحه الفني، ما دفعه للغناء سرًا تحت اسم مستعار “محمد البغدادي” على مسارح بسيطة.

رحلة الصعود

بدأ عبد الوهاب الغناء في فرقة مسرحية بالحسين مقابل خمسة قروش، ثم انضم لفرقة عبد الرحمن رشدي بمقابل شهري. تبناه لاحقًا أمير الشعراء أحمد شوقي، وكان لذلك الدور الأبرز في انطلاقته الكبرى،و درس العود في نادي الموسيقى الشرقي على يد محمد القصبجي، ورافق سيد درويش في بعض أعماله، ما أكسبه خبرة وثقة في نفسه.

واستمرت مسيرته لأكثر من ستين عامًا، قدّم خلالها ألحانًا خالدة تجاوزت حدود الزمان. من أشهر أغانيه: “يا مسافر وحدك”، “جفنه علم الغزل”، “مضناك”، “كل ده كان ليه”، و”النهر الخالد”. تعاون مع عمالقة الطرب مثل أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وليلى مراد، ووردة، ونجاة، وفايزة أحمد، كما لحّن أبرز الأناشيد الوطنية مثل “وطني الأكبر” و”الجيل الصاعد”.

شارك عبد الوهاب في سبعة أفلام روائية أشهرها “يوم سعيد” و”رصاصة في القلب”، وكان أول من كتب له السيناريو الأديب توفيق الحكيم،ووضع الموسيقى التصويرية لعدة أفلام ومسلسلات مثل “دموع الحب”، “المستحيل”، و”محمد رسول الله”،وكان رائدًا في إدخال التوزيع الموسيقي الحديث إلى الأغنية العربية بالتعاون مع الموزع أندريا رايدر.

ونال العديد من الأوسمة والجوائز، منها لقب “الموسيقار العربي الأول” من مجمع اللغة العربية، و”الفنان العالمي” من جمعية المؤلفين في باريس، كما منحه الرئيس السادات رتبة لواء شرفية بعد توزيع النشيد الوطني “بلادي بلادي”.

وفي مساء 4 مايو 1991،توفي محمد عبد الوهاب إثر جلطة دماغية بعد سقوطه في منزله، وتم تشييعه في جنازة عسكرية مهيبة تقديرًا لمسيرته الاستثنائية.

رحل عبد الوهاب جسدًا، لكن ألحانه لا تزال تنبض بالحياة في قلوب عشاق الطرب الأصيل، فقد أسّس مدرسة فنية قائمة بذاتها، جمعت بين الأصالة والتجديد، لتظل موسيقاه أيقونة خالدة تتوارثها الأجيال.محمد عبد الوهاب.. موسيقار الأجيال الذي عبر الزمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى