مقالات ووجهات نظر

ضريبة الانفلات بين الشباب والفتيات

بقلم أ/ راندا حافظ

 

الحمد لله وكفى ، وصلاةً وسلاماً على نبيه الذى اصطفى ،
وبعد
لقد ظهرت فى الآونة الأخيرة فى مجتمعنا الذى يغلب عليه الطابع العربى و الإسلامى آفات أخلاقية بين الشباب والفتيات أدت بنا إلى إنتشار الفساد و الجريمة و ظهور الجرائم التى لم تكن فى الحسبان بل ولم تخطر على البال وقد لا يصدقها العقل أحياناً ،

ولا نخفى سراً فى أن نقول كل ذلك بسبب البعد عن الدين و التقليد الأعمى للثقافات الغربية والإنسياق ورائها دون إعمال العقل ، و دون رقابة من الوالدين أو عدم القدرة على السيطرة على أبنائهم وبدلاً من أن نأخد قدوتنا من ديننا و نبينا أصبحنا نأخذ قدوتنا من هؤلاء الذين ينشرون الإنحطاط الأخلاقى والبلطجة ونسينا قول ربنا سبحانه :{ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151)} (الأنعام ).

قال أبو جعفر فى تفسير تلك الآية : ولا تقربوا الظاهر من الأشياء المحرمة عليكم ، التي هي علانية بينكم لا تناكرون ركوبها ، والباطن منها الذي تأتونه سرا في خفاء لا تجاهرون به ، فإن كل ذلك حرام .

ومما نراه بين الشباب من الإنفلات قصات الشعر التى أشبه ماتكون بالكفار و ليس لها صورة جمالية بالمرة بل إن شئت قل إن شكلها مقزز ولكن الشباب سرعان ما يتجهون وراء التقليد دون إعمال العقل أو اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
حيث أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نهى عن القزع ” قال: قلت لنافع: ما القزع قال: يحلق بعض رأس الصبي ويترك البعض . والحكم في هذا شامل للصغير والكبير على السواء.

ونحن ندعى حب الله ورسوله ولكننا لا نتبع فكيف بمُحِب لا يتبع كلام محبوبه ، فواللهِ لو أحببناهم لإتبعناهم ، فالله سبحانه هو القائل
(وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقاب ) أمر الله في القرآن باتباع اوامر و نواهي. يعني ان حديث الرسول مكمل القرآن.

ونرى أيضاً البنطال المقطع و الذى يُظهر العورة و نحن نعلم علم اليقين أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة ومع ذلك يمشى الشاب بالبنطال وهو فى قمة السعادة والفخر لأنه يتبع الموضه ونسى أنه اتبع هواه وخالف أمر الله .

كما أصبح الشاب بل والصغير الذى قد يكون فى المرحلة الابتدائية يخرج من المنزل ببعض الآلات الحادة التى يستخدمها أثناء مشاجرة مع زميله دون وعى منه بخطرها عليه وعلى غيره .

ثم نأتى للفتيات بل إن شئت قل النساء والفتيات إلا ما رحم ربي اللأى يخرجن من بيوتهن متبرجات و على وجوههِن المكياچ الكامل وتناسوا قول ربنا سبحانه ( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) [الأحزاب: 33]
وقيل فى تفسير ذلك فمعناه: لا تظهرن زينتكن مثل فعل الجاهلية الأولى، فقد نقل ابن كثير أقوال العلماء في تفسير تبرج الجاهلية الأولى، فقال: قال مجاهد: كانت المرأة تخرج تمشي بين الرجال، فذلك تبرج الجاهلية. ياااا الله هذ يُعد هو التبرج فماذا يسمى ما يحدث فى زماننا هذا ؟؟!
يؤسفنى أن أقول أننى فى بعض الأوقات عندما أرى ما تلبسه الفتيات والنساء لا يخطر ببالى وقتها إلا سؤال واحد :
أين الرجال الذين خرجت من بيوتهم تلك النساء أو البنات ؟؟

فواللهِ ثم واللهِ أنتم مسئولون عن ذلك يا مَن تترك زوجتك أو بنتك أو أختك تخرج بملابس ضيقة بل وبنطال ضيق و طرحة غير كاسية حتى للرقبة فلا تنسى قول النبى صلى الله عليه وسلم ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته) .

ومن الآفات التي تسبب فيها ذلك التبرج والإنفلات الأخلاقى إنتشار الجريمة و الزواج العرفى بين الشباب والفتيات و جرائم التحرش و الخطف و القتل والسرقة و شرب المخدرات و الزنا والعياذ بالله ، ولم ولن تستقيم الأمة إلا بالقرب من الله والعودة بالإقتداء بسنة نبيه الكريم و العمل بما حثت عليه كل الأديان وليس فقط الإسلام.. ففى غير الإسلام لم نرى صورة للسيدة العذراء مريم عارية الرأس ولا كاشفة الصدر وحتى فى أيامنا هذه نرى الراهبات يرتدين غطاء على رؤوسهن إقتداءً بالسيدة مريم ، فالمقصود من هذا الحديث أن الإحترام و الإحتشام حثت عليه كل الأديان ،

إنه لا يمكننا الحد من الجريمة إلا بالعودة لأخلاقنا و اتباع سنة نبينا و البُعد كل البُعد عن التقليد و الجرى وراء الموضه و الإقتداء بمَن ينقلون لنا كل ما هو سىء و ردىء و اتخاذهم نجوم و قدوة دون رسولنا الكريم و نسأل الله سبحانه أن يحفظ بناتنا وشبابنا و يردنا إليه رداً جميلاً إنه ولى ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى