مقالات ووجهات نظر

القديسة كابريني  تنقذ فقراء المهاجرين الإيطاليين من العنصرية الأمريكية

كتب /حسام الروبي

القديسة كابريني  تنقذ فقراء المهاجرين الإيطاليين من العنصرية الأمريكية

في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية هجرة أعداد كبيرة من الأوروبيين بحثاً عن حياة أفضل، ومن بينهم المهاجرون الإيطاليون الذين تركوا بلادهم بسبب الفقر والبطالة وعدم الاستقرار. وقد كانت القديسة ماريا فرانشيسكا كابريني من الشخصيات التي خصصت حياتها لخدمة هؤلاء المحتاجين، فأسست مستشفيات ودور أيتام ومدارس لتقديم الدعم الإنساني والروحي. وفي هذا البحث سنتحدث عن حياة القديسة، وعن المشاكل التي واجهها المهاجرون الإيطاليون الفقراء في أمريكا، وكيف كان لها دور كبير في تخفيف معاناتهم.

من هي القديسة ماريا فرانشيسكا كابريني

تُعد القديسة ماريا فرانشيسكا كابريني واحدة من أكثر الشخصيات الدينية تأثيراً في العمل الخيري والإنساني خلال القرن العشرين. وُلدت في 15 يوليو 1850 في قرية صغيرة شمال إيطاليا، وكان لديها روح رعاية الإنسان ومحبة الخدمة.

على الرغم من أنها حلمت بالذهاب إلى الصين كمبشرة، إلا أن البابا ليون الثالث عشر وجهها إلى الولايات المتحدة 

وهنا بدأت مهمتها الإنسانية الحقيقية.

أسست ما يزيد على 67 مؤسسة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مستشفيات، ودور أيتام، ومدارس، ومؤسسات رعاية اجتماعية، خاصة لخدمة المهاجرين الإيطاليين الفقراء.

توفيت في 22 ديسمبر 1917، وتم تقديسها عام 1946 على يد البابا بيوس الثاني عشر، لتُصبح **شفيعة المهمات الرسولية والمهاجرين**.

 مشاكل المهاجرين الإيطاليين الفقراء في أمريكا

 أسباب الهجرة من إيطاليا

– الفقر الشديد في جنوب إيطاليا.

– ارتفاع نسبة البطالة وعدم وجود فرص عمل.

– التهميش السياسي بعد توحيد إيطاليا.

– الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأوبئة.

  الصعوبات التي واجهها المهاجرون في أمريكا

1. ظروف معيشية صعبة:  

   – سكنوا في أحياء مكتظة وغير صحية.

   – نقص الخدمات الأساسية كالصرف الصحي والماء النظيف.

2. التمييز العنصري:

   – وُجهت لهم اتهامات بالجريمة والفقر.

   – كانوا ضحية للوصم الاجتماعي.

3. العمل الشاق بأجر زهيد

   – عملوا في مهن خطرة مثل البناء والسكك الحديدية.

   – أجورهم لم تكن كافية لسد حاجات الأسرة اليومية.

4. غياب الرعاية الصحية:  

   – لم تكن هناك تأمينات طبية.

   – الأطفال وكبار السن كانوا الأكثر تعرضاً للأمراض.

5. انعدام التعليم:

   – الكثير من الأطفال لم يذهبوا إلى المدرسة لأنهم مضطرون للعمل.

6. الوحدة والعزلة الاجتماعية:

   – فقدان الدعم الروحي والنفسي، مما أدى إلى الاكتئاب لدى البعض.

7. الاستغلال الاقتصادي: 

   – استغل أصحاب العمل حاجتهم، ودفعوا لهم أجور غير عادلة.

 الفصل الثالث: دور القديسة كابريني في مواجهة هذه المشاكل

لعبت القديسة كابريني دوراً محورياً في مساعدة الجالية الإيطالية المهاجرة، وكانت منارة خير ورحمة في زمن المعاناة. ومن أبرز ما فعلته:

1. بناء دور أيتام ومستشفيات:

   – مثل مستشفى سانت ميشيل في نيويورك.

   – دور رعاية للأطفال المشردين.

2. تقديم التعليم المجاني:

   – أسست مدارس لتعليم الأطفال القراءة والكتابة والقيم المسيحية.

3. التوعية الدينية والاجتماعية:

   – دعمت الأسر في حياتهم اليومية من خلال الزيارات والعبادة.

4. الدفاع عن حقوق المهاجرين:

   – كانت صوتاً للمحتاجين أمام السلطات والمجتمع الأمريكي.

مثلت القديسة ماريا فرانشيسكا كابريني نموذجاً رائعاً للتضحية والعمل الإنساني، حيث حوّلت الألم إلى أمل، والفقر إلى كرامة. كانت رسالتها واضحة وقوية، وتبقى اليوم مصدر إلهام لكل من يعمل في مجال الخدمة الاجتماعية والعمل الخيري. إن دراسة حياتها ومسيرة المهاجرين الإيطاليين في أمريكا تعطي درساً عميقاً في الصبر، والتضحية، والرحمة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى