قصائد شعرية وأدبمقالات ووجهات نظر

“النور مكانه في القلوب”

"النور مكانه في القلوب"“النور مكانه في القلوب”

بقلم / د. داليا علي عبد العزيز 

في خضم الحياة وصخبها، وتداخل العلاقات وتشابكها، قد نجد أنفسنا أحيانًا نبحث عن النور في الخارج. ننشده في كلمات الثناء، في نظرات الإعجاب، في تحقيق الإنجازات المادية، أو في تقدير الآخرين لنا. ولكن، هل فكرنا يومًا أن هذا النور الحقيقي، الدائم، والمشع حقًا، يكمن في مكان أعمق بكثير؟ يكمن تحديدًا في قلوبنا.

كم مرة شعرنا بسعادة غامرة رغم الظروف الصعبة؟ وكم مرة وجدنا قوة لمواجهة التحديات تأتي من أعماقنا؟ هذا هو نور القلب الذي يضيء لنا الدروب المظلمة ويمنحنا القدرة على تجاوز العقبات. إنه البوصلة الداخلية التي توجهنا نحو الخير والحق والجمال.

على النقيض من ذلك، عندما يغيم الحقد أو الحسد أو الكراهية على القلب، ينطفئ هذا النور الداخلي. تصبح نظرتنا للحياة قاتمة، وتتأثر علاقاتنا سلبًا. يصبح البحث عن السعادة في الخارج محاولة يائسة لتعويض الظلام الداخلي.

فمن وجهه نظر علم النفس في رحلتنا عبر التعقيدات النفسيه غالبا ما ننظر الي الخارج بحثا عن مصادر السعاده والرضا نسعي الي التحقق من الذات من خلال إنجازاتنا ،وتقدير الاخرين لنا ،والمكانه الاجتماعيه لكن علم النفس يقدم لنا منظورا اعمق بكثير ،يشير الي ان النور الحقيقي ،الذي يضئ حياتنا ويمنحها معني ينبع من داخلنا تحديدا من حاله قلوبنا النفسيه .

لذلك، فإن الاستثمار الحقيقي يكمن في تنقية قلوبنا وتغذية هذا النور الداخلي. يمكننا فعل ذلك من خلال التأمل، وممارسة الامتنان، والتسامح مع الذات والآخرين، والانخراط في أعمال الخير، وتنمية علاقات إيجابية. كل فعل من هذه الأفعال هو بمثابة نافذة نفتحها ليدخل نور القلب ويضيء حياتنا وحياة من حولنا.

النور الذي نسعى إليه ليس بعيد المنال، بل هو كامن بداخلنا، ينتظر فقط أن نكتشفه ونغذيه. عندما ندرك أن “النور مكانه في القلوب”، سنتوقف عن البحث عنه في الخارج، ونبدأ رحلة استكشاف أعماقنا لتفعيل هذا المصدر اللامحدود من الإشراق والسلام الداخلي. وعندما يشع نور قلوبنا، فإنه حتمًا سينير لنا وللعالم من حولنا طريقًا أكثر جمالًا وإنسانية.

“النور مكانه في القلوب”

أحمد حمدي

نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى