مقالات ووجهات نظر

قصيدة( حين تُزهِرُ الدموع ) بقلم الاعلامية: د. ثناء العمده

قصيدة( حين تُزهِرُ الدموع )
بقلم الاعلامية: د. ثناء العمده

صَبرًا على الأقدارِ يا قلبُ المُنى
فالحُزنُ بابٌ والرضا فيه الجُنَى
كلُّ البلاءِ وإن بدا متوحشًا
في طيّهِ فَتحٌ، وفيه مُغتنَى

ما خابَ من قالَ:
“قدْ شاءَ ربي ما يكونُ وما رَضى”
الصبرُ تاجُ المؤمنينَ، بهِ سمت
أرواحُهم، وغدوا كقومٍ في العُلا

ليستْ مصائبُنا عقابًا دائمًا
بلْ دربُ تمحيصٍ، وتأديبٍ ربنا
كم من بلاءِ لفّنا، فحسبناهُ
نقمةً، فإذا بهِ نِعَمٌ تُنَقى روحنا

صبرُ النبيينَ اقتداءٌ واجبٌ
ذاكَ الخليلُ، وفقدُهُ لم يُنهَهُ
والنورُ في غارِ الكآبةِ ساجدٌ
يُرضي الإلهَ، ولم يَقل: “قدْ ضاق بى”

موسى تساءلَ: “أيَّ دربٍ أتبعُ؟”
فرأى العجائبَ حينما قال: اهتدي
وأيوبُ في ضرٍّ، وجسمٍ ذابلٍ
نادَى الإلهَ، فكانَ لطفُهُ قد أتى

يا سائلي عن سرِّ صبرٍ خالدٍ
هو أنْ تُسلِّم، لا تُجادلْ بالقضى
هو أن تقولَ وإنْ تصدّعَ قلبُك:
“حسبي إلهي، ما أرادَ فقد قضى”

واصبرْ، فصبرُ اليومِ يُثمرُ غدْوَةً
فرجًا جميلاً لا يُخيّبُ من رجا
واصبرْ، ففي الأعماقِ نورٌ خافتٌ
سيضيءُ دربكَ إنْ رُبيتَ على التُّقى

واصبرْ، فإنَّ الدمعَ يجري حكمةً
واللهُ يَجْبُرُ في الرضا كسرَ الندى
واصبرْ، فإنّك لا تُضيّعُ عبثًا
واصبرْ، لإنَّ الصبرَ يُزهرُ في المدى

يا ربُّ، جازِ الصابرينَ بحكمةٍ
منكَ الرحابُ، ومنكَ جنّةُ منْ دعا
واجعلْ لنا في الصبرِ مُلكًا ناعمًا
واكتبْ لنا أجرَ الرضا فيما مضى

مقالات ذات صلة

‫234 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى