أبشروا بالنصر فقد تزيلوا
أبشروا بالنصر فقد تزيلوا
بقلم/ أحمد الجرف
فى مشهد مهيب من أيام التاريخ وقصصه المتكررة التى تلخص لحظات القوة والضعف كانت قمة بغداد 2025. الحقيقة كان المشهد مهيباً بين من هادن وخنع ورضى وإمتثل لإرادة الغرب حتى أنه لم يحضر لكى لا يغضب الغرب ظناً منه أنه آثر السلامة وبين من رفض وأبى الا أن يثبت على الحق ويكون ما يكون .
وقفت الكبيرة مصر وحيدة كعادتها تقول كلمتها للعالم أنها تحمل جينات الحضارة فى أوجها والعزة والأنفة والكبرياء العربي وتقول أننا ثابتون لا نغير مبادئنا بينما نظر إليها من تنازلوا نظرة الحسد والحسرة وإن لم يعلنوا ذلك بألسنتهم ،
حسدوا مصر على القوة التى تمتلكها ، إن مصر قد أظهرت ضعفهم بقوتها ومرغت أنوفهم بين شعوبهم المسكينة التى رأت ان هؤلاء لا يعبرون عنهم فقط يأمنون العروش ولو على حساب الشعوب .
إن جلب الرمال” للكولوسيوم ” أغلى وأهم لديهم من حل مشكلات شعوبهم ، خابت آمال الشعوب بعد أن رأوا بأعينهم أين تذهب أموالهم فى مشهد من الضعف والوهن المخزى ذكرنا بخزى الخليفة العباسي المستعصم بالله
” للكولوسيوم ” (( هي قصه رومانيه قديمه حدثت في عهد الطاغيه نيرون ))
الذى أرتضى لشعبه الهوان حين هادن المغول فأذلوه ولم يتركوه حتى دلهم على ذهب البلاد حينها قال هولاكو قولته الشهيرة التى خلدها التاريخ ( لو أنفقت هذا الذهب على جيشك وجنودك لحموك منى ) وأمر بقتله ذليلاً مهاناً .
إن وجود اصحاب النفوس الضعيفة والذين مردوا على النفاق فى أوساط الصالحين حماية لهم إلى أن يقرروا أن يتزيلوا أى ينفصلوا عن مجتمع الصالحين
ويجاهروا بمواقفهم صراحة هنا تسقط عنهم الحماية الربانية ويضعهم الله موضع المعاقب .والامثله كثيرة نذكر منها .
حين إنصرف أصحاب النفاق عن الخروج مع النبي محمد قال الله فيهم (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47( سورة التوبه يطمأن الله فيها نبيه أن إنصرافهم عنك بداية النصر وقد كان .
أثناء حرب الردة وتحديداً معركة اليمامة الشديدة أحس القائد الفذ خالد بن الوليد بضعف نفوس بعضهم فقال قولته المشهوره ( أيها الناس تمايزوا لكى نعلم من أين نؤتى ) .
فى كثير من الاحيان يكون خروج الضعفاء وأصحاب المصالح الشخصية من المعادلة بداية النصر .
وفى أصحاب السبت حين قرر المتخاذلون بناء سور يفصلهم عن الصالحين ليستمتعوا بنتائج معصيتهم فمسخهم الله لانهم ببساطة تزيلوا فأزال عنهم الله حمايته ووقع عليهم العذاب .
وفى فتح مكه قال الله تعالى (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) الايه ( 25 ) سورة الفتح . ومعناها لو تمايز الصالحين والطالحين لرفع الله عنهم سترة وعذبهم .
إن بدايه النصر الحقيقية أن يتمايز الصالحون والطالحون كما ينقى الذهب من الشوائب . إن الذى رايت فى مواقف بعض الدول العربية من الخنوع والكسرة
هو حرفياً ما أخبر الله عنه فى آياته حين قال (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) الايه (139) سورة النساء .وتفسيرها أن اللذين يظنون المنعه فى التحالفات على حساب الكرامة والشرف والدين والعروبة من الاعداء سيصيبهم الذل قريباً ولن يجدوا منهم الا ذلاً أكبر وخزى أكبر .
هذه الازمه ستنقضى يوماً ما وستزول المصاعب وسيعلوا الحق ولن يكتب التاريخ يوما ما الا الحقيقة وسيذكر مصر شعبا ورئيسا بمزيد من الشرف وسيذكر الاخرين بما يستحقون من الخزى والعار .فالتاريخ لا يرحم ولا ينسي .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ الاية (200) سورة ال عمران .
وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) سورة ال عمران .
قال تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) الاية (111) سورة التوبة .