
ولاء مدبولي تكتب: العاديون
أفتقد التحدث إليك يا صديق، كيف حالك؟
مر كثير من الوقت في تلك الفترة التي لم أكتب إليك فيها، كنت أشعر بالذنب .. إن أكلت، إن ضحكت، إن أقتنيت شيء أحبه .
حين تنهال عليا أخبار بصور وتفاصيل موجعة عن أهل غز’ة
(الموت من الجوع) … مؤلمة !!
مع الكثير من خيبات الآمل، من حلم التحرير، المقاومة،
الصحوة العربية، الصحوة الإنسانية..
إنتصار الحق.للتذلل لإطعامهم، فقط ولو بقطعة خبز لأكثر من 2 مليون إنسان، أكثرهم أطفال ونساء.
كيف أصف لك قلبي !!
أم تفقد تسعة من أبنائها في لمح البصر ؟
دكتور (آلاء النجار) سيدة هذا العام وبطلته
التي نُزعت ذُريتها مرة واحدة،
إثر غا-رة جوية إسرا-ئيلية جنوب مدينة خا-ن يونس .. لا أحد يحق له التحدث عن الإر-هاب !!!
لماذا (حما-س) تُصنف تنظيم إرهابي ؟
مطلوب من الجميع الخشوع والتذلل، أتظن يا صديق بتحقيق مطالب هذا العد-و الخنزيري الطبع، سيحل السلام !!
لا سلام مع هؤلاء، لأبد من القوة بالقوة والسلاح بالسلاح
انظر ماذا يحدث داخل فلسطين بعيد عن غز-ة ؟
تمنيت القوة الخارقة، تمنيت نهاية العالم، تمنيت أن أتمكن من فعل أي شيء حقيقي، أحساس العجز لا يوصف .
أصبح صعب أن تكون إنسان، الضغط شنيع
من يحاول ولو بكلمات بسيطة الدعم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي مُعرض لضغوطات،
حتى الغرب الذي كان حرا أكثر منا، يتم فيه الإبتزاز، التهديد وهدم كل من يحاول الوقوف في صف الإنسانية .
القضية تتلاشى تتلاشى .. حتى لا تصبح قضية.
كلما تجنبت التقرب كثيرا، يشاء القدر أن أصبح داخل تلك الدائرة المظلمة.
لا أملك غير الدعاء، الثقة في الله سبحانه وتعالى هو السبيل الوحيد.
لا تستطيع دولة أن تحل الأمر، مصر سر قوتها شعبها .. نحن لا نعلم ما يدور في الغُرف المغلقة، لنا ما نسمعه وما نشاهده
ومن الدول العربية صاحبة موقف واضح تجاه القضية
أم الدنيا … التي تعاني الكثير والكثير من التحديات في الشأن الداخلي والخارجي، موقعها المتميز أصبح خطير للغاية.
في مقال آخر سأتكلم بإستفاضة عن (مصر) الدولة التي لا تُقهر .
هنا أرغب في التحدث عن (العاديون) الذي أصبح وجودهم نادر، في ظل الصراع على التميز !!
ضريبة هذا التميز والإختلاف المزعوم .. لا هوية لا شعور بالرضا لا سعادة حقيقية.
العادي : ليس بالضرورة أن يستمتع بالرحلة، لا رحلة دون مشقة أو معاناة،
هو من يفهم ذاته مكتفي بها، يُذكر نفسه دائما أنا لست بحاجة لجلب المزيد من الصعاب من خلال
(الطمع، العند، الأنانية والمقارنة)
المختلف : من أجل الإختلاف يفعل أي شيء وكل شيء له مبرر وحجة.
دعنا نصبح عادييون يا صديق، فالضغوط الإجتماعية و التكنولوجيا الحديثةزادت من وتيرة مقارنة الإنسان بالآخرين
دراسة نُشرت في
( Journal of social and clinical psychology)
تقول أن تقليل استخدام وسائل التواصل الإجتماعي إلى 30 دقيقة يوميا أدى إلى انخفاض كبير في الإكتئاب والشعور بالوحدة خلال ثلاثة أسابيع فقط.
بحث من جامعة هارفارد عام 2019 أوضح أن، الأفراد الذين يطاردون النجاح المستمر و التفوق الدائم يعانون من (Burnout) نفسي بنسبة تزيد عن 60٪ مقارنة بغيرهم.
تقرير (world Health Organization) لعام 2020 أدرج أن الإحتراق النفسي بسبب العمل كمتلازمة معترف بها عالميا،
وغالبا ما تكون مدفوعة بمقارنات إجتماعية دائمة وضغط لتحقيق صورة مثالية.
أنا عادية وماذا عنك يا صديق؟

ولاء مدبولي تكتب: العاديون
أفتقد التحدث إليك يا صديق، كيف حالك؟