
متابعة/مريم مصطفى
تحل اليوم 10 يونيو ذكرى ميلاد واحدة من أيقونات الجمال والرقي في السينما المصرية، الفنانة زهرة العلا، التي وُلدت عام 1934، وتركت بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري، ورغم رحيلها في 18 ديسمبر، لا تزال سيرتها وموهبتها محل تقدير واهتمام، نستعرض في هذا التقرير حوارًا نادرًا أجرته في برنامج “صفحات من حياتي” مع الإعلامية فريال صالح، حيث كشفت عن محطات فنية وشخصية كثيرة.حكايات زهرة العلا: الفن والحب والدموع
قالت زهرة العلا إن والدها، وهو من أصول تركية ونشأ في لندن، كان أول من اكتشف موهبتها، رغم معارضة والدتها التي تنتمي لأصول ريفية من المحلة، وأكدت أن والدها كان صديقًا للفنان يوسف وهبي، واصطحبها في بداياتها لمسرحه، حيث التقت أيضًا بالفنانة أمينة رزق التي نصحتها بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية لصغر سنها.
وصفت الفنانة الراحلة دورها في فيلم حواء 12، ومسلسل إني راحلة، بأنه الأقرب لشخصيتها، حيث جسدت فيهما امرأة تُهمل من زوجها وتسعى للحفاظ على بيتها بلا جدوى.
وفي بداياتها المسرحية، روت مشاركتها في عرض كدب في كدب للكاتب محمود تيمور، وقالت إن الفنانة ملك الجمل ساعدتها على إتمام أحد المشاهد الكوميدية عندما لم تستطع أداء الضحكة المطلوبة لصوتها الخافت.

عن أقرب أصدقائها، ذكرت زهرة العلا أسماء بارزة مثل مريم فخر الدين، شادية، ونادية عزت، وقالت إنها تجد في نادية روح “ست البيت” التي تشبهها في حياتها الشخصية.
وتحدثت زهرة العلا عن زوجها المخرج والمنتج حسن الصيفي، مؤكدة أن زواجها منه لم يكن سببًا في شهرتها، بل كانت معروفة بالفعل قبل الارتباط، وقدما معًا ثلاثة أفلام فقط، وكشفت أنه طلب منها كثيرًا الاعتزال، لكنها رفضت، قائلة: “الفن مهنتي، ولن أعتزل إلا عندما أشعر أنني لم أعد قادرة”
صرّحت زهرة العلا أنها لم تنل فرصتها الكاملة في السينما، مشيرة إلى أن بعض الفنانات تعمدن إشراكها في أعمالهن فقط لمنعها من أن تنفرد ببطولات خاصة، وهو ما لم تكن تدركه آنذاك بسبب “قلة النضج”.
وأرجعت بداية تألقها السينمائي إلى فيلم الوسادة الخالية مع عبد الحليم حافظ، حيث تفاعل الجمهور مع مشاهدها بشكل لافت، أما عن أول تجاربها في التلفزيون، فقالت إنها بدأت حتى قبل انطلاق البث الرسمي، حين قدمت رواية هروب مع عمر الحريري داخل قصر عابدين.
سُئلت زهرة العلا عما يُضحكها، فأجابت بأن الفنانة سهير الباروني والفنان أسامة عباس هما من يرسمان البسمة على وجهها، أما الكذب، فهو أكثر ما يبكيها، خصوصًا إن جاء من أشخاص تثق بهم.
كشفت أن اسمها الحقيقي هو زهرة العالي، وليس “زهرة العلا”، مضيفة أن والدها كان يُدعى باكير، ورغم ما حققته من نجاحات، لم تُخفِ أنها كانت تحلم بالمزيد من البطولات والاعتراف الفني.
زهرة العلا.. فنانة جمعت بين الموهبة والجمال، وبين الرقة وقوة الشخصية، وقد رحلت بجسدها، لكنها لا تزال باقية بأعمالها وبكلماتها التي نُعيد اليوم إحياءها في ذكرى ميلادها.حكايات زهرة العلا: الفن والحب والدموع