فنفن ونجوم

“أميرة الرومانسية تعود في الذاكرة”… زبيدة ثروت أيقونة الجمال الهادئ

كتبت / سلمى محمد

“أميرة الرومانسية تعود في الذاكرة”… زبيدة ثروت أيقونة الجمال الهادئ ورفيقة عمالقة السينما 

أميرة الرومانسية تعود في الذاكرة”… زبيدة ثروت أيقونة الجمال الهادئ  

في مثل هذا اليوم، تتجدد ذكرى رحيل واحدة من أجمل نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، الفنانة زبيدة ثروت، التي لم تكن فقط صاحبة وجه ملائكي وصوت ناعم، بل كانت رمزًا لفن راقٍ، واسمًا محفورًا في ذاكرة الجمهور العربي.

رغم أن رحلتها الفنية لم تمتد لعقود طويلة، إلا أن بصمتها ظلت واضحة ومؤثرة، لما امتلكته من حضور نادر، ورقة أداء، وقدرة على الوقوف بثقة أمام كبار نجوم السينما مثل عبد الحليم حافظ، عمر الشريف، شكري سرحان، ورشدي أباظة.

البدايات… من غلاف مجلة إلى نجمة شاشة

ولدت زبيدة أحمد ثروت يوم 14 يونيو 1940 في محافظة الإسكندرية، وسط أسرة أرستقراطية، ووالد يعمل ضابطًا بالبحرية.

بدأت شهرتها بعد فوزها بلقب “ملكة جمال الصحافة” عام 1955 من إحدى المجلات الفنية، وهي الصورة التي أثارت انتباه صناع السينما، فبدأت أولى خطواتها في عالم التمثيل.

وكان أول ظهور سينمائي لها في فيلم “دليلة” عام 1956، بدور صغير إلى جانب العندليب عبد الحليم حافظ وشادية. لكن بفضل جمالها الهادئ وملامحها النقية، بدأت تتلقى أدوارًا أكبر بسرعة ملفتة.

صعود سريع ونجاحات لا تُنسى وقد نجحت زبيدة ثروت في ترك بصمة خاصة في نوعية الأفلام الرومانسية، حيث كانت تُجسّد دور الحبيبة الهادئة المخلصة أو الفتاة الأرستقراطية الرقيقة.

أبرز أفلامها التي ما زالت تُعرض حتى اليوم:

“يوم من عمري” (1961): أمام عبد الحليم حافظ، ويُعد هذا الفيلم الأشهر في مسيرتها. chemistryها مع العندليب تركت أثرًا دائمًا في الجمهور، خاصة في مشاهد البساطة والمشاعر الخالصة.

“زمان يا حب”، و**”المذنبون”، و”في بيتنا رجل”** مع عمر الشريف.

“الحب الضائع” مع رشدي أباظة، حيث لعبت دورًا ناضجًا مليئًا بالتحدي العاطفي.

“نساء في حياتي”، و**”شمس لا تغيب”، و”عاشت للحب”**.

تميزت أفلامها بأنها تحمل لمسات الحنين، وتبتعد عن الابتذال، وتُقدّم شخصيات نسائية قوية من الداخل رغم رقتهن الظاهرة.

تعاون مع العمالقة… تعاونات خالدة

وقفت زبيدة أمام صفوة نجوم السينما في الخمسينيات والستينيات، وكان بينها وبين عبد الحليم حافظ كيمياء خاصة جدًا،

حتى انتشرت شائعات حول قصة حب بينهما، اعترفت بها لاحقًا في أحد اللقاءات، وأكدت أن حليم هو حب حياتها الوحيد، لكن ظروف الشهرة والمجتمع لم تسمح لهما بالارتباط.

شاركت أيضًا مع عمر الشريف في “في بيتنا رجل”

رشدي أباظة في عدة أفلام، وكونا ثنائيًا مثيرًا في الرومانسية الهادئة

أحمد رمزي، وشكري سرحان، وصلاح ذو الفقار

اعتزال مبكر وابتعاد عن الأضواء

في أواخر السبعينيات، قررت زبيدة الاعتزال بشكل مفاجئ، ورفضت العودة مجددًا للتمثيل رغم العروض المغرية. وابتعدت عن الإعلام لفترة طويلة، مفضلة حياة الهدوء،

لكنها ظهرت في بعض اللقاءات التليفزيونية في سنواتها الأخيرة، لتتحدث بصراحة عن حياتها، وندمها الوحيد كان أنها لم تتزوج عبد الحليم حافظ.

الرحيل في صمت… وخلود في الذاكرة

في 13 ديسمبر 2016، رحلت زبيدة ثروت عن عالمنا بعد صراع مع المرض، تاركة خلفها رصيدًا فنيًا لا يُنسى، وصورة للفتاة المصرية التي تجمع بين الجمال، والرقي، والبساطة.

لم تكن زبيدة ثروت مجرد ممثلة جميلة، بل كانت نموذجًا للفنانة التي تحترم فنها وجمهورها. ظلت طوال مشوارها بعيدة عن الفضائح والجدل، واحتفظت بصورة نظيفة جعلت الأجيال الجديدة تُحبها دون أن تعاصرها.

في زمن تغيرت فيه معايير الشهرة، تبقى زبيدة واحدة من الرموز النقية للسينما المصرية، وأيقونة رومانسية نادرة لم تتكرر.

"أميرة الرومانسية تعود في الذاكرة"... زبيدة ثروت أيقونة الجمال الهادئ

أميرة الرومانسية تعود في الذاكرة”… زبيدة ثروت أيقونة الجمال الهادئ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى