أخبار محليه

العام الهجري الجديد هجرة الروح وبداية الرجوع

متابعة /سلمي محمد

العام الهجري الجديد هجرة الروح وبداية الرجوع

العام الهجري الجديد هجرة الروح وبداية الرجوع مع رؤية هلال شهر المحرم، تبدأ أولى صفحات عام هجري جديد. ومع كل بداية، تتوق الأرواح لفرصة جديدة، ونقطة انطلاق تُصحح فيها النوايا وتُروى القلوب.

إنه ليس مجرد تبدل في التاريخ، بل موسم لليقظة الروحية، واستدعاء لمعاني الهجرة الحقيقية: هجرة من الغفلة إلى الذكر، ومن التعلق بالدنيا إلى التعلق بالله.

الهجرة.. قصة بداية لا نهاية

الهجرة النبوية لم تكن انتقالًا جغرافيًا فقط، بل كانت تحولًا جذريًا في حياة الأمة. لحظة فارقة انتقل فيها الإسلام من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التمكين، ومن الدعوة السرية إلى بناء الدولة.

يقول الله تعالى:

﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً﴾ [النساء: 100]وفيها وعدٌ لكل من يُضحّي ويُهاجر بقلبه إلى الله: بالرزق، والفرج، والسَعة بعد الضيق.

لماذا نحتفل بالعام الهجرييُعتبر العام الهجري مناسبة عظيمة لاستذكار القيم الإيمانية:

الصبر والثبات كما فعل النبي ﷺ في مكة

حسن التخطيط والتوكل كما تجلّى في الغار

الإخلاص والعمل الجماعي كما كان بين المهاجرين والأنصار

وهو موسم لاجتماع النية الصالحة مع العمل الصالح، وبداية روحانية يحرص فيها المسلمون على الدعاء والعبادة ومراجعة الذات.

أبرز الأدعية المستحبة في بداية العام الهجري:

 “اللهم اجعل هذا العام فاتحة خير، واختمه لنا برضوانك، واكتب لنا فيه السلامة والسداد.”

 “اللهم اجعلنا فيه من التائبين، ولا تجعل لنا فيه ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرّجته.”

 “اللهم ارزقنا فيه قلبًا سليمًا، وعملًا متقبّلًا، ورزقًا واسعًا، وصحبة صالحة.”

 “اللهم اجعلنا فيه من أهل التقوى، وبلّغنا رمضان ونحن في أحسن حال.”

معلومة دينية: لماذا يبدأ العام بشهر المحرم؟

شهر المُحَرَّم هو أول شهور السنة الهجرية، وهو من الأشهر الحُرُم التي قال عنها الله تعالى:

﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: 36]

وهو شهر تُضاعف فيه الحسنات، وتُعظم فيه السيئات، ويُستحب فيه الصيام، خاصة يوم عاشوراء.

قال النبي ﷺ:

“أفضل الصيام بعد رمضان: صيام شهر الله المحرم” [رواه مسلم]

ماذا نفعل في بداية العام الهجري؟

 تجديد النية وترك الذنوب

الإكثار من الدعاء والاستغفار

وضع أهداف بسيطة وعبادات مستمرة

 تذكير من حولك بالهجرة والنية الصالحةالصدقة بنية بداية مباركة

العام الهجري الجديد ليس رقمًا نُضيفه للتقويم، بل فرصة نُضيف بها نورًا لقلوبنا، وصدقًا لأعمالنا، ورضا في علاقتنا مع الله.

فلنهاجر جميعًا من “أنا” إلى “نحن”، من الهوى إلى الهدى، من الغفلة إلى القُرب.العام الهجري الجديد هجرة الروح وبداية الرجوع

كل عام وأنتم بخير.. كل عام وأنتم مهاجرون إلى الله بقلبٍ جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى