مقالات ووجهات نظر
أخر الأخبار

الإنسانية الحقيقية لا تعني استغلال الآخرين باسم الطيبة

كتب - عبد القادر حسنين

الإنسانية الحقيقية لا تعني استغلال الآخرين باسم الطيبة

الإنسانية الحقيقية لا تعني استغلال الآخرين باسم الطيبة
الإنسانية الحقيقية لا تعني استغلال الآخرين باسم الطيبة

الإنسانية هي أسمى القيم التي يرتقي بها الإنسان فوق الأنانية والمصلحة الشخصية وهي لا تقاس بكثرة الكلمات اللطيفة أو الابتسامات المصطنعة بل تقاس بالفعل الصادق والمواقف التي تظهر احترام الإنسان للإنسان دون استغلال أو خداع.الإنسانية الحقيقية لا تعني استغلال الآخرين باسم الطيبة

في كثير من الأحيان نجد من يرفع شعارات الطيبة والنوايا الحسنة لكنه في الحقيقة يستخدمها ستارا لتحقيق أهدافه الخاصة على حساب مشاعر أو جهد أو ثقة الآخرين. يستفيد لنفسه وحده، ويحمل الآخرين نتائج قراراته ثم يبرر ذلك بأنه “كان يقصد خيرًا”.

لكن النية الحسنة لا تبرر الاستغلال. فأن تكون إنسانا بحق يعني أن تكون صادقا مع نفسك أولاً، أمينا مع من حولك والا تجعل من طيبة غيرك أو ثقتهم وسيلة للربح أو التسلق. الإنسانية لا تقاس بما تأخذه من الناس بل بما تعطيه دون انتظار مقابل.

الإنسان الصادق لا يبرر تصرفاته الأنانية أعذار واهية. بل يتحمل مسؤولية قراراته ويحرص على ألا يلحق الأذى بالآخرين حتى لو كان يطمح لتحقيق هدف مشروع. هناك فرق كبير بين أن تسعى للنجاح وبين أن تتسلق على أكتاف غيرك للوصول إليه.

وفي النهاية الإنسانية الحقيقية تعني الاحترام، المشاركة واعدل. أن ترى في الآخر إنسانا له حقوق وليس مجرد وسيلة لبلوغ غاية فلا ممن يرفع شعار الطيبة بلسانه بينما في قلبه نوايا خفية لا تُظهر سوى الأنانية والتلاعب.الإنسانية الحقيقية لا تعني استغلال الآخرين باسم الطيبة

في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتشابك فيه المصالح بشكل معقد، أصبحت العلاقات الإنسانية أكثر هشاشة، مما يفتح الباب أمام البعض لاستغلال مفهوم الطيبة كأداة للمراوغة وكسب الثقة دون وجه حق. فالكثيرون يتقنون فن التظاهر بالنية الطيبة،

ويتعاملون مع القيم الإنسانية كوسائل لتحقيق مكاسبهم الشخصية، متناسين أن الثقة ليست سلعة تُباع وتُشترى، بل رابطة مقدسة تُبنى على الصدق والنزاهة. إن من يتخذ من الطيبة قناعا، سرعان ما ينكشف زيفه حين تختبره المواقف الحقيقية التي لا تحتمل التمثيل.

 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading