مقالات ووجهات نظر

#حنانيات..أبطال السويس بالعزيمة هزموا الهزيمة

#حنانيات..أبطال السويس بالعزيمة هزموا الهزيمة

بقلم .. حنان ممدوح الطيب
رئيس قطاع مدن القناة والبحر الاحمر 

#حنانيات..أبطال السويس بالعزيمة هزموا الهزيمة

العزيمة “تلك القوة الكامنة التى يتعذر على كائنٍ من كان، أن يُقَدِّر مقدارها فى موازين القوى”، لأنها وببساطة خافية على الجميع إلا عن من يملكها وهنا يحضرنى قول المتنبى حين قال :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
وكأن المتنبى حين نظم تلك الأبيات كان معاصراً وشاهد عيان لبطولات السويس وأهلها منذ ٤٩ عاماً مضت خلال حرب السويس التى خاضها أبناء المدينة الباسلة ضد الجيش الصهيونى الذى لا يُقهر .
جيش مدجج بأحدث الأسلحة الأمريكية عتاده من الدبابات والمجنزرات والمدافع المتعددة الأعيرة، يستخدمها جنود محترفون بقيادة ضباط وجنرالات تتزاحم الرتب العسكرية والنياشين على أكتافهم وزيهم العسكرى، كل أولئك فى مواجهة مدنيين يحملون راية الدفاع الشعبى لا يتعدوا العشرات ممن يحملون الأسلحة الروسية الخفيفة محدودة المدى لكنهم مدججون بعزيمة الأبطال، تلك العزيمة الكامنة فى عقيدة أبناء المدينة الباسلة والتى تسلح بها أيضاً نساء ورجال وأطفال وشيوخ عندما تحملوا مشقة الحصار وأقتسموا القليل المتاح من الزاد والماء مع المغتربين فى المدينة، وإمداد لواء محاصر شرق القناة من ألوية الجيش الثالث الميدانى بالمؤنة التى تعينه على الصمود .
وبعد مائة يوم من صور البطولة والبسالة بعزيمة لا تلين، فشل العدو الصهيونى فى تحقيق هدفه الإستراتيجى فى إحتلال المدينة الباسلة وعاد أدراجه يجر أذيال الخزى والعار لتظل حرب السويس وصمة عار على جبين العسكرية الصهيونية بعد أن تشدق بشعار الجيش الذى لا يقهر .
زال العدوان واندحر وبقيت عزيمة أبناء السويس متقده يخوضون بها معركة البناء لإزالة آثار العدوان لتعود السويس لسابق عهدها عروس البحر الأحمر .
وظل الأبناء والأحفاد يتوارثون عزيمة الآباء والأجداد حتى يومنا هذا من خلال الإصطفاف خلف القيادة عبر السنوات حتى تجلت فى أبهى صورها فى السنوات الأخيرة مع تولى السيد اللواء أركان حرب عبد المجيد صقر محافظ السويس قيادة العمل التنفيذى فى المدينة الباسلة، الذى يعاونه فيه نائبه الدؤوب خريج البرنامج الرئاسى للقيادة وعضو هيئة التدريس بأحد أعرق الجامعات المصرية الأستاذ الدكتور عبدالله رمضان نائب محافظ السويس، فلا يمر يوم إلا ويولد إنجاز جديد فى أجندة الإنجازات التى تحققت على أرض السويس فى الإنسان والبنيان على حدٍ سواء فقد إنقشعت بجهودهم المخلصة تلك الغمامة القاتمة التى كانت تخيم على سماء نهضة مدينتنا، وأشرقت شمس التنمية والتطوير لترسل أشعتها الذهبية فى أرجاء الريف والحضر فى المدينة الباسلة .
وهكذا تبلغ الأمم غاياتها وتحقق مبتغاها من التطور والإرتقاء عندما تتناغم عزيمة الشعوب وقياداتها، تلك العزيمة التى تجعل المواطن يحافظ على المكتسبات ويحسن التعامل معها وكأنها ملكيته الخاصة ولا يتعامل معها بسلبية بإعتبار أنها منفعة عامة غير مسئول عنها ، فعندما يتحقق ذلك التناغم ستجد المسئول التنفيذى يبذل أقصى ما لديه لتحقيق التنمية والرفاهية والحياة الكريمة لذلك المواطن .
فليتنا نحافظ على تلك العزيمة ونغرسها فى أبنائنا فى كل بقاع المحروسة حتى تصبح مصرنا أم الدنيا وتستعيد سابق مجدها .
#بنت_الطيب


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة