مقالات ووجهات نظر

الأزهر جامع وجامعة وسطية وعطاء بلا حدود

 

الأزهر جامع وجامعة وسطية وعطاء بلا حدود
الأزهر جامع وجامعة وسطية وعطاء بلا حدود

بقلم – ياسر مكي

١٠٨٣ عامآ من العطاء مضت على تأسيس جامع القاهرة الذي سمي فيما بعد بالأزهر الشريف تم بناءه في عهدالدولة الفاطمية ووضع حجر أساسه في ٣٥٩ هج . ٩٧٢ م ليصبح مقرآ ومنارة للوسطية ونشر العلم والمعرفة في حلقات للدروس انتظم فيها الطلاب والدارسين

وبدأها القاضي أبوحنيفة القيرواني وتولى أبناؤه وغيرهم من بعده التدريس لعلوم الدين واللغة والفلك والمنطق واتجهت همة السلاطين والمماليك إلى إعمار الجامع الأزهر وشمول علمائه وطلابه بالرعاية والعناية بالمنح والهبات والأوقاف حتى صار للأزهر دورآ في النهضة العلمية والثقافية في الدولة المصرية فصار له شأنآ في توجيه سياسة الحكم

وفي أواخر القرن الحادي عشر مع عهدالخلافة العثمانية أنشئ منصب شيخ الأزهر الذي كان له كل الإحترام والتقدير من الحكام والمحكومين

وبدخول الحملة الفرنسية مصر أدرك قائدها نابليون بونابرت مدى أهمية الازهر ورجاله وقوة مكانته و تأثيرهم في نفوس المصريين فحاول التودد إلى بعض مشايخه

وانتهز فرص كل المناسبات الدينية ليعلن احترامه للدين الإسلامي فأنشأ ديوان القاهرة للشورى وضم في عضويته هؤلاء المشايخ وبعد فترة فطن المصريون لخداع نابليون فثاروا عليه بمشاركة رجال الأزهر الشرفاء وصاروا في مقدمة الثورات وقادوا المقاومة حتى تم إجلاء الحملة الفرنسية

وباستعلاء محمد علي الكبير اتجه إلى الاستفادة من الحضارة الأوربية فأرسل البعوث العسكرية والعلمية إلى إيطاليا وفرنسا وغيرهما وبعودتهم من بعثاتهم أثروا الدولة المصرية بطفرة وحركة علمية ناشطة في في مجال الترجمة والإعلام والقانون وغيرها من العلوم

وكان التعليم بالازهر قائمآ على الإختيار الحر بحيث يختار الطالب أستاذه والمادة التي يريد تدريسها والكتاب الذي يقوم بحفظه ليعقد له معلمه فيه امتحان فإن تفوق ونجح منحه إجازة مكتوبةيعمل بموجبها بالتدريس في المدارس والمساجد هذاالنظام ظل معمولا به حتى أواخر القرن التاسع عشر،ثم حل محله نظام التعليم الحديث

وفي عام ١٨٠٥ تم تشكيل مجلس عال لإدارة الأزهر برئاسة شيخه وعضوية كل من مفتي الديار المصرية وشيوخ المذاهب الأربعة واثنين من الموظفين به وتقسمت الدراسةفيه لمراحل ثلاث أولية وثانوية وعالية مدة كل منهم أربع سنوات دراسية

وبحلول عام ١٩١١ صدر القانون رقم ١٠ وفيه تحدد اختصاصات شيخ الأزهر وإنشاء مجلس أعلى له وتنظيم هيئة كبار العلماء وكذلك نظام التوظف بالازهر لتأتي بعد ذلك خطوة هامة في في تاريخ الأزهر الجامع باعداد مشروع القانون رقم ٤٩ لسنة ١٩٣٠ في عهد الشيخ الأول له الإمام محمد مصطفى المراعي والذي صدر في عهد الشيخ الثاني للازهر الإمام محمد الاحمدي الظواهري

وفي هذا القانون تحددت مراحل التعليم فيه أولها الإبتدائية لمدة أربع سنوات والثانوية ومدتها خمس سنوات ثم كليات ثلاث مدة الدراسة بكل منهم اربع سنوات وهي كليات الشريعةالإسلامية وأصول الدين واللغة العربية ثم ياتي تخصص مهني مكمل مدته سنتين في القضاءالشرعي والافتاء والوعظ والإرشاد وفي التدريس واخيرآ تخصص المادة ومدته خمس سنوات تؤهل الناجح للحصول علي العالمية مع درجة أستاذ

وكان هذاالقانون هو شهادة الميلاد لجامعة الأزهر القائمة الآن بمقتضى القانون ١٠٣لسنة ١٩٦١ لتصبح جامعة الأزهر هيئة من هيئات الأزهر الشريف تختص بالتعليم العالي به لتكون مؤسسة علمية إسلامية عالمية عريقة هي الأكبر في العالم كله لتتوسع في نوعيات وتخصصات التعليم والبحث العلمي بنين وبنات من الجنسين على السواء وشملت الدراسة فيها بجانب الكليات الدينية والشرعية الكليات العملية من الطب والهندسة والعلوم والتربية والتجارة واللغات والترجمة والتاريخ وغيرها من جميع العلوم

 

الأزهر جامع وجامعة وسطية وعطاء بلا حدود
بقلم – ياسر مكي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة