الإنفوميديا طفرة تقنيه بين الحداثة والمعاصره
الإنفوميديا طفرة تقنيه بين الحداثة والمعاصره
الإنفوميديا طفرة تقنيه بين الحداثة والمعاصره لاشك أن التكنولوجيا الاتصالية في ديناميكية وتطور لامتناهيين، بطريقة أجبرت الإنسان على أن يتغير هو الآخر في كل لحظة وفي كل ثانية، وأن يصوغ بشكل مستمر اصطلاحات متجددة بين عشية وضحاها، لا لشيء سوى لمواكبة رهانات العصر الذي يحياه، فمن مصطلح الثورة الخامسة، إلى عصر ما بعد الحداثة، ثم عصر المعلومات، اصطلاحات كثيرة اضمحلت، لتحل محلها مصطلحات أخرى جديدة.
وهانحن نعيش الثورة التقنية الأعلى مستوى في سلم تطور المعلومات والتي جمعت ما بين المعلوماتية التواصلية وتقنية الوسائط المتعددة والتي انعكست أثارها بشكل مباشر على بنية الصحف الالكترونية الحديثة ،
لنأتى بمصطلح جديد لجذب الإنتباه للتطور التكنولوجى والذكاء الاصطناعى الذى أصبح صاروخا جامحا يخترق الزمان والمكان ليرسخ فى مسامعنا أنه لابد من أن نسابق الزمان والمكان لننفتح على الآخر .
ومن هنا كان لزاما علينا أن نعى معنى هذا المصطلح الجديد الانفوميديا ؟
الانفوميديا مصطلح لاتيني يتكون من شطرين الشطر الأول (info ) وتعني مختصر لكلمة (information) المعلومات أو( informatics) المعلوماتية، والشطر الثاني من المصطلح (media) وتعني وسائط إعلامية حاملة للمعلومة عبر الشاشات الالكترونية وكلا الشطرين يطلق عليهما ( الوسائط المعلوماتية)
وعلينا أن نعى أن العصور التي انبثقت منها الإنفوميديا منها: عصر الاتصال ،وعصر الحوسبة ، وعصر المعلوماتية فضلا عن عصر الأجهزة الذكية ) وهو يمثل المرحلة الرابعة من الابتكار التكنولوجي لعصر الحوسبة،
كما تنقسم الانفوميديا الى ثلاث أقسام أساسية وهي الوسائط (المعلوماتية، الاتصالية، التفاعلية)،
أما الخصائص التي أضافتها الإنفوميديا للصحف وهي: آنية الأخبار، والتداولية، وإمكانية التحديث والمشاركة التفاعلية.
وتعتبر الانفوميديا الاتصالية نسيج من المعلومات والوسائط الإعلامية الفائقة والمصحوبه بالوسائط المتعددة، والتي أسهمت في بناء قاعدة من البيانات المعلوماتية الساندة للجوانب المعرفية للمرسل والمتلقي، مما انعكست على تطوير المهارات العملية والتطبيقية.
كما أنها أسهمت في تغيير نمطية العادات القرائية السطحية التقليدية وتحويلها الى قرائية متفحصة ومتعمقة ومساهمة في العملية الاتصالية بما يحقق الاتصال التفاعلي والتواصلي….
اذ أحدثت الانفوميديا نقلة نوعية مابين الخبر المقروء والمسموع وصولا للصور المدمجة وسرعة تداول المعلومات بطريقة تفاعلية.
مما جعل العالم يبدو كقرية صغيرة وسط تبادل معلوماتى فائق السرعه مخترقا كافة الحواجز …..
إن طفرة الإنفوميديا لن تقف عند حد فهي ككرة الثلج تزداد يوما بعد يوم في سعيها للسيطرة على كل مفاصل الحياة وهذا مالمسناه فى شتى القطاعات فجائحة كورونا كشفت عن حاجتنا الماسة للتعلم عن بعد..وحضور الندوات والمؤتمرات وورش العمل دون الحاجة إلى السفر او التواجد الآنى داخل المكان…..
وكذلك في المجال الصحي أصبحت مراقبة الإنسان لوضعه الصحي ومعرفة نتائج تحاليله وأدويته أمرا ميسورا من خلال تطبيقات المستشفيات والمراكز الصحية……
أما القطاع الاقتصادي، حيث تجرى جميع العمليات المالية دون الحاجة إلى الذهاب للبنوك كما كان سابقا، بل الدخول إلى عالم المال والأعمال بسهولة من خلال تطبيقات الحواسيب والهواتف الذكية لدرجة اختفت معها دفاتر الشيكات …..
ومما لاشك فيه أن الانفوميديا سلاح ذو حدين ، ففى حين أمنا لمسنا العديد من الجوانب الايجابيه لها إلا أنه هناك العديد من الجوانب السلبية العديدة التى سببتها الانفوميديا والانفتاح العالمى الآنى الغير مسبوق…
فمن الطبيعي أن يكون لكل شيء سلبيات ففي الجانب التعليمي سيفقد الدور التربوي للمعلم والمدرسة ما لم يتم إيجاد صيغة وسطية، تحفظ الحد الأدنى المطلوب لتنمية الجانب الأخلاقي والشخصي للطلاب في جميع مراحل التعليم. ولعلنا عاصرنا فى الآونة الأخيرة انتشار العديد من الجرائم الغريبه على مجتمعنا والتى تخالف الشرع والدين كانتشار جرائم القتل وعقوق الوالدين والتفكك الأسرى….
وفي الجانب الاقتصادي ظهرت بعض الممارسات التي سببتها هذه الطفرة التقنية وأدت إلى الإخلال بالأمن الاقتصادي، من خلال اختراق أمن المعلومات والوصول إلى الحسابات الشخصية للأفراد وحسابات المؤسسات والشركات وسرقة معلوماتها، والحصول على الأموال بغير وجه حق…..
وعلى الرغم من أن الانفوميديا ساهمت فى احداث تغيرات متسارعه غير مسبوقه على مستوى الأفراد والمجتمعات….
ولكن هذا التغير يجعلنا نقف أمام مفترق صعب, يلزمنا ويوجب علينا ايجاد القوة والكيفية اللازمتين للحفاظ على ثوابت الماضي, والانطلاق قدما نحو المستقبل, خاصة ونحن نرى عوامل الجذب التكنولوجيا تلفت انتباه الشباب بما فيها من جرعات التعلم والثقافة والتنوع. وخاصة ونحن نعيش الآن لحظات فارقة مابين عصر الانفوميديا والذكاء الاصطناعى الذى يشق المجتمعات بتكنولوجيا فائقة السرعه مما قد يتسبب فى اندثار الجانب البشرى وقدرته على السيطرة على العديد من الجوانب الحياتية .
ان قطار الانفوميديا قد غادر محطته بالفعل, ومن المؤكد ان الزمان والتقدم توأمان لاينفصلان, وعلينا أن نعمل بوعي ومسؤولية فرديا وحكوميا, لتجاوز ما يمكن لهذه الفترة الانتقالية أن تحملها من اضطرابات وتغيرات متسارعه ، وأن نسعى للتكيف مع هذه الثورة والافادة منها ومواكبتها لما تحمله وتشكله من عالم الفرص وثروات وثقافات هائلة ولنا أن نحذرها في الوقت ذاته فهي تنذر بدفع من لا يجيد ركوب الموجة الى حافة الهاوية والخطر.
الإنفوميديا طفرة تقنيه بين الحداثة والمعاصره
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.