السواء النفسي والفرصة الثانية
السواء النفسي والفرصة الثانية
نعلم جميعا أنه لا يوجد سواء نفسي مطلق ،فجميعنا بشر ولسنا أنبياء،أي أننا غير معصومين .
وأري أن السواء النفسي في آونة كثيرة يكون هو القدرة علي الإنسحاب من العلاقات المهترئة ،فلا هي تتقبل الإصلاح ولا نحن نستحق تلك المعاناة .
فالسواء النفسي يكمن أحيانا في قدرتك علي الإنسحاب بقوة وبقناعة من العلاقات المرهقة نفسيا،وفي قدرتك علي مقاومة ما تحب وتحمل ما تكره عندما يستوجب الأمر ذلك …..يكمن في سماع صوت العقل و إختيار سلامك النفسي لوقف نزيفك الروحي بعد الخذلان
هنا يظهر السواء النفسي بالتخلي والإنسحاب من أماكن أو شبه علاقات ،والتخليى عن العطاء والتضحيات في غير موضعها ،فلاتزرع نبته في القمامة …..إعتزل ما يؤذيك وإنسحب لنفسك .
لا ترضي بأقل مما تستحق ،وأنظر لمن ستمنحه الفرصة الثانية… فهل ستمنحها لنفس الأشخاص بنفس العقلية وتنتظر نتائج مغايرة !……كيف؟
أصبحنا في مجتمعات مريضة ونتعايش مع أنفس خربة …..فإمنح الفرصة الثانية لنفسك …….وإسمح للضوء بإختراق عتمتة قلبك وعقلك ….فالقدرة علي الإنسحاب لا يملكها إلا الأقوياء.
من تسبب في خذلانك لا يستحق الفرصة الثانية ،فإمضي قُدُما ولا تهدر طاقتك ، لقد كان درسا ومنحه ربانية ساقته لك الأقدار كي تبدع وتضع يدك علي مواطن قوتك وتعرف من أنت ، وربما كان سوء إختيارك .
ردد دائما كانت خُطي كُتبت علينا فمشيناها……ولكن إسأل نفسك …..لما ؟ لك بداخلها منحة معينة تكمن داخل المحنة …..
لا تدفع عن الآخرين ،دع المخطئ يدفع الفاتورة عن نفسه،وإن كنت أنت من أخطأ ،فإعترف وصوب خطؤك وتحمل نتيجة أفعالك ولا تبررها .
فهل أنت تملك القدرة علي الإنسحاب ؟ هل تملك القدرة على الرفض ؟
عندما تقابلك الحياة بالخيبات وصفعات الخذلان سوف تتحول لشخص أقوي تدريجيا ،ستتعلم النضج ،وستجيد حفظ أسرارك ،وتكتفي بنفسك ،وستكون أهم أولوياتك هي كسب راحتك النفسية،لن تسامح بسهولة ،ولن تمنح فرص ثانية إلا لمن يستحق ،ولكن .. …..
إحذر أن يتحول الجميع لديك لمشتبه بهم، تتوقع الإساءة دائما من الآخرين ولا تميز بين الجيد والسيئ…….
هنا أنت غير متزن و ما زلت تحتاج للمساعدة …..
فلابد أن تميز بين الخطأ والخطيئة ،فالخطأ يغتفر والخطيئة لا تغتفر وإن أتَوْك بالسبعون عذرا.
وأحيانا يوحشك الله من بعض خلقه لتلجأ له وتأنس به،فالتقرب من الله والإكتفاء به حياة …يكمن بها الإستقلال النفسي والمادي ولكنها تتوقف علي مدي ظنك بالله ومعرفتك به.
وإعلم أن في الناس أبدال وفي الدنيا مُتسع …..فلا تسجن نفسك ،فأحيانا يكون سجنك الحقيقي هو أفكارك ؛ولا تعتزل الجميع …فلم نُخلق لذلك وإنما لنتكافل ونتكاتف .
لا تُفني عمرك في إصلاح الآخرين علي حساب تعافيك النفسي ،تعافي أنت وإتركهم إن لم تكن أنت المسئول عن الإصلاح……..
وإعلم أن …..
الفشل والخذلان هو أول درجة في سلم النجاح وأهم حافز لتفجير الطاقات الكامنة والإبداعية ،إن أدركت الحكمة منه .
السواء النفسي والفرصة الثانية
بقلمي /هيام الرمالي
يتبع،&تقبل (الأبيض والأسود من الأشخاص والأشياء)
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.