جاء
بقلم / د.سلوى بنموسى
المغرب
جاء يسعى يحمل قنديلا بيده يضيئ روحه والآخر
يتمتم بكلمات مبهمة وهو في عالمه الخاص ..
ذنوت أسأله : من أنت ؟
قال أنا الحق
رددت : أفصح يا هذا
قال : أنا الحق أعيد النصاب لأهلها
أفتي في الشرور والمظالم وأرجع الحق المسلوب لصاحبه ..
ذهلت !
وأجبته : وحدك تفعل كل هاته الأمور عجبا !!
أجاب : ومن قال أني أقوم بكل هاته المهام
دون مساعدة أحد ما ….
واستنبط قي الكلام وأنا أكتسي صمت الأموات
قال : هناك قلبي يتبع احساسي
هناك عقلي يميز من الصالح والطالح
هناك أدلة تبث فيها الأحكام والشرائع والقوانين
و تستنبط الأقوال والأفعال وتفتي في الأوضاع ….
وهناك شهادات لأناس طيبون
يسعون لانارة العدالة ومساعدة كل مظلوم مقهور ..
قلت : هنيئا لك يا صاحبي
انصرف عني ؛ وبأدب استأذنني
سبحان الله في حكمته وشرائعه وفضائله …
شردت وأنا أرى المظالم والمحاكم والسجون والمقابر
لم لا نعيش يا عالم بسلام وايخاء وتعاون ومودة ؟
لم الكبير يتنمر على الصغير ويسلبه اغراضه وماله ؟
ويستبيح عرضه وأرضه ؟
تبا إذا للجشع وللاستغلالية ولفرض العضلات والقوة ..
لم لا نهتم بشؤوننا ؟!
تكتنفنا الهدنا والسلامة والطمأنينة والكرامة
والانسانية تعيش في دواخلنا وتستقطب دررنا
ومعدنا الثمين والأصيل والطيب
ولم لا نساعد بعضنا في السراء والضراء ؟
هناك الحق والمستحق
البريء والظالم ..
القوي والضعيف ..
الغني والفقير ..
الجاهل والمثقف ..
المريض والمعافى
أصدقائي النبلاء لم لا نأخذ بيد بعضنا بعضا ؟
ونساند ونساعد ؛ ونطبب ونتصدق
ونرتقي ونعطي بدون قيد أو شرط
حسب المستطاع !!
يسألون عن الحق وسنينه ولا يرون جوف السماء !؟
هناك عدالة إلهية يا قوم فاتعظوا رجاء
وكونوا قدوة حسنة لأرواحكم وللآخر
والله إنه لشيء جميل أن تعيش في سلم ووآم وسعادة
وتخلص في سبل عيشك ومكتسباتك وأحلامك وتطلعاتك
لكي تعيش قرير العين خدوما ومسالما ومتسامحا
إنني خيرتكم فاختاروا إذا بين عدالة الأرض وعدالة السماء
فماذا بربكم أنتم عازمون وفاعلون ؟!
أتمنى لي ولكم الصلاح والنقاء والكرامة والعزة والسؤدد
والسلام الداخلي وراحة البال والضمير
د.سلوى بنموسى
المغرب
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.