قصص الأنبياء والجزء الخامس من قصه نبي الله موسى عليه السلام
قصص الأنبياء والجزء الخامس من قصه نبي الله موسى عليه السلام
خطيب بوزارة الأوقاف بالإسكندرية
استمر فرعون في قتل بنو اسرائيل وترك نساءهم احياء، ولما اشتد البلاء قابله الله سبحانه وتعالى على المصريين، فجاء البلاء تلو البلاء على فرعون والمصريين، وبدأ القحط، واشتدت المجاعة، فعرف فرعون أن هذا من فعل موسى وطلب منه أن يرفع عنه ربه هذا الجفاف، فإن فعل سيتوقف عن ايذاء بني اسرائيل فوافق موسى، ودعا الله بأن يوقف الجفاف وتعود المياه إلى النيل، لكن رجع فرعون إلى تعذيب بني اسرائيل مرة أخرى، فجاء فرعون عذاب آخر، ونقص من الثمرات والفاكهة.
بدأت الشجرة العظيمة التي تخرج الثمار الكبيرة ما تخرج إلا حبة واحدة، والنخلة لا تخرج إلى بلحة واحدة، وبساتين العنب لا تخرج إلى قطوف واحد.
بلاء مقابل بلاء .. فاستدعى فرعون موسى مرة أخرى قال له ادع ربك أن يكشف البلاء واترك بني اسرائيل يخرجون معك.
فدعا موسى ربه فعادت الثمار، لكن رفض فرعون أن يترك بني اسرائيل يخرجون، يعني إذا جاء الخير قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة قالوا إنها من موسى ويتشاءمون منه رغم ان السبب هو كفرهم بالله عز وجل.
آيات العذاب تنزل بفرعون وهامان وجنودهما والمصريين
وبدأت الآيات:
الطوفان: فاض النيل وبدأ يغرق مصر إلا ديار بني اسرائيل.
الجراد: أي مزارع للمصريين تهلك بالجراد ومزارع بني اسرائيل لا يمسها شيء.
القمل: قيل السوس أو القمل الذي يوجد في الرأس لدرجة أن الرجل إذا اقترب من زوجته يقفز عليه القمل ولا يصيب بني اسرائيل ذلك بل المصريين فقط.
الضفادع: انتشرت الضفادع بين المصريين ولا تصيب المصريين يفتح الرجل الاناء يجد ضفدع ويأكل يجد ضفدع يقفز في فمه.
الدم: آخر الأيات التي استسلم لها فرعون وهي حاسمة فإذا كانوا يسقون من النيل الاسرائيلي يغرف يجد ماء، أما المصري لو أخذ منه يتحول إلى دم، ولو ذهبوا للابار الاسرائيلي يخرجها ماء، والمصري يخرجها دم، فذهبوا يطلبون الماء من بني اسرائيل فإذا صبها للمصري تتحول دم كمعجزة للمصريين واتباع فرعون، ورغم كل ذلك استكبروا ولم يؤمنوا، وكانوا قوما مجرمين ولما وقع عليهم العذاب جاءوا لموسى ليدعوا الله لو كشف عنهم العذاب ليؤمنون له ويرسلون معه بني اسرئيل فلما كشف عنه العذاب إذا هم لا يوفون بوعدهم.
وبهذا كان لفرعون وقومه 9 أيات اظهرها موسى عليه السلام وهي العصا، واليد التي تنير، والآية الثالثة السنين القحط، والاية الرابعة نقص من الثمرات وخمس ايات ذكرناها.
وكلما نزلت آية يستعينون بموسى للدعاء فيرتفع البلاء ثم يعود فرعون وجنوده لظلم بني اسرائيل فيبتلون مرة أخرى.
موسى يخرج من مصر مع بني اسرائيل
فأمر الله موسى أن يخرج من مصر مع بني اسرائيل في المساء وبدأ يطرقون على الابواب الخاصة ببني اسرائيل ليهاجرون، وانطلق 600 الف انسان في هجرة عظيمة من مصر نحو فلسطين.
ولما صار الصبح انتبه فرعون كيف سمح لبني اسرائيل أن يذهبوا إذًا من سيكون خدم للمصريين ولفرعون، وبعدما اعطى المواثيق بالسماح نكث على عهده.
وبدأ يتتبع بني اسرائيل وخرج فرعون وجنوده من جنات وعيون، واتبعوا بني اسرائيل وقت الشروق وبدأت المطاردة بعد تجهيز الجيش فوصل موسى عليه السلام ومن معه إلى البحر الأحمر بحر القلزم أحد جناحي البحر الأحمر والتفتوا ورائهم إذا فرعون مقبل بجيشه، فخاف اصحاب موسى من أن يتم ادراكهم، فقال لا إن الله معي سيهدين.
وفاة فرعون وجنوده وهامان غرقا
وهنا معجزة جديدة لموسى عليه السلام حيث ضرب بعصاه البحر فانقسم البحر الى قسمين كالجبل العظيم وجفف الله سبحانه وتعالى الطريق في البحر، وأمنهم الله.
فاتبعهم فرعون بجنوده ثم إن الله أقحم فرسه فتقدم فتقدم وراءه كل الجيش فبدأ يخوض البحر ولما عبر موسى ومن معه ونجا آخر واحد منهم، وهنا انطبق البحر على فرعون وجنوده بالكامل.
ولما شعر فرعون بأنه سيغرق ويموت قال : ” آمنت بأنه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين”.
والتوبة لا تقبل عند الموت فرد الله عليه قال: ” آلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك ” – يعني بقى جسده مومياء يراها الناس على مدى التاريخ حتى يعتبر به الناس.
في الحديث أن جبريل عليه السلام يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: ما كرهت أحد كرهي لفرعون، ولو تراني يا رسول الله وأنا آخذ الماء وأرميه في فمه حتى لا يشهد الشهادة فيرحمه الله.
لكن رغم انه شهدها ما قبلها الله ونجا بنو اسرائيل وتجاوزوا البحر.
يقول الله في سورة الأعراف
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137).
ويقول الله في سورة يونس
۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ
تابعوا قصص الأنبياء قصة سيدنا موسى عليه السلام (الجزء السادس)
قصص الأنبياء والجزء الخامس من قصه نبي الله موسى عليه السلام
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.