كأس آسيا للسعوديين … أنا الهوى الغايب ..!
كأس آسيا للسعوديين … أنا الهوى الغايب ..!
كأس آسيا للسعوديين … أنا الهوى الغايب ..!
ثمانية وعشرون عاماً ، منذ أن غادرت كأس آسيا الرياض ،ولم تعد إلى ساعة كتابة هذه الحروف ، كأس آسيا التي بدأت علاقتنا بها ، منذ أن عبر بنا شايع النفيسة “رحمه الله “وماجد عبدالله وبقية الرفاق سور الصين العظيم ،. عندما أطاح الاسطورة الأسمر بآخر حراس السور عام 1984 ,كأول فتح كروي تعرفه الرياضة السعودية على مر تاريخها ، من هناك من أرض سنغافورة كان لخليل الزياني وأبنائه موعد مع المجد عندما حمل الأمبراطور صالح النعيمة الكاس القارية لأول مرة وعاد بها إلى رياض العز ، حينها أُستقبل الأبطال في مطار الملك خالد الدولي استقبالاً تاريخيا يليق بالنصر العظيم ، بعدها ب أربع سنوات غادرت كتيبة الصقور إلى الدوحة ، حاملة معها الآمال لتحقيق مجداً آخر ، ولكن هذه المرة مع البرازيلي الداهية كارلوس البرتو بريرا ، حيث كان الجميع في لهفة إلى الكاس الغالية منذ ضربة البداية لأول مباراة، إلى أن جاءت ركلة ترجيح فهد الهريفي التي أبكت كل الكوريين ، وشلت الحركة في سيؤول ، وأشعلت قناديل الفرح في الرياض وجدة والدمام ، وكافة المدن السعودية، الكأس القارية تعود ثانية ، إلى قلب نجد الحبيبة ، لتكون مستقرها ومستودعها ، أفراح وأفراح تستمر إلى أن توقفت قسرا في طوكيو 1992 حيث الهزيمة القاسية , في ذات صباح آسيوي كئيب على كل السعوديين, وغادرت الكأس الرياض والأمل ينتظرها ، وأنتظرنا اربع سنوات كاملة ،، حيث توجه القطار الأخضر إلى أبو ظبي ، حيث دولة الامارات واستضافتها الرائعة لآسيا 96 ، ويتكرر سيناريو الدوحة من مباراة تلو مباراة مع المدرب فينغادا. وعودة يوسف الثنيان الشهيرة بالمنتخب أمام التنين الصيني ، والذهاب لملاقة الشقيق الأبيض الاماراتي ، وركلة خالد مسعد الأخيرة والتي لوح بعدها بيديه ، بعد ان أطلق رصاصة الفرح في مرمى محسن مصبح ، لتنطلق أبواق السيارات في مدننا ، معلنة الزعامة والسلطنة للسعودية على آسيا الكروية ، لحظات من فرح ولحظات من طرب ، ولحظات من “جاكم الاعصار ما شين يعيقه ” والله الله يا منتخبنا .. ان شاء الله تحقق أملنا ،،، أربع مباريات نهائية متتالية وثلاثة كؤوس آسيوية في ظرف 12عام ،،، شيء من الخيال وشيء من الأحلام الصادقة التي كنا نتمناها ، واستمرت الأفراح أربع سنوات كاملة ؛وكادت أن تتكرر ، لولا معاندة الحظ لركلة جزاء حمزة إدريس في بيروت 2000 , في نهائي الحلم أمام المنتخب الياباني، والتي قدم فيها الأخضر كل شيء ألا العودة بالبطولة ، أنتهت البطولة ولم تنتهي الفرحة والانجاز الكبير للصقور الخضر ، والذي تمثل في بلوغ النهائي لخمس مرات متتالية ، كإنجاز لم يحدث من قبل، لأي منتخب من منتخبات قارات الارض ،،، فمن عام ١٩٨٤ إلى عام ٢٠٠٠ والمنتخب السعودي أحد طرفي نهائي القارة الصفراء ، وبثلاث كوؤس وفضيتين ، شيء من الفخر لا يمكن وصفه ،، هكذا كان الصقور وهكذا كانت كرتنا في تلك الفترة ، إلى إن جاء الأنكسار في البطولات التي أعقبت عام 2000 ، تراجع مخيف في كل المشاركات ، باستثناء كتيبة انجوس وياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي وبقية الابطال عام 2007 , الذين اأعادوا شيء من الهيبة قبل الخروج بالخسارة المؤلمة أمام العراق في فييتنام ، في نهائي كان العراقيون يلعبون على الأقدام أكثر من ركل الكرة ، صفحات كتبت وصفحات طويت من الانجاز والانكسار ، من 1984 إلى هذه الكاس التي ستقام في الدوحة 2024 ، منتخب ذهب إلى قطر ومدرب مغامر وأسماء لم يتفق عليها الجميع ، رحلة جديدة وآمال وأحلام نسجت على منتخب جديد يملك تاريخ عظيم في البطولة ، وعلاقة ود كبيرة بينه وبين الكأس الغالية ، فهناك علاقة وطيدة بين هذه الكاس والسعوديين ، وكأني بها تناديهم وتقول لهم ، أنا الهوى الغايب ،، انا عشقكم الأزلي ، الذي لا يستريح له بال ألا بين أياديكم وفي خزائنكم ،، ليقولوا لها ونحن نبادلك نفس العشق ، ونثق في أبنائنا وأبطالنا ، الذين سيحرثون الأرض طولاً وعرضا ً لنراك في رياض العز والمجد والكبرياء ،،، نعم نثق في مانشيني ورجاله ، ونثق في الصقور ونحن معهم إلى نهاية المشوار ، ونثق إن إبتسامات الدوحة لن تخذلنا ،وستكون معنا كما كانت ، وسنظل ندعو لأصحاب القمصان الخضراء من أول صافرة إلى منصة التتويج بحول الله وقوته .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.